تشهد بلدية زريبة الوادي بولاية بسكرة تحولات إيجابية في مسار التنمية المستدامة، باعتبارها من أهم البلديات المنتجة للثروة من خلال التوسّع في زراعة مختلف المحاصيل الزراعية، لاسيما الخضروات والمحاصيل الإستراتيجية، ما جعلها تتحول إلى قطب فلاحي يساهم في ضمان الأمن الغذائي على مستوى الوطن.
تقع بلدية زريبة الوادي على بعد 85 كلم شرق عاصمة الولاية، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 13 ألف نسمة موزعين بين مقر البلدية وعدد من القرى والحواضر، وقد عرفت منذ القدم بطابعها الفلاحي الذي كان يعتمد أساسا على مجرى وادي العرب، قبل أن تدخل مرحلة الإنتاج الموسع بالاعتماد على السقي عبر المناقب والآبار، وقد سمحت النهضة الزراعية التي شهدتها المنطقة بحدوث تحوّل جذري في عمليات الإنتاج من حيث الكمية والتنوع والجودة.
وتميز هذا التحوّل التنموي بمرافقة جادة من قبل مصالح الدولة، حيث سجلت البلدية خلال السنوات الأخيرة 66 عملية لربط المستثمرات الفلاحية بالكهرباء، أنجز منها لحد الآن 41 عملية استفاد منها 320 فلاحاً، مع تركيب 98 محولاً كهربائيا.
وشملت العملية عدة مناطق ومحيطات فلاحية، منها شعبون، قلتة، خنيفيسة، المبدوعة، القطاف والريان، ومع نهاية العمليات الـ66 سيتمّ إيصال الكهرباء إلى أكثر من 500 مستثمرة فلاحية عبر تركيب 120 محولا. أما فيما تعلّق بالمسالك الفلاحية الضرورية لتسهيل عمليات الإنتاج وتسويقه، فيشير مصدر من البلدية إلى وجود عجز رغم استفادة المنطقة من مشروعين: الأول لإنجاز مسلك بطول 7.5 كلم بمنطقة زقر، والثاني بالطول نفسه بمنطقة الستر بنسبة إنجاز بلغت 80 بالمائة، كما تمّ تسجيل عملية لم تنطلق بعد لشق مسلك بمنطقة تفيضة الرقمة، التي تُعد من أهم مناطق الإنتاج بالبلدية. ومن جهة أخرى، تكفلت البلدية ضمن ميزانيتها المحلية بإنجاز مسلكين فلاحيين في عدة مناطق بغلاف مالي قدره مليار و500 مليون سنتيم، على أن يُسلَّم المشروع خلال الأيام المقبلة.
ويبقى السقي الفلاحي من أهم التحديات التي تواجه الإنتاج، خاصة في ظلّ الجفاف وغور مياه الآبار، وتعدّ بلدية زريبة الوادي سباقة ولائيا في منح شهادات شغل الأراضي للفلاحين للاستفادة من رخص حفر الآبار، حيث استفاد أكثر من 400 فلاح من هذه الشهادة. ويشير مصدر من المجلس البلدي إلى أن نضوب المناقب وانخفاض مستوى الطبقة الجوفية يجعل من الضروري تسجيل مشاريع لحفر مناقب عميقة، علما أن البلدية استفادت مؤخرا من منقب مائي لكن صبيبه كان ضعيفاً.
إنجازات ومطالب في قطاع السكن
مع ارتفاع عدد السكان بعد ترقية البلدية إلى مقر دائرة، وتزايد النشاطين الفلاحي والصناعي بفضل وحدات الإنتاج الخاصة، تفاقمت أزمة السكن وارتفع الطلب. وقد استفادت البلدية خلال الخماسي الأخير من 522 سكناً ريفيا، إضافة إلى تخصيص 130 سكناً من الصنف نفسه بمنطقة نفيضة الرقمة الفلاحية.
وينتظر أن تستفيد البلدية من حصة مهمة من السكن الريفي خلال سنة 2026، كما استفادت من 300 وحدة سكن اجتماعي خلال 2024 بلغت نسبة إنجازها 30 بالمئة، ويتوقّع تسليمها وتوزيعها العام المقبل.
وشهدت عملية توزيع التجزئات الاجتماعية تقدماً محسوساً، حيث تمّ تخصيص تجزئتين بـ622 قطعة أرضية، وذلك بعد تجاوز العراقيل التي رافقت العملية، وقد تمّ استكمال بناء 95 بالمئة من هذه التجزئات وتجهيزها بالكهرباء والغاز والمياه الصالحة للشرب والصرف الصحي بينما اقتصر السكن الترقوي المدعم على 60 مسكناً تجري أشغال إنجازها حالياً.
ونظرا لنجاح تجربة التجزئات الاجتماعية التي وفرت أكثر من 600 سكن فردي، وبفضل توفر الوعاء العقاري، يتركز الطلب حالياً على إضافة حصة جديدة من هذه الصيغة التي تتلاءم مع الطابع العمراني للبلدية، خاصة مع تجاوز عدد طلبات السكن 4 آلاف ملف.
التهيئة الحضرية.. وأمور أخرى
وشهدت البلدية خلال السنة الجارية عمليات تهيئة واسعة شملت مساحات خضراء وساحات عمومية، ضمن سبع عمليات بغلاف مالي قدره 14.8 مليار سنتيم. كما استفادت من أربع عمليات مموّلة من صندوق التضامن والضمان الاجتماعي بقيمة 5.5 مليار سنتيم، وقد تمّ إنهاؤها بالكامل، إضافة إلى 17 عملية تهيئة أخرى بتمويل محلي قدره حوالي 6 مليارات سنتيم. كما يشير مصدر من البلدية إلى وجود اكتظاظ في المدارس الابتدائية والمتوسطات، فضلا عن الحاجة الملحة لتسجيل مشروع ثانوية بحي الحرملية لتقريب المؤسسات التعليمية من التلاميذ الذين يقطعون مسافات طويلة. وفي قطاع الشباب والرياضة، استفادت البلدية من إنجاز ثلاثة ملاعب جوارية، إضافة إلى ملعب بلدي لكرة القدم بسعة 5400 مقعد مغطى بالعشب الاصطناعي، بكلفة 3 مليارات سنتيم.



