حصص دعم اختيارية لطلبة الأقسام النهائية وخطة علاجية للقراءة
دعت وزارة التربية الوطنية مديريها التنفيذيّين إلى اتخاذ جملة من الترتيبات التنظيمية لفتح المتوسّطات والثانويات خلال عطلة الشتاء، التي تنطلق ابتداء من 18 ديسمبر الجاري، قصد تنظيم حصص الدعم البيداغوجي المجاني لفائدة التلاميذ المترشّحين لاجتياز امتحاني شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا دورة 2026، مع التأكيد – في الوقت ذاته – على تفعيل آليات المعالجة البيداغوجية لصعوبات القراءة لدى تلاميذ مرحلة التعليم الابتدائي، وفق تنظيم دقيق يخضع لترخيص مسبق من مديريات التربية.
جاء في تعليمة صادرة عن مديرة التعليم بالوزارة، تحوز «الشعب» نسخة منها، أنّ هذه الخطوة تندرج ضمن مسعى الوزارة إلى ضمان تحضير أمثل للمترشّحين للامتحانات الوطنية، من خلال تنظيم حصص دعم بيداغوجي خلال الأسبوع الأول من عطلة الشتاء، مع فتح المؤسّسات التربوية لتمكين التلاميذ الرّاغبين من الاستفادة من صيغ متعدّدة للدعم، تشمل الحصص المؤطّرة، والمذاكرة المحروسة، وحصص المراجعة ضمن أفواج، على أن تقوم كل مؤسّسة تربوية بإعداد جدول مواقيت خاص بهذه العملية.
وأكّدت المديرية العامة للتعليم أنّ مديري المتوسّطات والثانويات عبر الوطن مطالبون – استنادا إلى المنشور الوزاري المنظم للعملية – ببرمجة دروس الدعم والتقوية وجوبا من حيث التنظيم، على أن تكون الاستفادة منها اختيارية بالنسبة للتلاميذ ودون أي شكل من أشكال الإلزام، مع التشديد على مجانية هذه الحصص.
وفي السياق ذاته، شدّدت الوزارة على ضرورة تحسيس الأساتذة والتلاميذ بالأهمية البيداغوجية لهذه المبادرة، إلى جانب ضمان إعلام واسع لأولياء التلاميذ بكل الجوانب التنظيمية المتعلقة بها، مع إيلاء العناية اللازمة لإنجاح العملية من حيث توفير الظروف التنظيمية والبيداغوجية الملائمة، وتحقيق الأهداف المسطّرة، فضلا عن رفع وضعيات إحصائية دقيقة حول تنظيم هذه الحصص.
ومن جهة أخرى، أفرجت وزارة التربية الوطنية عن المذكّرة المنهجية الخاصة بتنفيذ المعالجة البيداغوجية لصعوبات القراءة في مرحلة التعليم الابتدائي، داعية مفتّشي التعليم الابتدائي ومديري التربية إلى اتخاذ جميع التدابير والإجراءات الكفيلة بالتكفّل بهذه الفئة من التلاميذ، لاسيما في ظلّ معاناة بعضهم من صعوبات قرائية لأسباب متعدّدة، محذّرة من أنّ إهمال هذه الإشكالية في هذه المرحلة الحساسة قد يفضي إلى نتائج سلبية ذات أبعاد تعليمية ونفسية واجتماعية.
وأكّدت الوزارة ضرورة تفعيل النصوص التنظيمية ذات الصلة، ومواصلة العمل بالخطة العملية التي أشرفت عليها المفتشية العامة للتربية الوطنية، والتي تضمّنت آليات مرنة وسندات بيداغوجية مساعدة، جرى تجريبها ميدانيا وأثبتت نجاعتها، ما استدعى تعميمها واحتضانها على نطاق وطني.
وأبرزت الوزارة أنّ مناهج اللغة العربية في مختلف الأطوار التعليمية ركّزت، في غاياتها، على إكساب المتعلّم ملكة اللّغة العربية باعتبارها لغة التدريس في باقي المواد، انطلاقا من كون القراءة مفتاحا لفهم مختلف العلوم، وهو ما جعل القراءة بمستوياتها المختلفة محورا أساسيا في هذه المناهج.
وتعنى الخطة المعتمدة بمعالجة صعوبات الأداء القرائي، التي تتجلّى في عجز المتعلّم عن التعرّف على الرموز المكتوبة وتحويلها إلى أصوات منطوقة، أو صعوبة نطقها على مستوى الحرف أو الكلمة أو الجملة، مع التركيز على إخراج الأصوات من مخارجها الصحيحة، وضبط نطق الحركات القصيرة والطويلة، والتمييز بين المدود والتنوين، ونطق الحرف المشدّد نطقا سليما، والتفريق بين «أل» الشمسية والقمرية، وقراءة الكلمات والجمل دون حذف أو إبدال أو زيادة، وبشكل مضبوط بالشكل.
أمّا أدوات الخطة، فقد قُدمت في شكل سندات مبسّطة ومتكاملة، يشرف على تطبيقها مفتشو وأساتذة التعليم الابتدائي لمادة اللغة العربية، خلال السنة الدراسية 2025-2026، بداية بالاختبار القبلي التشخيصي، مرورا بتوظيف السند العلاجي المقترح، ومتابعة تطور التلميذ عبر بطاقة المتابعة الفردية، وصولا إلى الاختبار البعدي.
وتُطبّق هذه الخطة تحت إشراف مفتّش مادة اللغة العربية على مستوى المقاطعة التفتيشية، وبمشاركة فعّالة لمديري المدارس الابتدائية وأساتذتها، بعد تحديد التلاميذ المعنيّين بالمعالجة استنادا إلى تشخيص دقيق لصعوباتهم القرائية، مع تشكيل مجموعات صغيرة متجانسة لا يتجاوز عدد أفرادها عشرة تلاميذ، ومتقاربة في السن والمستوى، حيث يُجمع تلاميذ السنتين الثانية والثالثة معا، وكذا تلاميذ السنتين الرابعة والخامسة.
وألزمت المفتشية مديري المؤسّسات التربوية بإعداد جدول زمني يحدّد عدد الحصص والأسابيع المخصّصة للعملية، على ألا يتجاوز ثلاث حصص أسبوعيا خارج الدوام الرّسمي، وبعد الحصول على ترخيص مسبق من مديرية التربية، مع تأطير الحصص من طرف أساتذة المدرسة، ومتابعة دورية من مفتّش المادة، ورفع تقارير منتظمة حول نتائج الخطة العلاجية، على أن يتم توقيف الحصص بمجرّد تسجيل تحسّن فعلي لدى التلاميذ المستفيدين، وتجاوزهم للصعوبات القرائية، وفق ما تثبته الوقفات التقويمية ونتائج الاختبار البعدي.





