تنطلق اليوم، الثلاثاء، بكلية العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية (قسم الفلسفة)، بجامعة أبو بكر بلقايد ـ تلمسان، وبمبادرة من مخبر “الفينومينولوجيا وتطبيقاتها”، أشغال الملتقى الوطني الموسوم بـ«ملامح التجربة الفلسفية في كتابات الزين محمد شوقي”، وذلك في إطار الاحتفاء بعشرين سنة على تدريس الفلسفة بتلمسان. حيث ينظم الملتقى على مدار يومين، ابتداءً من الساعة التاسعة صباحًا، بقاعة أبو القاسم سعد الله، جامعا نخبة من الأساتذة والباحثين والطلبة المهتمين بالفكر الفلسفي المعاصر.
ويأتي تنظيم هذا الملتقى بوصفه محطة علمية تسعى إلى مساءلة التجربة الفلسفية لمحمد شوقي الزين، أحد أبرز الأسماء الفكرية المعاصرة في الجزائر، من خلال قراءة أعماله ومقالاته التي انشغلت بأسئلة الحداثة، والنقد الثقافي، والفلسفة المعاصرة، وعلاقة الفكر بالسياقات الاجتماعية والتاريخية. كما يهدف اللقاء إلى إبراز مكانة الفلسفة في الجامعة الجزائرية، ودورها في بناء الوعي النقدي وتعزيز التفكير العقلاني في ظل التحولات الراهنة.
ويشهد اليوم الأول من الملتقى جلسة افتتاحية تؤكد رمزية الاحتفال بعشرين سنة من تدريس الفلسفة في تلمسان، باعتبارها فضاء علميا احتضن عبر سنوات مسارا من البحث الأكاديمي والتكوين الفلسفي.
وتتوزع بعدها المداخلات العلمية حول المسار الفكري لمحمد شوقي الزين، مع التوقف عند المفاهيم المركزية التي اشتغل عليها، خاصة ما يتصل بقضايا المعنى، والهوية، والاختلاف، وحدود العقل، والتقاطع بين الفلسفة والثقافة.
ويتواصل برنامج الملتقى، يوم غد الأربعاء 17 ديسمبر، عبر جلسات علمية معمقة تناقش التجربة الفلسفية للمحتفى به من زوايا متعددة، تجمع بين التحليل النصي، والمقاربة التأويلية والبعد المقارن، كما تتناول بعض المداخلات أثر كتابات الزين محمد شوقي في الحقل الأكاديمي، ودورها في تجديد الخطاب الفلسفي وتقريب الفلسفة من القارئ، وربطها بأسئلة الواقع وتحولاته المعاصرة.
ولا يقتصر هذا الموعد الفكري على البعد الأكاديمي الصرف، بل يفتح فضاء للحوار والنقاش بين الأساتذة والباحثين والطلبة، في أفق ترسيخ ممارسة فلسفية قائمة على النقد والانفتاح وتعدد القراءات.. ويؤكد منظمو الملتقى، من خلال هذا اللقاء، أن الفلسفة لا تزال قادرة على لعب دور محوري في فهم التحولات الاجتماعية والثقافية، وفي إنتاج أسئلة معرفية تواكب تحديات العصر.
ويكتسي هذا الملتقى أهمية خاصة لكونه يندرج ضمن الاحتفال بعشرين سنة من الفلسفة في تلمسان، بما تحمله هذه المناسبة من دلالات علمية وثقافية، تعكس مسارا من التراكم المعرفي والبحث الجامعي.
كما يعيد هذا الحدث طرح النقاش حول واقع تدريس الفلسفة في الجزائر، وآفاق تطوير البحث الفلسفي في ظل المتغيرات المعرفية المتسارعة.
ويرسّخ الملتقى الوطني “ملامح التجربة الفلسفية في كتابات الزين محمد شوقي”، حضوره كموعد فكري نوعي، يحتفي بالفلسفة الجزائرية المعاصرة، ويكرس ثقافة الاعتراف بالمشاريع الفكرية الجادة، مجددا الرهان على الفلسفة بوصفها ممارسة نقدية حية، قادرة على مساءلة الحاضر واستشراف آفاق المستقبل.





