يؤكد الأمين العام للرابطة الجزائرية للمواطنة والشباب، الدكتور شادلي فريد، أن الوحدة الوطنية في الجزائر قيمة تاريخية راسخة تشكّلت عبر مسار طويل من النضال المشترك، حين امتزجت دماء ملايين الجزائريين من مختلف المناطق واللغات والانتماءات في ثورة التحرير المجيدة، لتؤكد أن الجزائر واحدة، موحّدة، لا تتجزأ.
أوضح الدكتور شادلي فريد، في تصريح لـ»الشعب»، أن هذا الإرث الوحدوي الجزائري يُحمِّل الجميع المسؤولية في الدفاع عن الوطن المفدّى، وحماية سيادته، والتصدي لكل محاولات المساس بحياضه المقدسة وثوابته التاريخية الخالدة.
وفي ظلّ التحوّلات الإقليمية والدولية المتسارعة، يرى شادلي أن الوحدة الوطنية تبرز كصمّام أمان للدولة الجزائرية، وخيار استراتيجي لا يقبل المساومة أمام كلّ المخططات الهدّامة التي تستهدف استقرار الوطن وتماسكه، وفي مقدّمتها مخططات حركة «الماك» الإرهابية التي جعلت من تفكيك الدولة وبثّ الفتنة مشروعا لها، خدمة لأجندات خارجية صهيونية معادية لمصالح الجزائر.
واعتبر محدثنا، مخططات «الماك» الإرهابي، نموذجا صارخا للحروب غير التقليدية، التي تعتمد على التحريض، ونشر خطاب الكراهية، وتزييف الوعي الجماعي، ومحاولة ضرب الثقة بين المواطن ومؤسسات دولته، غير أنّ وعي الشعب الجزائري، ويقظته السياسية، وتلاحمه مع الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، أفشل مرارا هذه المناورات، وأثبت أن المجتمع الجزائري محصّن بقيم الوطنية والتآزر والتكاتف اللامحدود.
مواجهة هذه التهديدات الخارجية الهجينة لا تكون بالإجراءات الأمنية وحدها، رغم أهميتها، وإنّما تتطلّب مقاربة شاملة قوامها تعزيز الوحدة الوطنية، وترسيخ ثقافة المواطنة، وتحصين الجبهة الداخلية، وتكريس العدالة الاجتماعية، والتنمية المتوازنة، وإشراك الشباب في بناء الحاضر وصناعة المستقبل؛ ذلك أنه خط الدفاع الأول ضدّ المؤامرات والمكائد العدائية، وهو الرهان الحقيقي لاستمرار الدولة الوطنية وقوتها، بحسب قوله.
ووفقا لمحدثنا، يبقى دور النخب والمجتمع المدني ووسائل الإعلام، محوريا في فضح خطاب الكراهية، وتفكيك سردياته الانفصالية الزائفة، والدفاع عن صورة الجزائر الموحّدة، القوية، ذات السيادة الكاملة، مع اعتبار المساس بوحدة الوطن جريمة وخط أحمر لا يمكن تجاوزه تحت أي ذريعة.
وتظل الوحدة الوطنية المسار الاستراتيجي الذي به تنتصر الجزائر على كل المناورات والدسائس الخبيثة، وتُفشل مخططات حركة «الماك» الإرهابية وأمثالها، فالجزائر، بتاريخها وشعبها ومؤسساتها العريقة، أقوى من كل محاولات التفكيك، وستبقى موحّدة، آمنة، مزدهرة، مستقرة وشامخة، بوعي أبنائها وشبابها وإيمانهم الراسخ بأن الوطن فوق كل اعتبار، يذكر الأمين العام للرابطة الوطنية للمواطنة والشباب، الدكتور شادلي فريد.
هذا وقد تلقت حركة «الماك» الإرهابية صفعة قوية، بعد حظر اجتماعها يوم الرابع عشر من ديسمبر الجاري، الذي كان مقررا عقده في قصر المؤتمرات بفرساي، بفعل تجند الجزائريين خلف وحدة وطنهم وخروج مظاهرة حاشدة للجزائريين المغتربين بوسط باريس منددة بهذا التنظيم الإجرامي، رددوا فيها النشيد الوطني الخالد رافعين الأعلام الوطنية، وعبّروا عن رفضهم القاطع لأي محاولة للمساس بالوحدة الترابية للجزائر، وطالبوا بعدم الانصياع لدعوات شرذمة «الماك» الضالة، وكل المرتزقة في الخارج، وعدم الانجرار وراء أفكارهم ومخططاتهم الدنيئة والعدائية ضد بلد الشهداء.



