شتاء جديد يحل على ضحايا الزلزال بالمغرب، وعشرات الأسر لا تزال تعيش في الخيام، وسط معاناة زاد من حدتها البرد القارس والتساقطات الثلجية التي غطت العديد من الخيام، وضاعفت مأساة السكان الذين دخلوا عامهم الثالث دون حلول سكنية تضمن العيش الكريم، وتحفظ سلامة وكرامة الضحايا.
وتظهر مقاطع الفيديو والصور القادمة من القرى الجبلية التي لا تزال تحتضن الخيام البلاستيكية، جانبا من معاناة المتضررين، وهم يزيحون بوسائل يدوية الثلوج التي أحاطت بخيامهم، وأثقلتها حتى كادت تسقطها فوق رؤوسهم.
ولم يمنع الخوف من حملات إزالة الخيام في المناطق التي يتم التصوير فيها لنقل المعاناة، النشطاء والمتضررين من الخروج في مقاطع مصورة لتبيين معاناتهم وسط الجبال التي اكتست البياض.
ودعا المتضررون المسؤولين إلى ترك منازلهم ومكاتبهم الدافئة، والانتقال إلى عين المكان للوقوف على حقيقة الأرقام المغلوطة التي يتم الترويج لها بخصوص الضحايا، وعلى زيف الشعارات والخطابات الرسمية.
وإلى جانب استنكارهم للحرمان من التعويضات ومن دعم إعادة البناء، انتقد النشطاء والمتضررون تخفيض مبلغ الدعم المخصص لإعادة بناء المنازل المنهارة من 14 مليون سنتيم إلى 8 ملايين، وتقسيمه على عدة أشطر بشكل يعيق عملية البناء ويعطلها.
وتعليقا على معاناة الضّحايا وسط الثلوج، قال يوسف الديب الأمين العام لتنسيقية ضحايا زلزال الحوز، إن زيارة بعض المناطق المتضررة خلال الأيام الماضية، مكّن من الاطلاع على الظروف القاسية التي يعيش فيها المتضررون، خاصة مع تدني درجات الحرارة لما دون الصفر، وهو ما انضافت إليه التساقطات المطرية والثلجية.
وأكّد الديب في تصريح للصحافة أن المتضررين يعانون في الخيام البلاستيكية والأكواخ التي منحت لهم، ولا انفراج في الملف، فمن لم يستفد من الدعم يعاني، والمستفيدون أيضا يواجهون مشاكل كثيرة تعيق بناء منازلهم، ولا يزال المسؤولون لا يستجيبون للنداءات وللاحتجاجات الإقليمية والوطنية.


