أغرقت مياه أمطار غزيرة، فجر أمس الثلاثاء، أكبر مستشفى في قطاع غزة وآلافا من خيام النازحين الفلسطينيين، فيما تطايرت مئات منها جراء منخفض جوي عاصف يضرب القطاع منذ مساء الاثنين وسط تحذيرات من تفشي الأوبئة.
المنخفض هو الثاني الذي يضرب قطاع غزة في أقل من أسبوع، إذ تسبب الأول القطبي “بيرون” في وفاة 14 فلسطينيا، وتضرر وغرق 53 ألف خيمة كليا أو جزئيا، ما فاقم معاناة الفلسطينيين.
وأفاد مراسلون بأن مياه الأمطار تسربت إلى أقسام في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، وخاصة قسم الاستقبال والطوارئ ما أدى إلى تعطيل العمل فيه.
ومجمع الشفاء الطبي أكبر مستشفيات القطاع، وقد تعرض لدمار هائل وعمليات قصف وحرق لجميع مبانيه خلال الإبادة الصهيونية في غزة.
وعملت وزارة الصحة بغزّة على ترميم بعض المباني بالمستشفى خلال الشهرين الماضيين بعد دخول اتفاق لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لكن حجم الأضرار الكبيرة ونقص الإمكانات يحولان دون عودة العمل فيه بصورة طبيعية، خاصة مع عرقلة الاحتلال دخول المستلزمات والأجهزة الطبية والأدوية.
وفي سياق متصل، قال شهود عيان، إنّ آلافا من خيام النازحين أغرقتها مياه الأمطار وتطايرت بفعل الرياح الشديدة التي تضرب القطاع منذ مساء الاثنين.
خطـر المبـاني الآيلـة إلــى السّقـوط
من جانبه، حذّر متحدّث الدفاع المدني في غزة محمود بصل، من أن آلاف المنازل التي دمرت جزئيا خلال الإبادة الصهيونية مهددة بالانهيار في أي لحظة بفعل الأمطار والرياح العاتية.
وقال بصل: “هذه المنازل تشكّل خطرا جسيما على حياة مئات آلاف الفلسطينيين، الذين لم يجدوا أي ملجأ وقد حذّرنا العالم مرارا ولكن دون جدوى”.
وخلال المنخفض الأول، أفادت معطيات رسمية بانهيار 13 مبنى على الأقل، من المباني المتضررة جراء الإبادة الصهيونية، وذلك على رؤوس ساكنيها الذين لجأوا إليها للاحتماء من الأمطار والبرد.
يأتي ذلك وسط تنصّل الكيان الصهيوني من الإيفاء بالتزاماته التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار وبروتوكوله الإنساني، بما فيه إدخال مواد الإيواء و300 ألف خيمة وبيت متنقل، وفق ما أكده مرارا المكتب الإعلامي الحكومي بغزّة.
المطالبــة بإدخــال البيــوت الجاهـــزة
في الأثناء، حذّر رئيس بلدية جباليا شمال قطاع غزة مازن النجار، أمس الثلاثاء، من ظروف كارثية يعيشها الفلسطينيون في منطقة جباليا جراء غرق الشوارع ومخيمات النزوح العشوائية مع الساعات الأولى للمنخفض الجوي العاصف.
وأوضح أنّ البنى التحتية في شمال القطاع منهارة أيضا بشكل كامل جراء الإبادة، ما تسبّب بغرق الشوارع وطفح مياه الصرف الصحي مع الساعات الأولى للمنخفض.
وأكّد أنّ مياه الأمطار “غمرت معظم المخيمات العشوائية التي يقطنها النازحون في شمال القطاع، حيث تفتقر إلى أدنى معايير السلامة وعوامل الصمود أمام الظروف الجوية الصعبة”.
كما حذّر من مخاطر العيش داخل المباني الآيلة للسّقوط بفعل الإبادة، مؤكّدا أنّها تسبّبت خلال المنخفض السابق بمصرع وإصابة عشرات الفلسطينيين.
وطالب النجار المجتمع الدولي بإدخال البيوت المتنقلة فورا باعتباره حلا إغاثيا مؤقتا، وبإنشاء مخيمات آمنة وإعادة تأهيل البنية التحتية وشبكات الصرف الصحي بشكل عاجل.
مخــاوف مــن الأمــــراض والأوبئــــة
كما حذّر المتحدث باسم منظمة اليونيسيف في فلسطين جوناثان كريكس من انتشار الأمراض بين الأطفال في قطاع غزة نتيجة الظروف الجوية الباردة والماطرة التي يمر بها القطاع. وقال إن حجم الاحتياجات كبير جدا.
وفي سياق متصل، جدّدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا) تحذيرها من تدهور أوضاع الغزيين، بسبب قلة المساعدات الإغاثية ومستلزمات الإيواء التي تسمح سلطات الاحتلال بإدخالها إلى القطاع. وقال عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي للأونروا، “إنّ حوالي مليوني فلسطيني يتكدسون في نحو 80 كيلومترا مربعا، في حين تحتل القوات الصهيونية نصف القطاع تقريباً، وينتشر الركام في المساحة المتبقية، في ظل انتشار متزايد للأمراض والأوبئة.
وفـاة رضيـع جـرّاء الـبرد الشديـد
هذا، وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس الثلاثاء، وفاة رضيع فلسطيني بمدينة غزة جراء انخفاض حرارة جسمه إثر البرد الشديد.
وقالت الوزارة في بيان: “وفاة الرضيع محمد خليل أبو الخير (عمره أسبوعان)، نتيجة انخفاض حاد في درجة حرارة الجسم بسبب البرد الشديد”. وأضافت أنّ الرضيع “وصل إلى المستشفى قبل يومين وأُدخل العناية المركزة، إلا أنه فارق الحياة يوم الاثنين”.
في غضون ذلك، أصيب عدد من الفلسطينيين وفُقد آخر، أمس جراء انهيار مبنى متضرّر من حرب الإبادة الصهيونية، بفعل الأجواء العاصفة المرافقة للمنخفض الجوي.


