شنّ طيران الاحتلال الصهيوني غارات على شرق مدينة غزة، مواصلاً خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار الذي يشهد حراكاً دولياً لدخول المرحلة الثانية منه، في ظل مماطلة صهيونية. وبالموازاة أعلنت الأمم المتحدة أن الاحتلال يواصل عرقلة دخول المساعدات الإنسانية رغم ظروف الشتاء القاسية، وحذّرت من تزايد خطر تجمّد المواليد الجدد بسبب البرد.
شنّ الجيش الصهيوني، فجر أمس الثلاثاء، غارات جوية وقصفا مدفعيا على أنحاء مختلفة من شرقي قطاع غزة، ضمن المناطق التي يسيطر عليها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وأفاد مراسلون بأنّ قوات الاحتلال الصهيوني نفذت غارات وقصفا مدفعيا وإطلاق نار مكثفا من الدبابات في مناطق انتشارها بحي التفاح شرقي مدينة غزة.
كما أفادوا بأنّ مناطق شرقي مدينتي رفح وخان يونس وشرقي البريج تعرضت لغارات جوية وقصف مدفعي صهيوني في مناطق انتشار جيش الاحتلال.
وقال شهود عيان إنّ آليات عسكرية للاحتلال قصفت أنحاء متفرقة شمال شرق مخيم البريج وسط القطاع، وأطلقت نيرانها العشوائية بكثافة صوب المنطقة. وأضافوا أنّ طائرات صهيونية شنت غارات عنيفة على أنحاء مختلفة شرقي مدينة غزة، بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف المنطقة.
ومنذ سريان الاتفاق، ارتكبت القوات الصهيونية مئات الخروقات بالقصف وإطلاق النيران وتنفيذ عمليات نسف، مما أسفر منذ 11 أكتوبر الماضي عن استشهاد 391 فلسطينيا، وإصابة 1063 آخرين.
خطّـــة ترامـب على المحـك
من ناحية ثانية، تزداد الشكوك يوماً بعد يوم في قدرة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة على الصمود في وجه التحديات، والعقبات التي تعترضها.
فالخطة المؤلفة من عشرين بنداً، لم تكتمل مرحلتها الأولى حتى الآن لتعذّر العثور عن الجثة المتبقية من جثث الأسرى الصهاينة، وهو الأمر الذي تتذرع سلطات الاحتلال به، وتتنصّل من بعض الالتزامات التي تنص عليها الخطة في مرحلتها الأولى، فضلاً عن إصرارها على عدم الانتقال إلى المرحلة الثانية حتى تتسلم تلك الجثة.
وكان يفترض بموجب خطة ترامب أن تنتهي استحقاقات المرحلة الأولى من الاتفاق في غضون 72 ساعة من توقيعه، إلا أن الفصائل الفلسطينية تقول إنّها تواجه صعوبات في العثور على تلك الجثة، أو ما تبقى منها في ظل ضعف إمكانيات البحث، وصعوبة الوضع القائم في القطاع، علماً بأنها سلمت جميع ما لديها من الأسرى الأحياء، والأموات.
وفي المقابل تشن القوات الصهيونية ضربات شبه يومية في القطاع، وتواصل سياسة الاغتيالات بحق كوادر حركة حماس، وسط تبادل للاتهامات بين الجانبين بخرق اتفاق وقف إطلاق النار.
التّحضير لإطلاق قوّة الاستقرار
وفي محاولة لكسر حالة الجمود، عقدت القيادة المركزية في الجيش الأمريكي أمس الثلاثاء مؤتمراً في قطر بمشاركة ممثلين عن 40 دولة، معظمهم ممثلون عسكريون، بهدف بلورة قائمة الدول التي ستشارك في قوة الاستقرار الدولية المزمع نشرها في غزة، ضمن المرحلة الثانية من خطة ترامب.
وفي التفاصيل، أشارت الانباء إلى أن المؤتمر شهد مشاركة دول أعلنت بالفعل استعدادها لإرسال قوات إلى القطاع، إلى جانب دول ما زالت مترددة في الإقدام على هذه الخطوة، إضافة لعدد من الدول الأوروبية في مقدمتها إيطاليا.
وكان الرئيس الأمريكي قال إن 59 دولة أعربت عن استعدادها للمشاركة في قوة تحقيق الاستقرار بغزة، وشدّد في كلمة بالمكتب البيضاوي على أن قوة تحقيق الاستقرار تعمل فعلا في غزة، وأنه سيتم إضافة مزيد من الدول إليها.



