تأسست جريدة “الشعب” الجزائرية” في 11 ديسمبر 1962، بعد أشهر قليلة من استقلال الجزائر، لتصبح أول جريدة تُطبع باللغة العربية في البلاد. ونالت عن جدارة لقب “أمّ الجرائد”، ليس فقط لأسبقيتها الزمنية، بل لما حملته من رسالة ثقافية ووطنية، وربط الإعلام بالهوية الوطنية.
منذ انطلاقتها، وضعت الجريدة نفسها في خدمة الكفاح الشعبي، فكانت صوت الشعب الجزائري ومنصة للكلمة الحرة، محافظة على هموم الناس وآمالهم، ورافعة للوعي الوطني ومشاركة الشعب في بناء الجزائر المستقلة.
ولم تقتصر رسالتها على الجزائر وحدها، بل امتدت لتشمل الشعوب العربية، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني. فقد أدركت “الشعب” أن الكفاح من أجل الحرية والكرامة لا يقتصر على حدود وطن واحد، وأن الدفاع عن حقوق الشعوب المقهورة واجب أخلاقي ووطني، مستمرة في تعزيز قيم التضامن والعدالة.
ويأتي من أبرز الشواهد على هذا الالتزام، إصدار الجريدة أول ملحق خاص بالأسرى الفلسطينيين في الأول من جانفي 2011، وقد اختير هذا التاريخ تيمّناً بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة. وأكد هذا الملحق أن الصحافة ليست حيادية حين يتعلق الأمر بالاحتلال والحرية، وأن الوفاء للقضايا العادلة فعل مستمر لا تحدّه المناسبات، ما يعكس عمق التزام الجريدة بالكفاح الشعبي ونصرة الحق.
وفي ذكرى تأسيسها الثالثة والستين، والمتزامنة مع ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960 ، التي مثلت إحدى أقوى محطات الثورة الجزائرية وأعظم بطولاتها وتضحيات شعبها خلال الكفاح التحريري، يتجدّد معنى الرسالة الوطنية لجريدة “الشعب”. فهي ما زالت على العهد، منبراً للشعب الجزائري، وصوتاً للأحرار، وذاكرة تحفظ الطريق إلى الحرية والكرامة، وحامية لقضايا الشعوب العربية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
منذ يومها الأول، أثبتت جريدة “الشعب” الجزائرية أن اسمها يتحدث عن جوهرها ورسالتها. فهي تجمع بين التاريخ والكفاح الشعبي والإعلام الحر، لتظل منبراً للكلمة المخلصة ورايةً للحق، مستمرة في حمل شعلة الحقيقة والعدالة من الجزائر إلى فلسطين، وإلى كل شعوب الأرض التي تناضل من أجل الحرية والكرامة. وبذلك تؤكد الجريدة أن رسالتها امتداد طبيعي للكفاح الشعبي، وأن صوتها حاضر دائماً في الدفاع عن القضايا العادلة ونصرة الشعوب المقهورة.




