محطــة لترسيـخ مكانــة الولايـة في فضـاء البيظــان
في ظلّ الحركية الثقافية التي تشهدها ولاية تندوف، ومواصلةً لفعاليات تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة الحسانية، برزت إلى الساحة المحلية تظاهرة جديدة تحمل في طيّاتها نفسا ثقافيا متجددا، جعلت الولاية تتنفس شعرا حسانيا على مدار يومين كاملين.. جاءت “أيام تندوف للشعر الحسّاني” التي نظّمتها جمعية “خيمة لعناية لأدب البيظان” لتعيد إلى الواجهة الموروث الثقافي لبني حسّان من زاوية القافية والبيت، لتكون التظاهرة إضافة نوعية في مسار تكريس الثقافة الحسّانية كوجه آخر من الثقافة الوطنية المتعدّدة الألوان والطبوع.
فتحت “أيام تندوف للشعر الحساني” التي حملت اسم المرحوم الشاعر سعيد محمد الأمين، نافذة واسعة على خصوصيات الثقافة المحلية التي تُعدُّ جزءا أصيلا ومتأصلا من الفسيفساء الثقافية الوطنية، فقد أجمع الحاضرون على أن لمثل هذه التظاهرات الثقافية، الأثر البالغ في إحياء التراث الشعبي وضخّ دماء جديدة في المشهد الثقافي الوطني، خاصة عندما يتعلّق الأمر بالثقافة الحسانية التي لم تحظى بمكانتها التي تستحق بين الأوساط الشعبية.
شهدت هذه التظاهرة تقديم العديد من المداخلات التي أكدت في مجملها على ضرورة تعزيز الوعي بالثقافة الحسّانية، حيث استعرض المتدخّلون مجمل القضايا المرتبطة بالثقافة الحسّانية ودورها في ترسيخ الهوية الوطنية، إضافة إلى تحليل جمالية الشعر الحسّاني، من خلال إلقاء مجموعة من القصائد التي لاقت استحسان الحاضرين وأعادت للقصيدة الحسّانية مجدها.
وقال رئيس جمعية “لعناية لأدب البيظان” الشاعر لبويز عبد الله، أن الثقافة الحسّانية، بنثرها وشعرها، لا تزال قادرة على الإلهام وإضافة الأحسن للثقافة الوطنية، وأن الاهتمام بها وتوريثها إلى الأجيال القادمة، هو واجب ثقافي وتاريخي يعكس مدى ارتباط الناطقين بالحسّانية بعمق جذورهم وتاريخهم، على حدّ تعبيره.
وتابع لبويز قائلا “إن هذا الواجب، هو ما آمن به الشاعر الكبير سعيد محمد الأمين الذي حملت هذه النسخة اسمه، والذي كان يعتز بهذه الثقافة ويرافع عنها نثرا وشعرا، وهو ما دفع بالجمعية ـ يقول لبويز – إلى تكريمه لما تركه من أثر واضح في طبقات الفحول من الشعراء، مخلّفاً وراءه رصيدا أدبيا يجدر بالمثقّفين المعاصرين أن يقتدوا به.
وأضاف: “أيام تندوف للشعر الحسّاني فرصة لإثبات مكانة الولاية في المشهد الثقافي الوطني، وتأكيد على أن الثقافة الحسّانية إرث مشترك لكل سكان إقليم البيظان ولا يحق لأيٍ كان أن يستحوذ عليه أو ينسبه لنفسه”، مشيرا في الوقت ذاته أن تندوف بموقعها الجغرافي الذي يتوسّط فضاء البيظان، قادرة على أن تكون حاضنةً لهذا التراث الغني الذي يحكي تراث الأجداد، ويحمل إلى الأجيال القادمة شعلة أدبية لا تنطفئ، واختتمت تظاهرة أيام تندوف للشعر الحساني بتكريم عائلة الأديب والشاعر سعيد محمد الأمين عرفاناً بما قدّمه في حقل الأدب والشعر الحسّانيين.





