مولى: دعـم كبـير قدّمه رئيــس الجمهورية للمتعاملين ورفـع العراقيل البيروقراطيــة
عهـدة جديــدة تشكّــل فرصـة لتدعيم الإنجازات واستكمـال المشاريـع
إطـلاق مبـادرات وفـق رؤيـة ترتكـز علـى التطـور والحـوار وتحقّـق الفائـدة
الحفــــاظ علــى المؤسّســـات الاقتصاديــة وحمايــة العمّــال وخلــق مناصــب شغــل جديـدة
مصداقيـة أعــادت جســور الثقــــة بـــين السلطـات والمتعاملـين طيـلة 3 سنــــوات
رفــع الرّهـان عاليـا لمواصلـة تعبيــد مســار بنـاء اقتصـــــاد وطنـــي متـــين وحديــث
جدّد أعضاء المجلس الاقتصادي الجزائري، أمس، الثقة في كمال مولى رئيسا بالأغلبية الساحقة، خلال أشغال الجمعية العامة العادية التي شهدت عرض التقريرين المالي والأدبي لكل ما تحقّق من مكاسب وإنجازات اقتصادية للجزائر وللمؤسّسات الاقتصادية العمومية والخاصة، طيلة ثلاث سنوات كاملة، كما رفع المجلس الرهان عاليا لمواصلة تعبيد مسار بناء اقتصاد وطني متين وحديث.
جدّد المتعاملون الاقتصاديّون ثقتهم في قيادة مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري «الكريا»، من خلال إعادة انتخاب رئيسه كمال مولى لعهدة ثانية، في خطوة تعكس التقدير للمسار الذي تمّ قطعه خلال العهدة الأولى، وتؤكّد الرغبة في استمرارية العمل وتعزيز المكتسبات المحقّقة.
جاء ذلك خلال أشغال الجمعية العامة العادية، التي عقدت بالمركز الدولي للمؤتمرات. وفي السياق، عبّر رئيس المجلس عن خالص امتنانه لكافة المتعاملين الاقتصاديّين على هذه الثقة المتجدّدة، واعتبرها شرفا كبيرا ومسؤولية مضاعفة تحتّم مواصلة الجهود بكل جدية والتزام لخدمة المؤسّسة ومرافقة الفاعلين الاقتصاديّين.
العمل الجماعي.. التعبئة المشتركة
أكّد السيد مولى، في كلمة له، أنّ العهدة الجديدة تشكّل فرصة لتدعيم الإنجازات التي تحقّقت خلال السنوات الماضية، واستكمال المشاريع التي لا تزال قيد التنفيذ، إلى جانب إطلاق مبادرات جديدة تقوم على رؤية واضحة ترتكز على التطور والحوار وتحقيق نتائج ملموسة تعود بالفائدة على جميع الأعضاء. كما عبّر عن أمله في أن يكون عند حسن ظنّ المتعاملين وفي مستوى تطلّعاتهم، مؤكّدا أنّ المرحلة المقبلة ستتطلّب تعبئة أكبر وانخراطا أوسع من مختلف الفاعلين.
18 عضوا في تشكيلة المكتب التنفيذي
في هذا الإطار، أعلن رئيس المجلس عن تشكيلة أعضاء المكتب التنفيذي، التي سترافقه خلال العهدة الثانية، موضّحا أنّ عملية الاختيار لم تكن سهلة نظرا لكثرة المترشّحين وحجم الرغبة في المساهمة والعمل، غير أنّ عدد المناصب كان محدودا بثمانية عشر منصبا فقط. وحرص بالمناسبة على طمأنة المترشّحين الذين لم يحالفهم الحظ، مؤكّدا التزامه باستقبالهم فردا فردا، والعمل على دراسة سبل مساهمتهم داخل المجلس، سواء من خلال نشاطهم المهني أو عبر لجان أخرى، بما يسمح لهم بأن يكونوا أعضاء فاعلين في مسار المجلس.
وذكر رئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، أنّ المجلس لا يختزل في رئيسه أو في أعضاء مكتبه التنفيذي، بل هو ملك لجميع أعضائه، داعيا النساء والرّجال المنضوين تحت لوائه إلى التحلي بروح المبادرة والمشاركة الفعّالة، لأنّ نجاح المجلس، كما شدّد، لا يتحقّق إلا بتضافر الجهود والعمل الجماعي خدمة للاقتصاد الوطني.
وشهد افتتاح أشغال الجمعية العامة لمجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، حضور وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي عبد الحق سايحي، في محطة عكست المكانة المتنامية التي بات يحظى بها المجلس في المشهد الاقتصادي الوطني، وأكّدت متانة العلاقة بين المتعاملين الاقتصاديّين والسلطات العمومية.
وفي مستهل هذه الأشغال، أثنى رئيس المجلس كمال مولى على الحضور الواسع للأعضاء، واعتبره دليلا على أنّ مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري شأن جماعي يهم جميع المتعاملين. واستحضر بالمناسبة انتخابه قبل ثلاث سنوات في القاعة نفسها بثقة سبعين عضوا، مؤكّدا أنّ تلك الثقة كانت منطلقا لتحمّل المسؤولية بروح الالتزام والواجب، مع التركيز الدائم على العمل الجماعي والتعبئة المشتركة.
ممارسة الاقتصاد بنزاهة
أوضح مولى أنّ المجلس، ومنذ ذلك التاريخ، جعل من الإسهام في بناء اقتصاد وطني مستدام أولوية أساسية، إلى جانب الحفاظ على المؤسّسات الاقتصادية وتطويرها، وحماية العمال وخلق مناصب شغل جديدة. وبفضل التزام الأعضاء وجهودهم، تمكّن مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري من فرض نفسه كفاعل اقتصادي أساسي على المستويين الوطني والدولي، مرتكزا على ممارسة النشاط الاقتصادي بنزاهة واستقامة وأخلاق، وهي القيم التي شكّلت أساس مصداقية المجلس وأولى إنجازاته الكبرى.
اعتماد التشاور كمنهج دائم
قال رئيس «الكريا» إنّ هذه المصداقية سمحت بإعادة بناء جسور الثقة بين السلطات العمومية والمتعاملين الاقتصاديّين، وبين هؤلاء والمواطنين، وكذلك بين المتعاملين أنفسهم، ما أتاح اعتماد التشاور كمنهج دائم لتحسين اتخاذ القرار في تنفيذ السياسة الاقتصادية الوطنية، وتنظيم لقاءات كبرى جمعت رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بالمتعاملين الاقتصاديّين، مع الأمل في ترسيخها كتقليد مؤسّساتي دائم.
وفي إطار مسار الإنعاش الاقتصادي، أوضح مولى أنّ المجلس شارك بفعالية في إعداد قانون الاستثمار الجديد، وساهم في إنشاء الشباك الموحّد، إلى جانب دعم استقرار المنظومة التشريعية لمدة عشر سنوات، وترقية الشفافية في منح العقار الصناعي والفلاحي، ومرافقة المستثمرين.
وأضاف المتحدث أنّ كل ذلك أسهم في تسجيل عدد معتبر من المشاريع الاستثمارية لدى الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، بما يفتح آفاقا واعدة لخلق مئات الآلاف من مناصب الشغل، الأمر الذي استدعى التحضير المسبق للموارد البشرية المؤهّلة.
وفي هذا السياق، أكّد رئيس «الكريا» أنّ المجلس يعمل بالتنسيق مع الجامعات والمدارس العليا ومراكز التكوين، على مواءمة التكوينات مع الاحتياجات الجديدة، خاصة بالنسبة للمشاريع المنسجمة مع توجيهات رئيس الجمهورية الرامية إلى تعزيز الإنتاج الوطني وتقليص الواردات.
وعلى الصعيد التطبيقي، ذكر أنه تمّ تخصيص فضاءات صناعية متخصّصة بكل من ولاية برج بوعريريج لفائدة منتجي اللّوازم المدرسية، وولاية وهران للمناولة في مجال قطاع السيارات، وولاية المتيجة للصناعات التحويلية، في خطوة تهدف إلى تجميع الجهود وتهيئة مناطق صناعية متكاملة تشمل التكوين المهني واللّوجستيك والبحث والتطوير، بما يعزّز التنافسية والابتكار.
إلى جانب ذلك، يعمل المجلس على ورشة كبرى ثانية لتطوير الصادرات خارج قطاع المحروقات، حيث أنجز تشخيصا معمّقا لأسباب ضعف الصادرات، توّج بتقديم ثلاثين توصية عملية مستمدة من الخبرة الميدانية للمتعاملين الاقتصاديّين، شملت الإصلاحات التنظيمية، تبسيط الإجراءات، التحفيزات، تطوير الوسائل اللّوجستية، وآليات الولوج إلى الأسواق الخارجية.
وفي هذا الإطار، نوّه رئيس المجلس الاقتصادي الجزائري بالدعم الكبير الذي قدّمه رئيس الجمهورية، من خلال استقبال المتعاملين في مجال التصدير، وإصدار تعليمات واضحة لرفع العراقيل البيروقراطية، ما يعزّز الآفاق الإيجابية لتطور الصادرات خلال السنوات المقبلة، خاصة في ظلّ متابعة تنفيذ العقود المبرمة خلال معرض IATF 2025.
جزائر ديناميكية ورائدة
كما أكّد رئيس المجلس الدور الذي لعبه مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري في تنظيم السوق الوطنية، لا سيما خلال شهر رمضان الفضيل، عبر تعبئة المنتجين وضمان وفرة المواد الأساسية بأسعار مدروسة، بما ساهم في الحفاظ على استقرار السوق وحماية القدرة الشرائية للمواطنين.
وإلى جانب ذلك، أضاف مولى: «يواصل المجلس ترسيخ بعده التضامني باعتباره جزءا أصيلا من هويته، من خلال تنظيم موائد إفطار جماعية لفائدة المحتاجين، وتوزيع المحافظ المدرسية عبر أكثر من ثلاثين ولاية، إضافة إلى عملية «رؤية مكيفة»، التي استفاد منها ألف طفل عبر الكشف الطبي وتوفير النظارات».
وعلى الصعيد الدولي، يرى رئيس المجلس أنّ مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري يتمتّع بحضور دائم، من خلال علاقاته مع منظمات أرباب العمل في إفريقيا وآسيا وأوروبا، وتمثيله لأرباب العمل الجزائرّيين لدى منظمة العمل الدولية، وتنظيمه لبعثات اقتصادية ولقاءات ثنائية، مشيرا إلى أنه وبعد ثلاث سنوات من العمل، نجح المجلس في أن يكون فضاء جامعا للمتعاملين الاقتصاديّين من القطاعين العام والخاص، وشريكا موثوقا للسلطات العمومية، وواجهة تعكس صورة جزائر ديناميكية على الساحة الدولية.
وفي ختام كلمته، عبّر رئيس المجلس عن فخره بالمسار الذي تمّ قطعه جماعيا، رافعا امتنانه لأعضاء المكتب التنفيذي والفريق التقني على تفانيهم وإخلاصهم، مؤكّدا أنّ المجلس يسير بثبات نحو اقتصاد حديث، مبتكر، تنافسي وخالق للثروة، ومجدّدا التزامه بمواصلة هذا المسار خدمة للاقتصاد الوطني.
يذكر أنه عقب افتتاح أشغال الجمعية العامة، تمّ عرض فيلم وثائقي تضمّن حصيلة إجمالية لنشاط مجلس التجديد الاقتصادي «الكريا» للعهدة المنقضية، ومن أبرز اللّفتات الرمزية تنظيم وقفة تكريمية للسيّد محمد السعيد نايت عبد العزيز، أحد مؤسّسي منظمات أرباب العمل. وقد عرفت أشغال الجلسة المغلقة مغادرة الصّحافيّين، وجاءت عودتهم خلال عملية الانتخاب.
