إهداء: إلى اللّغة العربية في عيد أعيادها التي لاتنتهي.. على لسانها يمتدّ هذا البوح..
هذي حُرُوفي، وهذا اللَّوحُ قد نُشِرا
هَـــزُّ المجــازاتِ عــرّاهُ فمــا اسْتـــترا
يطفو منَ الشَّوق هفهافا لزخرفها
كَمـنْ توشّحَ غيما ظنّهُ.. مطــرا !!
يــا أيُّهــا الشَّاعــرُ المجنــونُ ذي لغتـــي
اِخلعْ نِعالكَ، وادخلْ جنَّت.. سترى!!
في منتهى سدرةِ المعنى.. ستبلغُني
إذا تزمّلـــتَ بالفجْـــرِ الــذي سكـــرَا
فلا أنـا الدرُّ يابحـرا – وإنْ زعمُـوا-
ولا أنـا البحـر.. يادرًّا، بـيَ اتّـزرا
إنّي عـبرتُ المدى تيهـا.. بأجنحـةِ الـْ..
مَعنـى ..يُنَصِّبُني وحيُ الرؤى.. قمـرا
يا آدمَ الخُلْـد.. هـل ردّدتَ مأثرتـي
عبرَ المجازاتِ.. إذْ أغراكَ مَنْ كفرا؟
حينَ استعرتَ حُروفي.. عبرةً خَطرتْ
وطفْـتَ في جنّــة الرّحمـــن.. منفطــرا
توشـي خطابـكَ معنـى باذخـا،، ويَـدا
من رعشها يتبدّى الخوفُ.. معتذرا:
ياربّ عفوكَ.. إنّا قدْ أُخذنا هنا غدْرا..
فَهــــل مـــن سبـيــلِ يغتشـــي الكـــدرا؟
إلاّكَ؟ إلاّكَ ؟-إنْ تغفرْ خطيئتنا-
تُبنا إليكَ ضراعا.. دمْعُنا انتثرا..
قال: اهبطا – وتجلّى الصّفحُ في لغتي-
منهــا إليهــا.. فهــلْ للقادحــين ذرى؟
كـــمْ ذا أتيـــهُ بكــــونٍ لا حـــدود لــــهُ
كلِّي اتّساقٌ.. فرتّلْ -خلفيَ-”الزُّمرا”
ها قدْ تساميتُ، واستنفرتُ أسئلتي
حرفي، متاهي، مجازاتي.. وما وقرا
الكشْفُ فيَّ بُراقٌ.. يصطفي مددي
وقــد تجلّــى لأهــل الضّــاد مُعْتمَرا
لا القـــولُ يكفـي، ولا الأشعـــارُ قـــادرةٌ،
لا الوصفُ يستوعب المعنى.. إذا انفجرا
أشعـلْ شموعكَ ياصاحٍ بلا صخــبٍ
إنَّ مقامي اشْتهاءٌ.. فارجعِ البصرا
ياكاشفـــا وِرْد التصفّــحِ.. هـــا أنـــا
يُرتَّلُ الوَحيُ بي مذْ ذاكَ، هلاّ ترَ؟
دعْ عنـــكَ سؤلي، وشــرّقْ في مؤانستـــي
قدَّ الحروفَ مجازا ما استطعْتَ.. عُرى
إنّــــي التّأنّـــقُ في زهــو اللّغـــاتِ.. إذا
ضاقتْ عليها اتّسعتُ.. أيّها الشُّعَرا..
«إنّــــا جعلنــــاهُ قرآنـــا..” مجلجلــــةً
من ألف عام ونيفٍ.. وحْيُها انتصرا
يا سورةَ “الزّخرفِ” ارتجّتْ لصولتها
مكّيَـــةُ “الشُّعـــراءِ”، والمـــدى صَغُـــرا
إنّــي، وإنْ ردّد العشّــاقُ لازمتــي
سحرا يُوشوشُ من هزّاتهِ النّظرا
أبقــى لســانَ كتــابٍ مُعجـزٍ أبــدا
مجدا عزيزا، أراه في الورى قَدرا






