الرّقمنــة والذّكـاء الاصطناعـي أدوات جديــدة لتطويــر الصّيدلـة
تبـادل الخبرات الإفريقية والعربيـة ومتابعة المستجدّات..جودة العــلاج
نظّمت الفدرالية الجزائرية للصيدلة المؤتمر الوطني التاسع للصيدلة على مدار ثلاثة أيام، من 18 إلى غاية 20 ديسمبر، حيث شكّل هذا الحدث العلمي فرصة مهمة للتعرف على آخر مستجدات الممارسات الصيدلانية، وتبادل الخبرات والتجارب بين المهنيين في القطاع، إلى جانب مناقشة سبل تطوير الرعاية الصحية وبناء ممارسات صيدلانية أقرب إلى احتياجات المرضى.
في هذا الصدد، قال ممثّل وزير الصناعة الصيدلانية، بن سليمان فؤاد، في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح المؤتمر التاسع للصيدلة المنظم تحت شعار “الممارسات الصّيدلانية في تطوّر: نحو رعاية صحية متكاملة، مخصصة، ومتمحورة حول المريض”، إن هذا الحدث العلمي أصبح محطة علمية بارزة، يلتقي فيها المهنيون والباحثون في مجال الصيدلة والصحة، من أجل تبادل الأفكار والخبرات ومناقشة التحديات الراهنة.
وأضاف أنّ تنظيم هذا المؤتمر يأتي في سياق تشهد فيه الجزائر حركية متزايدة في مجال الصناعة الصيدلانية، ما يستدعي تكثيف الجهود وتوجيه الأبحاث المرتبطة بالصناعة الدوائية، بهدف بناء منظومة صحية متكاملة وفعالة، يكون فيها للمنتوج الوطني مكانة متميزة، ولمؤسساتنا الصناعية والبحثية دور محوري على المستويين الوطني والدولي.
وقال إنّ التطور المتسارع للمنظومة الصحية العالمية يفرض البحث عن السبل الكفيلة بمواكبة هذا التطور، من خلال تطوير علاجات موجهة ودقيقة حسب الحالات المرضية، وتوفير الأدوية المناسبة، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا بتضافر جهود الفاعلين في هذا القطاع، وإشراك الكفاءات العلمية المتخصصة، وتعزيز تبادل الخبرات، وتطوير البحث العلمي.
وثمّن المتحدث – في ختام كلمته – سعي الجزائر، من خلال استراتيجياتها الوطنية، إلى جعل الصناعة الصيدلانية قطاعا يساهم في توفير الأمن الصحي للمواطنين، ويضمن تطويرا مستداما للصناعة الدوائية، عبر إدخال أحدث التقنيات والابتكارات، من أجل توفير أدوية ذات جودة عالية تلبي احتياجات المرضى، بل وتمكين الجزائر من تصنيع أدوية مبتكرة قادرة على المنافسة.
من جانبه، قال رئيس الفدرالية الجزائرية للصيدلة البروفيسور بوديس عبد الحكيم، إنّ هذا الحدث يعكس الاهتمام المتزايد بمكانة الصيدلي ودوره المحوري داخل المنظومة الصحية الوطنية، وتكتسي هذه الدورة طابعا خاصا لتزامنها مع الذكرى العاشرة لتأسيس الفيدرالية الجزائرية للصيدلة التي عملت طيلة عشر سنوات على جمع الصيادلة من مختلف مجالات الممارسة، وترسيخ فضاء مهني قائم على الحوار والتكامل وخدمة الصحة العمومية.
ويأتي هذا المؤتمر ليجسّد رؤية الفيدرالية القائمة على توحيد الجهود وجعل التنوع مصدر قوة، ولفتح نقاش حول تطور الممارسات الصيدلانية، في ظل توجه نحو رعاية صحية أكثر تخصّصا ومتمحورة حول المريض، كما تشهد الصناعة الصيدلانية اليوم تطورا ملحوظا، حيث لم تعد تقتصر على تلبية الحاجيات الوطنية، بل أصبحت تتجه نحو الشراكات الإقليمية والدولية، بما يعزز الأمن الصحي وجودة العلاج.
بدوره أفاد الأمين العام للفيدرالية الجزائرية للصيدلة، البروفيسور عاشوري محمد ياسين، أنّ قطاع الصيدلة يشهد حاليا تسجيل عدد من الأدوية المبتكرة في الجزائر، غير أن أسعار بعض هذه الأدوية تبقى مرتفعة أحيانا، وهو ما يستدعي فتح نقاش علمي معمق حول آليات وكيفيات تقييم الأدوية، بما يضمن إيصالها إلى المريض بأسعار مناسبة.
وأوضح المتحدّث أن المشاركة الواسعة لصيادلة وخبراء من عدة دول، على غرار تونس والأردن والسنغال، إضافة إلى خبراء من بلدان إفريقية أخرى، تهدف إلى الاستفادة من تجاربهم وخبراتهم، خاصة في مجال تقييم المواد الصيدلانية والأدوية المبتكرة.
وتضمّن البرنامج تنظيم أول يوم علمي للجمعية الجزائرية للصيدلة الاقتصادية، بالتنسيق مع الفيدرالية الجزائرية للصيدلة، حيث تم التطرق إلى موضوعين أساسيين، الأمراض النادرة، وتقييم الأدوية المستعملة في علاج الأمراض المزمنة، لاسيما داء السكري وارتفاع ضغط الدم. وتمّ خلال أشغال المؤتمر، تتويج أفضل الملصقات العلمية، تأكيدا على التزام الفيدرالية الجزائرية للصيدلة بتشجيع البحث العلمي، التكوين المستمر، والتميز المهني، بالإضافة إلى تكريم عدد من الشخصيات العلمية التي ساهمت على المستويين الوطني والدولي في تطوير مجال الصيدلة.




