شدّ مساء أمس المنتخب الوطني، الرّحال نحو مدينة الرباط، بوفد ضمّ 28 لاعبا وترأّس وليد صادي وزير الرياضة ورئيس “الفاف” الوفد الجزائري، تحسّبا لمشاركة “الخضر” في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، المقرّرة في الفترة الممتدة من 21 ديسمبر 2025 إلى 19 جانفي 2026.
سيخوض “الخضر” منافسات دور المجموعات بمواجهات قوية أمام منتخبات السودان، بوركينا فاسو، وغينيا الاستوائية، إلى ذلك، أعلنت أمس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، في بيان رسمي لها أنّ وسط الميدان حسام عوار شعر بآلام عضلية خلال الحصة التدريبية الأخيرة، ما استدعى خضوعه لفحوصات طبية معمّقة، والتي أكّدت معاناته من إصابة، وتقرّر صبيحة، أمس الجمعة، إعفاء اللاعب من التربّص التحضيري للمنتخب الوطني، وبالتالي غيابه رسميا عن المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، وقرّر في المقابل المدرّب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش استدعاء حيماد عبدلي وسط ميدان أونجي الفرنسي للمشاركة، ومن المنتظر أن يلتحق بالخضر، في الساعات المقبلة، وجاءت هذه الرحلة بعد أن أجرى المنتخب الوطني، أمس الأول، آخر حصة تدريبية له بالمركز الوطني لتحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، حيث ركّز خلالها الطاقم الفني على الجوانب التكتيكية وضبط آخر التفاصيل قبل دخول أجواء الموعد القاري.
ويعوّل الطاقم الفني على هذا التنقل المبكّر من أجل ضمان أفضل ظروف التحضير، والتأقلم سريعا مع أجواء البطولة، تحسّبا لبداية المشوار القاري الذي يطمح من خلاله “الخضر” إلى الذهاب بعيدا وتحقيق مشاركة مشرّفة بعد خيبة نسختي 2021 و2023، ورفع مدرّب المنتخب الوطني، فلاديمكير بيتكوفيتش، نسق التدريبات في الحصة الأخيرة، التي تميّزت بالتركيز الكبير من الطاقم الفني واللاعبين، إذ عمل الطاقم الفني على رفع نسق التحضيرات وضبط الجوانب التكتيكية، في أجواء عكست الجدية والانضباط داخل المجموعة، وشهدت الحصة مشاركة جميع اللاعبين، باستثناء مدافع باريس أف سي، سمير شرقي الذي واصل العمل على انفراد بسبب معاناته من إصابة على مستوى العضلة الخلفية للفخذ، حيث يخضع لبرنامج علاجي خاص على أمل استعادته قبل ضربة البداية.
وسيستفيد زملاء المهاجم محمد الأمين عمورة من أربعة أيام من التدريبات قبل الانطلاق في المنافسة، يضع خلالها بيتكوفيتش آخر اللّمسات على الجوانب البدنية والفنية والتكتيكية، قبل خوض المباراة الافتتاحية ضمن المجموعة الخامسة أمام منتخب السودان، يوم الأربعاء المقبل، وينتظر أن يرفع الخضر من وتيرة الإعداد، من خلال برمجة حصص تدريبية مكثفة، خاصة وأنّ الدور الأول سيكون حاسما في تحديد ملامح طموحات المنتخب الوطني، الذي يسعى لاستعادة مكانته بين كبار القارة.
يذكر أنّ المنتخب االوطني لن يخوض أي مباراة ودية قبل انطلاق النهائيات عكس بعض المنتخبات المشاركة، بسبب ضيق الوقت، وهو ما دفع بالاتحادية الجزائرية لكرة القدم إلى رفض عدة عروض، في المقابل، قرّر بيتكوفيتش تعويض ذلك بخوض مباراة تطبيقية بين اللاعبين، ستكون فرصة مهمة أمام العديد من الأسماء لإثبات أحقيتها، وربما دفع الطاقم الفني إلى مراجعة بعض خياراته، قبل أقل من أسبوع على المواجهة الأولى أمام منتخب السودان.
شعايبي: مواجهة السودان مفتاح المشوار
قال فارس شعايبي، خلال تصريحاته بالمنطقة المختلطة، إنّ الأجواء داخل المجموعة رائعة، مؤكّدا أنّ التحضيرات لكأس أمم إفريقيا تسير في الطريق الصحيح من جميع الجوانب، وأوضح شعايبي: “الأمور تسير على ما يرام، نحن نعمل بقوة فنيا وبدنيا، وكل العناصر جاهزة لبداية قوية في كأس إفريقيا”. وأضاف أنه فخور جدّا بتواجده ضمن صفوف المنتخب الوطني، مشدّدا على أنّ الطموح داخل المجموعة كبير: “سعيد بتواجدي مع هذه المجموعة، وكل اللاعبين عازمون على الذهاب بعيدًا في هذه البطولة”. وأكّد شعايبي أنّ المنتخب الوطني يدخل كل مباراة بعقلية الفوز، قائلاً: “هدفنا الفوز دائمًا باسم الجزائر وسنسعى لإسعاد الجماهير”.
ماندريا: جاهزون لكأس إفريقيا وطموحنا تشريف بلادنا
من جهته، بعث الحارس أنطوني ماندريا برسائل طمأنة قوية، مؤكّدا أنّ الخضر يسيرون في الطريق الصحيح تحضيرًا لنهائيات كان 2025، سواء من الناحية الفنية أو البدنية أو التكتيكية، ماندريا بدا هادئا وواثقا وهو يتحدث لوسائل الإعلام، حيث شدّد على أنّ المجموعة تعمل في أجواء إيجابية يسودها التركيز والانضباط، مضيفا أنّ جميع اللاعبين واعون بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم. وأوضح أنّ التحضيرات تسير وفق البرنامج المسطّر من قبل الطاقم الفني، مع حرص الجميع على بلوغ أعلى درجات الجاهزية قبل انطلاق المنافسة القارية، وقال بنبرة فخر واضحة: “أنا سعيد جدّا وفخور بتواجدي ضمن هذه المجموعة التي ستمثل الجزائر في كأس إفريقيا، نحن نعمل بجدّ، ونسعى للتحضير بأفضل طريقة ممكنة حتى نكون في مستوى تطلّعات الجماهير الجزائرية”، وهي كلمات عكست الروح الإيجابية التي تسود داخل التربّص، كما بدا ماندريا متحفّزا بشكل كبير، خاصة بعد عودته إلى صفوف المنتخب، حيث أكّد جاهزيته الكاملة لتقديم كل ما يملك فوق أرضية الميدان، سواء من خلال المنافسة الشريفة مع بقية الحرّاس أو عبر المساهمة بخبرته في دعم المجموعة داخل وخارج الملعب، كما حرص على التأكيد بأنّ الهدف يبقى جماعيا قبل كل شيء، بعيدا عن الحسابات الفردية، مشيرا إلى أنّ قوة المنتخب تكمن في تلاحم لاعبيه وروحهم التنافسية، وهي عناصر يعتبرها أساسية للذهاب بعيدًا في كأس إفريقيا.
قبال: عازمون على تقديم أداء كبير في كان 2025
بالمقابل، قال إيلان قبال إنه يعيش لحظات خاصة مع المنتخب الوطني، معبّرا عن سعادته الكبيرة بخوض نهائيات كأس أمم إفريقيا لأول مرة في مسيرته الكروية، ومؤكّدًا جاهزيته التامة لهذا الموعد القاري وأوضح: “الحمد لله أشعر أنني في أفضل حال، بدنيا وذهنيا، وأعمل يوميا من أجل أن أكون جاهزا لتقديم الإضافة عندما تتاح لي الفرصة”، وأضاف مهاجم “الخضر” أنّ الأجواء داخل المجموعة إيجابية للغاية، قائلاً: “هناك روح رائعة داخل المنتخب، اللاعبون متقاربون والكل يعمل من أجل هدف واحد، وهو تشريف الألوان الوطنية”، وشدّد مدلّل أف سي باريس الفرنسي على طموح المجموعة في هذه النسخة من كأس إفريقيا، مؤكّدًا: “نملك مجموعة قوية ولاعبين ذوي خبرة، وكلنا عازمون على تقديم أداء كبير والذهاب بعيدًا في هذه الدورة”، وختم تصريحاته برسالة واضحة للجماهير الجزائرية: “سننافس بقوة فوق الميدان من أجل إسعاد الشعب الجزائري، ونعدهم بأن نلعب كل مباراة بروح عالية وعزيمة كبيرة”.






