تشهد المناطق والبلديات ذات الطابع الريفي بولاية بسكرة تحوّلات إيجابية بفعل جهود الدولة في تحديث البنيات الأساسية الضرورية للاستقرار، والتي شجّعت الكثير من المواطنين على ممارسة مختلف الأعمال والحرف، خاصة ما تعلق بالفلاحة والأنشطة المدمجة، وتشير المعطيات المتوفرة إلى وجود عشرات التجارب الناجحة التي أقدم على إطلاقها شباب المناطق الريفية.
من التجارب الناجحة، نذكر تجربة رائدة للشاب عبد اللطيف حسن ببلدية زريبة الوادي صاحب مزرعة “مراعي الزيبان” الذي أطلق مشروعه الفلاحي منذ سنوات خلت، أدمج فيه الزراعة وتربية الأبقار الحلوب وتوّج نشاطه بانجاز ملبنة لإنتاج حليب الأبقار المبستر والزبدة، وهي وحدة دخلت حيز الخدمة منذ أيام قليلة.
تجربة الشاب عبد اللطيف لم تكن سهلة فقد تخلّلتها صعوبات، حيث بدأت بزراعة المحاصيل الإستراتيجية لتتوسّع إلى تربية الأبقار الحلوب، وزراعة الأعلاف من أجل تأمين تربية مستدامة، وارتفع قطيع الأبقار بمزرعة عبد اللطيف إلى 250 بقرة حلوب.
وحدة إنتاج الحليب التي تشغل حاليا 13 عاملا انطلقت في مرحلة أولى في إنتاج حليب البقر المدعم بسعر 25 دج للكيس الواحد، وتعتبر الملبنة التي اشرف على وضعها حيز الخدمة مدير التجارة لولاية بسكرة برفقة السلطات المحلية لدائرة زريبة الوادي.
وتعتبر إضافة لنسيج الصناعات الغذائية بالولاية، حيث تقدّر طاقة إنتاجها حاليا بـ 2000 لتر يوميا، يضاف إليها مشتقات الحليب الأخرى والعصائر، زيادة على توفيرها لمناصب شغل للشباب بهذه المنطقة التي تبعد عن مقر الولاية بـ 100 كلم.
أمّا التجربة الناجحة الثانية فتقع ببلدية لغروس ذات الطابع الفلاحي وهي مؤسّسة سلامة لمشتقات التمور، وتأسيس هذه الوحدة معجزة بحد ذاتها، حيث قام صاحبها بتصنيع أغلب التجهيزات يدويا، معتمدا على خبرته في التلجيم لكي تتحوّل هذه الوحدة إلى مصنع صغير ينتج مشتقات التمور من الرب وعسل ومسحوق التمر وبديل السكر، وفتح المجال لفتح مناصب شغل للمرأة أيضا.
وقد توّج نجاح هذه المؤسسة بإطلاق مشروع إنتاج الشكولاطة من مادة التمر، وهو منتوج وجد فرصته في السوق الوطنية، وحسب صاحب المبادرة فإنّ هناك عمليات تصدير للشكولاطة إلى أسواق خارجية.



