بوتيوتة..فار وكشرود في صدارة جائزة ازدهار اللّغة العربيـــة
نانة بابا حني..غربي وميمي يتألّقن ويقطفن جوائـز الإبـداع
215 عملا مشاركا وحجب جوائز التّرجمة وتوطـين المعـــارف
مشاركة واسعة تعكـس حيويـة المشهـد الثّقافي الوطني
أشرف الوزير الأول، سيفي غريب، أول أمس الخميس، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، على مراسم توزيع جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة العربية في طبعتها الأولى، وذلك تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية.
حضر الحفل عدد من أعضاء الحكومة، ورئيس المجلس الأعلى للغة العربية البروفيسور صالح بلعيد، وعميد جامع الجزائر الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، إلى جانب نخبة من الأساتذة الجامعيين والباحثين والمثقفين وممثلي الأسرة الأدبية والعلمية.
وتأتي هذه الجائزة في إطار جهود الدولة الجزائرية لتعزيز مكانة اللغة العربية في مختلف المجالات الإدارية والتربوية والثقافية والعلمية والتكنولوجية، وتشجيع البحث العلمي والإبداع الأدبي، ودعم الترجمة إلى العربية. وتهدف الجائزة إلى تثمين الإنتاج العلمي والمعرفي والارتقاء بمستوى الإبداع الأدبي، بما يسهم في تعزيز حضور اللغة العربية في الحياة العامة.
وشهدت الدورة الأولى مشاركة متميزة من الباحثين والمبدعين، حيث تم تكريم الفائزين في مجالات عدة، ففي مجال ازدهار اللغة العربية، نال صديق بوتيوتة الجائزة الأولى عن بحثه «مسرد مصطلحات وتعريفات الأقمار الصناعية»، وحصل لخضر فار على المرتبة الثانية عن بحثه المتخصّص في معجم لقطاع البناء والأشغال العمومية والري، بينما عادت المرتبة الثالثة لعلي كشرود عن مؤلفه «الدليل في أحكام الرسم الإملائي».
وفي مجال الأدب والإبداع، فازت نانة بابا حني بالجائزة الأولى في فئة الرواية عن روايتها «نيريّة»، وحصدت فاطيمة غربي الجائزة الثانية في فئة الشعر عن قصيدتها «بنات الجياد»، فيما عادت الجائزة الثالثة لحفيظة ميمي عن مجموعتها القصصية «ممنوع رمي الأمشاج».
وأكّد رئيس لجنة التحكيم، الدكتور محمد تحريشي، أن اللجنة اعتمدت منهجية واضحة تقوم على النزاهة والموضوعية، مع الالتزام بمعايير دقيقة تراعي الجودة الفنية والابتكار والقيمة الأدبية والفكرية للأعمال المقدمة. وأوضح أنّ أمينة الجائزة قدّمت عرضا مفصّلا للأعمال المشاركة أمام اللجنة، كما تولّت متابعة استلام المشاركات وفق الأطر الزمنية والشروط المعتمدة.
وبلغ عدد الأعمال المشاركة 215 عملا، توزّعت على النحو التالي: 35 مشاركة في مجال ازدهار اللغة العربية، و18 مشاركة في مجال توطين المعارف، و6 مشاركات في مجال الترجمة، و156 مشاركة في مجال الأدب والإبداع.
وأشار رئيس اللجنة إلى تنوّع الأعمال الأدبية بين 54 رواية، و34 قصة ومجموعة قصصية، و31 ديوان شعر، و22 مسرحية، و10 دراسات أدبية، ما يعكس حيوية المشهد الأدبي في الجزائر، وأكد أن اعتماد النظام الداخلي الموحّد لتقييم الأعمال ساهم في توحيد آليات التحكيم وضمان العدالة بين المشاركين، وأن عملية التحكيم استمرت ثلاثة أيام متواصلة في أجواء من الاحترام المتبادل والمسؤولية الوطنية.
وأسفرت المداولات – بحسب تحريشي – عن تتويج ثلاثة فائزين في مجال ازدهار اللغة العربية، بينما حجبت الجوائز في مجالي توطين المعارف والترجمة لعدم ارتقاء الأعمال المترشحة إلى المستوى المطلوب، إلى جانب تتويج ثلاثة فائزين في مجال الأدب والإبداع.
واختتم رئيس لجنة التحكيم بالإشارة إلى توصيات اللجنة، والتي شملت إعادة النظر في شروط الترشح وتخصيص المواضيع في مجالات المشاركة، بما يساهم في رفع مستوى الأعمال، وتعزيز القيمة العلمية والأدبية للجائزة في الدورات المقبلة.
للإشارة، قام الوزير الأول، على هامش الاحتفالية، بزيارة معرض خصّص للإنتاجات الفكرية والأدبية والطوابع البريدية المخلّدة للأدب والأدباء.




