بينما يواصل جيش الاحتلال الصّهيوني قصفه قطاع غزّة، رغم اتفاق وقف إطلاق النار المعلن، وفي ظلّ الأزمة الإنسانية من جراء مواجهة النازحين المشرّدين في مئات آلاف الخيام ظروفًا جوية صعبة وموجة برد شديد، بالإضافة إلى ارتقاء شهداء وتسجيل إصابات من جرّاء مخلّفات الحرب، عقد المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، أمس الجمعة، اجتماعاً في ميامي مع الوسطاء من قطر ومصر وتركيا.
كشفت تقارير إعلامية، الخميس، أنّ ويتكوف يستعد لعقد اللقاء مع رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والمصري بدر عبد العاطي، لمناقشة المرحلة التالية من وقف إطلاق النار في غزة. ويأتي اللقاء وهو الأرفع مستوى بين الوسطاء والولايات المتحدة الأمريكية، منذ توقيع اتفاق غزّة في 10 أكتوبر الماضي، وسط تواصل الغموض حول شكل القوة الدولية المقرّر نشرها في القطاع وأدوارها.
ومنذ بدء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار والاحتلال الصّهيوني يخرقه يومياً، ما خلّف مئات الشّهداء. كما يتماطل الاحتلال في الدخول بمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، متذرعا بجثة لأسير صهيوني متبقية داخل القطاع، وذلك على الرغم من مواصلة المقاومة عمليات البحث عنها في ظلّ الصعوبات التي خلقها الدمار الشامل، الذي حلّ بالبنية المدنية، وتغيّر معالم معظم المناطق والأحياء والمدن من جرّاء حرب الإبادة.
يجـب التركـــيز عـن الخروقــات
هذا، وقال قيادي في حركة “حماس” إنّ محادثات ميامي للانتقال إلى المرحلة التالية من وقف إطلاق النار في غزّة يجب أن تفضي إلى وقف “خروقات” الاحتلال للهدنة.
وأوضح عضو المكتب السياسي لـ«حماس”، باسم نعيم، للصّحافة قبل التئام اجتماع ميامي: “يتوقّع شعبنا من هذه المحادثات أن يتفق الحاضرون على وضع حدّ للعربدة الصّهيونية المستمرة ووقف كافة الخروقات والانتهاكات وأن يُلزموا الاحتلال بمقتضيات اتفاق شرم الشيخ”.
وفي عطلة نهاية الأسبوع الماضي، أرسل البيت الأبيض رسالة شديدة اللّهجة إلى رئيس الوزراء الصّهيوني، مشدّدا فيها على أنّ إغتيال قائد عسكري بارز في “حماس”، كان انتهاكا لوقف إطلاق النار.
ومؤخّرا، دعت قطر ومصر، الوسيطتان والضامنتان للهدنة في القطاع، إلى الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق المبني على خطة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تشمل خصوصا انسحاب القوات الصّهيونية ونشر قوة استقرار دولية.
الاحتـلال يواصــل القصف
ميدانيا، أفاد مراسلون بأنّ قوات الاحتلال الصّهيوني استهدفت بقصف جوي ومدفعي وإطلاق نار مكثّف، صباح أمس الجمعة، مناطق تسيطر عليها في شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأضاف المراسلون أنّ قوات الاحتلال قصفت أيضا منطقة بني سهيلا شرق خان يونس، التي تقع داخل الخط الأصفر وهي المناطق التي يُفترض أنّ جيش الاحتلال غادرها، بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى حرب إبادة استمرّت أكثر من عامين.
بدورها، أكّدت مصادر إعلامية أنّ القصف المدفعي الصّهيوني على المناطق الشرقية لخان يونس خلّف 4 شهداء بينهم سيدة.
وأوضحت المصادر أنّ زوارق الاحتلال الحربية أطلقت النار تجاه مراكب الصّيادين في بحر مدينة خان يونس. كما شنّت قوات الاحتلال غارة على مدينة دير البلح وسط قطاع غزّة. وفي حي الشجاعية شرقي مدينة غزّة، شنّ الجيش الصّهيوني غارة، حيث شوهدت أعمدة دخان تتصاعد من مناطق الاستهداف.
والخميس، قالت وزارة الصحة في قطاع غزّة، إنّ الخروقات الصّهيونية لوقف إطلاق النار أسفرت عن استشهاد نحو 395 فلسطينيا وإصابة 1088 آخرين.



