المواطنة اللّغوية..رافد أساسي للانتماء ووحدة الوجدان
أبواب المشاركة في الطّبعة الثانية من الجائزة مفتوحة على موقع المجلس
بلعيد: جائزة رئيس الجمهورية رسالة حضارية ودعم للإبداع الوطني
كرّم المجلس الأعلى للغة العربية، أوّل أمس، رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، نظير جهوده المتواصلة في ترقية لغة الضاد. وقد تسلّم هذا التكريم نيابة عن رئيس الجمهورية الوزير الأول، سيفي غريب، خلال الاحتفالية الرسمية لتوزيع جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة العربية في دورتها الأولى، التي نظّمها المجلس بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، في حدث يجمع بين التكريم الرسمي والاحتفاء بالإبداع اللغوي والأدبي.
في مستهل الحفل، أعرب رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، الأستاذ الدكتور صالح بلعيد، عن بالغ شكره وتقديره للوزير الأول على حضوره وإشرافه على المناسبة، مؤكّدا أنّ هذا التشريف يعكس المكانة المتميزة التي تحظى بها اللغة العربية في أعلى هرم الدولة.
وأكّد بلعيد، باسمه وباسم أعضاء المجلس، الامتنان العميق لرئيس الجمهورية على مبادرته الاستثنائية بإطلاق جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة العربية، التي تمنح سنويا في اليوم العالمي للغة العربية، معتبرا إيّاها رسالة حضارية واضحة لدعم الإبداع اللغوي والأدبي، وتعزيز حضور العربية على الصعيدين الوطني والدولي.
وأشار صالح بلعيد، إلى الرّعاية السامية التي يوليها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، للمجلس الأعلى للغة العربية ولنشاطاته، مشيدا بحضور مستشاري رئيس الجمهورية، والأمين العام لمجلس الاستحقاق الوطني وفريقه، إضافة إلى الوزراء الذين ساهم كل منهم، من موقعه، في إنجاح فعاليات شهر اللغة العربية من خلال المتابعة اليومية والدعم القطاعي.
وفي سياق متصل، لفت رئيس المجلس، إلى الدور البارز الذي اضطلعت به وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، في توعية الجالية الجزائرية بأهمية المواطنة اللغوية، تحت شعار «جسر الانتماء ووحدة الوجدان»، مؤكّدا أنّ اللغة العربية تمثل أحد أهم روافد الانتماء والهوية الوطنية.
كما أشاد صالح بلعيد، بحضور العلماء والأكاديميين وممثلي المؤسسات الوطنية، مرحّبا بمعالي وزير الدولة، عميد جامع الجزائر، وسعادة سفير المملكة العربية السعودية والملحقية الثقافية السعودية، ممثلة كرسي الثقافة العربية لدى اليونسكو، مشيدا بإسهامات النخب العلمية التي ساهمت في بناء رصيد حضاري للمجلس منذ تأسيسه.
ولم يغفل رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، عن الإعلام الوطني، الذي كان شريكا أساسيا في مرافقة مسار المجلس، منذ انطلاق فكرة الاحتفاء بلغة الضاد، حتى تحوّل المشروع إلى واقع مؤسّسي، موجّها شكره للأسرة الإعلامية التي رفعت صوت العربية وناضلت من أجل تعزيز حضورها.
وبشأن الجائزة، أوضح بلعيد أن عملية التقييم والمداولات استمرت ثلاثة أيام متواصلة، وأسفرت عن النتائج التي قدّمها رئيس اللجنة العلمية، مشيدا بنزاهة اللجنة وبتطوّع أعضائها لإنجاح الطبعة الأولى. كما عبّر عن شكره لجميع المتبارين الذين قدّموا ترشيحاتهم، مهنّئا الفائزين، وداعيا الباحثين والمبدعين والمهتمين باللغة العربية إلى المشاركة في الطبعة الثانية لسنة 2026، التي سيتم فتح باب الترشح لها عبر الموقع الرسمي للمجلس ابتداء من مساء يوم الاحتفالية.
وأكّد رئيس المجلس، أنّ مثل هذه المبادرات التحفيزية تعزّز روح التنافس الإيجابي، وتكرّس العمل الجماعي لتطوير البحث العلمي في اللغة العربية، وتوسيع مجالات استعمالها، بما يسهم في مواجهة التحديات المعاصرة في مجال العلوم والتقنيات الحديثة.
وفي ختام كلمته، شدّد بلعيد على أهمية دعم اللغة العربية وتطوير آليات البحث العلمي فيها، مؤكّدا أن المبادرات التحفيزية تسهم في تعزيز روح التنافس الإيجابي، وتوسيع مجالات استعمال العربية في مختلف المجالات العلمية والتقنية. كما وجّه شكره لجميع إطارات وموظّفي المجلس ورؤساء اللجان، معبّرا عن اعتزازه بالدولة الجزائرية التي تنتصر للغة العربية، وتدعم التعدد والانفتاح اللغوي.



