من بين أهم مظاهر تطور العالم الريفي وتثمين مقوماته على مستوى مناطق الهضاب العليا ببلديات ولاية خنشلة، بروز أنشطة اقتصادية بسيطة ومنتجة ومميزة تدر الدخل لأصحابها، وتساهم في بناء الاقتصاد الوطني في ظل دعم مرافقة الدولة، وخلقها لآليات اقتصادية واجتماعية ساهمت في نجاح هذه الأنشطة التي تتميز في عمومها بخصائص طبيعية زادت من شهرتها.
كعيّنة على الأنشطة الريفية الناجحة والمنتجة بولاية خنشلة، برزت نساء ريفيات منخرطات في جمعية أنامل للمرأة الريفية بولاية خنشلة، في تحويل نشاط تجفيف الطماطم وتصبيره من نشاط منزلي بسيط إلى مشروع منتج وسلعة طبيعية مطلوبة محليا وفي دول أوربية نظرا لخصائصها الطبيعية والصحية.
أوضحت في هذا الصدد “مسعودة . ب«، إحدى النّساء المؤسسات لهذا المشروع لـ “الشعب”، أنّها رفقة مجموعة من النسوة من ريف دائرة ششار جنوبا استطعن التحرر من شبح البطالة، والاحتياج بخلق مشروع صغير يوفر منتوجا مطلوبا في السوقين المحلية والخارجية أساسه تجفيف الطماطم بالطريقة المتوارثة عن الجدات كانت تستخدم فقط للاستهلاك العائلي.
وأوضحت محدّثتنا، أنّ عملية تجفيف الطماطم تتم بالطريقة التقليدية عبر مراحل بسيطة، وترتكز على عوامل النظافة ومراعاة المعايير الصحية والاعتماد على مكونات محلية طبيعية مائة بالمائة، وهو سر نجاح المشروع ووصول المنتج إلى دول أوربية، مشيرة إلى مرافقة ودعم الدولة لهن في التكوين على مراعاة خصائص التصدير ومعاييره في المنتجات الطبيعية.
وتتم عملية صناعة المنتوج تقليديا بداية بفرز كميات كبيرة من الطماطم ثم غسلها وتقطيعها شرائح وتوضع عليها كمية من الملح، ثم تجفف تحت أشعة الشمس لأيام حتى تصبح جاهزة ليتم بعدها تنقيتها في مياه دافئة ووزنها ووضعها داخل علب زجاجية معقمة، مع إضافة كميات من زيت الزيتون الطبيعي والثوم وعشبة إكليل الجبل لإعطائها نكهة طيبة وحفظها طبيعيا.
وبعد إنهاء عملية التصبير تأتي مرحلة توسيم العلب بواسطة الملصقات التعريفية بالمنتج من حيث المكونات والمصدر ومكان الإنتاج تليها آخر مرحلة وهي ترتيب العلب في صناديق مهيأة للتصدير، وإرسال الطلبية محليا أو دوليا وذلك بالاستفادة من الامتيازات التي تمنحها الدولة لهذا النوع من الأنشطة والفئة المنتجة.




