استُشهد 6 فلسطينيّين وأُصيب 5 آخرون بعضهم في حالة خطيرة، مساء الجمعة، جراء قصف مدفعي لجيش الاحتلال الصهيوني استهدف مدرسة تؤوي نازحين بمدينة غزة خلال حفل زفاف، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار.
قالت مصادر إنّ جثامين 6 شهداء بينهم امرأة، و5 مصابين (3 خطيرة و2 متوسطة) نُقلوا إلى مستشفى المعمداني وسط غزة، عقب استهداف مدفعي للاحتلال طال مدرسة في حي التفاح شرقي مدينة غزة، تُستخدَم مركزا لإيواء النازحين.
ونقلت الأنباء، عن شهود عيان، أنّ دبابة للاحتلال تقدمت داخل الحي واقتربت من المدرسة، قبل أن تطلق قذائفها تجاهها ما أسفر عن وقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى.
وذكر الشّهود أنّ قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إلى المكان لأكثر من ساعتين، مما أخّر عملية إجلاء الضحايا. وأضافوا أن الاستهداف تزامن مع إقامة حفل زفاف داخل المدرسة، ما فاقم عدد الضحايا.
بدوره، قال الدفاع المدني في قطاع غزة إنّه تمكّن بعد التنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من انتشال جثامين 6 شهداء، معظمهم من الأطفال، من المدرسة المستهدفة.
وأكّد الدفاع المدني أنّ استهداف المدارس ومراكز الإيواء التي تؤوي نازحين مدنيين يُعد انتهاكا جسيما للقانون الدولي الإنساني.
ودعا المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية إلى تحمّل مسؤولياتهم العاجلة في حماية المدنيين، وضمان سلامة مراكز الإيواء والطواقم الإنسانية.
جريمـة وحشيــة
من جانبها، اعتبرت حركة حماس أن قصف الاحتلال لمدرسة تؤوي نازحين في حي التفاح شرق غزة جريمة وحشية وخرق فاضح ومتجدد لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأضافت الحركة في بيان أنّ الاحتلال يواصل انتهاكاته للاتفاق عبر استهدافه المتعمد والمستمر للمواطنين في قطاع غزة، وجدّدت حماس مطالبتها للوسطاء ولواشنطن «التدخل فورا للجم محاولات حكومة نتنياهو فرض معادلات تتناقض مع الاتفاق».
وإلى جانب ذلك، أشارت حماس إلى أنّ سلطات الاحتلال تُمعن في تعميق الكارثة الإنسانية «عبر منع سيارات الإسعاف والطواقم الطبية من الوصول إلى أماكن الاستهداف لإسعاف المصابين، وعرقلة عمليات الإنقاذ».
وعدت تلك السياسة «سلوكا إجراميا يرقى لجريمة مركبة، ويشكّل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني».
مزاعــم الاحتــلال
من جانبه، قال جيش الاحتلال إن قواته وخلال نشاط عملياتي في منطقة «الخط الأصفر» شمال قطاع غزة، أطلقت النار تجاه عدد ممن وصفهم بالمشتبه بهم بعد رصدهم داخل مبانٍ تقع غرب الخط.
كما زعم جيش الاحتلال أنه «يأسف لأي مساس بغير المتورطين في غزة». وقال إنّه يُجري تحقيقا بالحادث الذي يضاف إلى سجل طويل من الحوادث التي استهدف فيها مرافق مدنية وصحية.
والمنطقة المستهدفة هي ضمن المناطق التي انسحب منها الاحتلال، تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار الساري في القطاع منذ 10 أكتوبر الماضي.
ومنذ ذلك التاريخ، تواصل القوات الصهيونية خروقاتها للاتفاق الذي أنهى حرب الإبادة في القطاع، وارتكبت نحو 738 خرقا، واستشهد 400 فلسطيني وفق مصادر في مستشفيات القطاع.
قصف مدفعي شرق غزّة
هذا واستهدف الجيش الصهيوني، فجر أمس السبت، بالمدفعية وإطلاق نار من مروحية مناطق لا يزال يسيطر عليها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، شرقي مدينة غزة ووسط القطاع.
وأفاد مراسلون نقلا عن مصادر محلية، بأن المدفعية الصهيونية قصفت أنحاء متفرقة في مناطق شرقي حيي التفاح والشجاعية شرقي مدينة غزة.
كما أطلقت مروحية للاحتلال النار من رشاشاتها تجاه تلك المناطق، دون الإبلاغ عن وقوع شهداء أو مصابين.
ووسط القطاع، أطلق الجيش الصهيوني عددا من قذائف المدفعية داخل مناطق سيطرته شرقي مخيم البريج للاجئين.


