شريك محــوري فـي ترقيــة النسيــج الصناعي ودعم الابتكـــار

تكريس الاعتمـاد على المنتــوج الوطنــي وفــق توجّهات رئيــس الجمهوريـة

المقدم بحري: منصة هامة للتعريــف بالقـدرات الإنتاجيـة والصناعيـة المحلية

المـلازم الأول عبد اللــه: المساهمة الفعالة في نمـو الاقتصــاد الوطنـــي

النقيب لرقم: إنشاء قاعدة صناعية متينة ومستدامة والنهوض باقتصادنا

الملازم آيت وعلي: ترجمة ميدانية لدور المؤسسة المحوري في خدمة الوطن

النقيب تهامي: عرض طائرة “فرناس 142” بنسخـة حقيقيـة لأول مـرّة للجمهـور

تبرز قدرات الجيش الوطني الشعبي، في الحفاظ على السّيادة الصناعية، حيث أبانت الطبعة 33 لمعرض الإنتاج الجزائري، عن رؤية لإستراتيجية تجعل من السّيادة الصناعية والتكنولوجية ركيزة أساسية لبناء اقتصاد وطني قوي ومتنوّع. وعكست هذه المشاركة التحول العميق في دور المؤسّسة العسكرية، التي باتت فاعلا اقتصاديا يساهم في تعزيز الإنتاج المحلي، وتكريس الاعتماد على المنتوج الجزائري وفق التوجّهات، التي رسمها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.

أبانت الطبعة 33 لمعرض الإنتاج الجزائري عن قدرات صناعية متقدمة للجيش الوطني الشعبي، تشمل تصميم وتطوير وتصنيع منظومات تكنولوجية معقّدة بأياد جزائرية خالصة، موجّهة لتلبية الاحتياجات الدفاعية ودعم السوق الوطنية عبر المناولة ونقل الخبرة،في إطار تجسيد التكامل بين السّيادة الدفاعية والسّيادة الاقتصادية.
وبرزت المؤسّسة العسكرية كشريك محوري في ترقية النسيج الصناعي، ودعم الابتكار، وترسيخ خيار الإنتاج الوطني كدعامة للتنمية المستدامة والأمن الاقتصادي، حيث يعكس هذا التوجّه انسجام الصناعات العسكرية مع الإصلاحات الاقتصادية الوطنية الراهنة، وتعزيز الثقة في القدرات المحلية، لمواجهة رهانات المستقبل. وهي نقاط ومحاور وقفت عليها “الشّعب” خلال تواجدها، أمس، في جناح وزارة الدفاع الوطني بالمعرض.

أسلحة جديدة وخدمات متطورة

في السياق، أكّد المقدّم بحري عبد الوهاب، ممثل مؤسّسة البناءات الميكانيكية بخنشلة، وهي مؤسّسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري، تخضع لوصاية مديرية الصناعات العسكرية لوزارة الدفاع الوطني، أنها متخصّصة في صناعة الأسلحة، إلى جانب تقديم خدمات متعدّدة في مجال الصناعات الميكانيكية.
وأوضح المقدّم في تصريح لـ«الشعب”، أنّ معرض الإنتاج الجزائري يعتبر منصة هامة للتعريف بالقدرات الإنتاجية والصناعية المحلية، وهو ما يبرّر مشاركة المؤسّسة في هذه الطبعة من أجل عرض تشكيلة من منتجاتها، لاسيما في مجال الأسلحة، إلى جانب تسليط الضوء على مختلف الخدمات التي توفّرها المؤسسة، والتي يمكن أن تستفيد منها المؤسّسات العمومية والخاصة في إطار المناولة الصناعية.
وأشار المتحدث إلى أنّ هذه الخدمات تشمل على وجه الخصوص صناعة قطع الغيار، وأدوات الإنتاج مثل أدوات القطع وأدوات القياس، إضافة إلى مختلف قوالب الحقن والتشكيل، مبرزا أنّ المؤسّسة تعدّ اليوم نموذجا للتميّز والابتكار، بالنظر إلى ما تتوفّر عليه من إمكانات تقنية وبشرية.
كما شدّد محدثنا على أنّ منتجات وخدمات المؤسّسة تستجيب لمختلف المعايير والمواصفات التقنية المطلوبة، بما يضمن تلبية احتياجات الجيش الوطني الشعبي والسوق الوطنية، وهو ما يندرج ضمن الاستراتيجية المسطّرة من قبل القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، الهادفة إلى المساهمة بفعالية أكبر في إثراء النسيج الصناعي الوطني وترقية المنتوج الجزائري.
وبخصوص جديد المؤسّسة في هذه الطبعة، أوضح المقدّم بحري عبد الوهاب أنه تمّ عرض نماذج حقيقية لأسلحة جديدة لسنة 2025، على رأسها البندقية المضخية عيار 12، التي ستكون موجّهة لتزويد مختلف قوات الجيش الوطني الشعبي المختصة، إضافة إلى الأسلاك الأمنية والمؤسّسات شبه عسكرية، مشيرا إلى أنّ هذه البندقية تتميّز باعتماد نظام الرمي النصف الآلي بدل النظام اليدوي، الذي كان معمولا به في النسخة السابقة، والتي لا تزال تنتج هي الأخرى على مستوى المؤسّسة.

العربات المدرّعة والمحرّكات … خطوة نحو الاكتفاء الذاتي

من جهته أوضح الملازم الأول عبد الله عبد الحق، ممثل مجمّع ترقية الصناعة الميكانيكية بولاية قسنطينة، “للشّعب”، أنّ مجمّع ترقية الصناعة الميكانيكية هو مؤسّسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري، يخضع لوصاية مديرية الصناعات العسكرية لوزارة الدفاع الوطني.
وأكّد المتحدث أنّ مشاركة المجمعّ في هذه الطبعة من معرض الإنتاج الوطني، تندرج في إطار مرافقة الصناعة الوطنية الميكانيكية، والحرص على توفير وتصميم وتطوير وصناعة العربات والمحرّكات، الموجّهة أساسا لتلبية احتياجات وزارة الدفاع الوطني، إلى جانب المساهمة الفعّالة في نمو الاقتصاد الوطني، من خلال آليات المناولة والمناولة العكسية.
وأضاف أنّ هذه المشاركة تهدف إلى إبراز قدرات المجمّع عبر مختلف الشركات التابعة له والخاضعة لوصايته، على غرار شركة “رميتال الجزائر” بقسنطينة، المختصة في صناعة العربات المدرّعة “المدولبة”، وشركة أخرى بخنشلة متخصّصة في صناعة العربات المدرّعة الخفيفة، إضافة إلى شركات أخرى تنشط في صناعة مختلف القطع الميكانيكية.
كما أشار ممثل المؤسّسة إلى وجود مؤسّستين متخصّصتين في إنتاج المصبوبات الخشنة من فولاذ حديد الزهر والألمنيوم، مبرزا أنّ المجمّع يساهم كذلك في توفير وإنتاج العتاد وقطع الغيار الموجّهة لقطاعات الفلاحة والنقل والطاقة.
وبخصوص جديد هذه الطبعة، كشف الملازم الأول عبد الله عبد الحق عن صناعة هيكل السيارة ومحرّك “MTU” الخاص بعربات “فوكس 2”، إلى جانب إنتاج الكريّات الصغرى لتكسير الأحجار، والتي تمّ تصنيعها بأياد جزائرية وطنية.

3 أنـواع مـن “طائـرات بـدون طيار”

بدوره، أوضح النقيب لرقم سلمان، ممثل مؤسّسة تطوير وإنتاج أنظمة التكنولوجيات المتقدّمة، أنّ هذه الأخيرة تشارك في الطبعة الثالثة والثلاثين لمعرض الإنتاج الوطني الجزائري، تنفيذا لتوجيهات القيادات العليا للجيش الوطني الشعبي، وذلك بهدف المساهمة في إنشاء قاعدة صناعية متينة ومستدامة، والنهوض بالاقتصاد الوطني إلى مستويات متقدّمة في إطار الجزائر الجديدة. وأكّد أنّ هذه المشاركة تهدف كذلك إلى تعريف الجمهور الجزائري بنشاطات المؤسّسة العسكرية في المجالين الاقتصادي والصناعي، بما يساهم في إثراء الإنتاج الوطني.
وأشار المتحدث إلى أنّ المؤسّسة، التابعة للناحية العسكرية الأولى، مختصة في تطوير وإنتاج الطائرات بدون طيار، إضافة إلى ضمان الدعم التقني لوحدات قيادة القوات الجوية، خاصة في مجال تصنيع وتصليح هياكل الطائرات المصنوعة من المواد المركّبة.
كما تسهر المؤسّسة على ضمان تكوين عال للطيّارين عن بعد، من الصنفين الأول والثاني لفائدة الهيئات العسكرية وكذا المدنية، وذلك بالتنسيق مع المركز الوطني لمنظومة الطائرات بدون طيار. وخلال هذه الطبعة، شاركت المؤسّسة بعرض ثلاثة أنواع من الطائرات بدون طيار المطوّرة والمصنّعة محليا.
وأوضح النقيب، أنّ الأمر يتعلّق أولا بطائرة دون طيار، صغيرة الحجم رباعية المروحيات، متعدّدة المهام، مخصّصة للمراقبة والاستطلاع الجوي ليلا ونهارا، وتحديد المواقع الجغرافية للأهداف الثابتة والمتحرّكة، إضافة إلى المسح الطبوغرافي وتتبّع الأهداف المتحرّكة. وقد تمّ تصميم وتصنيع هياكل هذه الطائرة وبرمجة أنظمتها من طرف مختصّي المؤسّسة بهدف رفع نسبة الإدماج.
أمّا الطائرة الثانية، بحسبه، فهي طائرة بدون طيار جديدة في المعرض، سداسية المروحيات، صغيرة الحجم، تمّ تطويرها وتصنيعها لرفع حمولة معتبرة تصل إلى 7 كلغ، وتستخدم في مهام عسكرية حساسة، إضافة إلى مهام مدنية في المجالين الصحي والفلاحي.
فيما تتمثل الطائرة الثالثة في طائرة بدون طيار من نوع “VTOL”، تمتاز بمزجها بين خصائص الطائرات ذات الشراع الثابت والطائرات ذات الشراع الدوارة، وتُخصّص لمهام المراقبة والاستطلاع الجوي ليلا ونهارا، بمدة طيران تصل إلى ثلاث ساعات، ومدى يصل إلى 40 كيلومترا.
من جهتها، أكّدت الملازم آيت وعلي ججيقة، ممثلة المؤسّسة المركزية لتجديد عتاد الإشارة بالناحية العسكرية الأولى، أنّ معرض الإنتاج الوطني يعدّ ترجمة ميدانية لمهام المؤسّسة ودورها المحوري في خدمة الوطن، مشيرة إلى أنّ المؤسّسة المركزية لتجديد عتاد الإشارة تمثل الحلقة الرّئيسية في سلسلة الدعم التقني للإشارة، لفائدة مختلف القوات ووحدات الجيش الوطني الشعبي.

تجديد العتاد وتطوير حلول تبريد جديدة

أمّا النقيب تليجان إسلام، ممثل مؤسّسة تجديد عتاد السيارات بالعاصمة، فقد أوضح أنّ المؤسّسة التي يمثلها هي مؤسّسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري، تتكفّل بتجديد عتاد العربات الخفيفة والثقيلة، وآليات الأشغال العمومية، إضافة إلى العربات المدرّعة بمختلف أنواعها. وأضاف: “كما تقوم المؤسّسة بتصنيع بعض حصص قطع الغيار، وقد شرعت مؤخّرا في تطوير منتج جديد يتمثل في غرف التبريد وحاويات التبريد بمختلف الأحجام والسعات”.
وأشار المتحدث إلى أنّ المشاركة في المعرض تهدف أساسا إلى التعريف بالمؤسّسة باعتبارها مؤسّسة حديثة النشأة، بعدما تحولت من مؤسّسة عسكرية تابعة للمديرية المركزية للعتاد إلى مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري بموجب مرسوم رئاسي، تتعامل مباشرة مع المؤسّسات العمومية الأخرى.

عـرض طائرات لأول مرّة للجمهــور

من جهته، أفاد النقيب تهامي حمزة ممثل عن مؤسسة صناعة الطائرات، أنّ المؤسّسة هي مؤسّسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري، تنتمي إلى القطاع الاقتصادي للجيش الوطني الشعبي، وتقع بإقليم الناحية العسكرية الثانية بطفراوي – وهران. وأوضح أنّ من أبرز مهام المؤسّسة صناعة الطائرات من نوع “فرناس 142” و«سفير 43”، الموجّهة أساسا إلى التدريب القاعدي للطلبة الطيارين في صفوف الجيش الوطني الشعبي، إضافة إلى استعمالها في تدريب الطيّارين بنوادي الطيران والمراقبة الجوية للحماية المدنية.
أمّا المهام الثانوية، بحسب المتحدث فتشمل التصنيع الميكانيكي للقطع، والمعالجة الحرارية للأسطح، إضافة إلى مراجعة محرّكات الحوامات من نوع TV3-117، والمقلعات لـ«تربو ديمارور” من نوع “AI9V”، مشيرا إلى أنه وخلال هذه الطبعة، تمّ عرض طائرة “فرناس 142”، بنسخة حقيقية لأول مرّة للجمهور، بهدف تقريب المواطن من القدرات الصناعية للجيش الوطني الشعبي، حيث يشهد جناح المؤسّسة إقبالا لافتا من الزوار.

حلول طاقوية وبطاريات جزائرية 100٪

بالمقابل، أكّد الملازم الأول نهاري أنيس، ممثل القاعدة المركزية للإمداد، أنّ المؤسّسة تعدّ إحدى الرّكائز الأساسية في منظومة الدعم اللّوجستي، حيث تضطلع بمهام تصليح وعصرنة مختلف العتاد القتالي لقوام المعركة، بما يضمن الحفاظ على الجاهزية القصوى لوحدات الجيش الوطني الشعبي.
وقال محدّثنا أنه خلال هذه الطبعة، “عرضت المؤسّسة منتوجين جديدين، يتمثل الأول في مكثّف أسطواني مكافئ يعدّ لاقطا حراريا شمسيا يركّز الإشعاع الشمسي باستعمال مرايا مقوسة، لتسخين سائل الماء ناقل للحرارة إلى درجات تصل إلى 200 درجة مئوية، ويستخدم أساسا في التدفئة الصناعية أو المركزية كبديل للوقود الكربوني دون اللّجوء إلى إنتاج كهربائي، حيث يُستعمل في قطاع الصّناعة من خلال توفير الحرارة والبخار الصناعي، معالجة المياه، تحلية المياه عن طريق التقطير إلى جانب التبريد الشمسي”.
أمّا المنتوج الثاني الأساسي، بحسبه، فيتمثل في إنتاج البطاريات، حيث تقوم القاعدة المركزية للإمداد بإنتاج 34 نوعا من البطاريات لتلبية احتياجات الجيش الوطني الشعبي، وهي بطاريات مصنوعة 100 بالمائة بأياد جزائرية وطنية.
جدير بالذكر، أنّ جناح وزارة الدفاع الوطني بالمعرض، شهد إقبالا لافتا من المواطنين، منهم الشباب الذين قادهم الفضول للتعرّف على الإنتاج العسكري الوطني، حيث دارت نقاشات وحوارات بين ممثلي مختلف المؤسّسات العسكرية المشاركة في هذا الحدث وبين المواطنين، مع أخذ صور تذكارية للعتاد المعروض، في مشهد يعكس صورة “تلاحم” الجيش مع الشعب.