كشفت الشّاعرة فوزية لارادي عن إشرافها على مشروع أدبي جماعي جديد، يهدف إلى توثيق مسار طويل من العمل الثقافي المرتبط بتجربتها في الإشراف على النشاطات الثقافية بالفضاء الثقافي “بشير منتوري”، التّابع لمؤسّسة فنون وثقافة لولاية الجزائر.
الإصدار الذي يحمل عنوان “مؤسسة فنون وثقافة..23 سنة من الحب والشغف”، يُنتظر أن يرى النور خلال سنة 2026، في خطوة ترمي إلى حفظ ذاكرة ثقافية جماعية صنعتها سنوات من العطاء المتواصل.
وفي تصريح لـ “الشعب”، أوضحت فوزية لارادي أنّ المؤلف الجماعي المرتقب، يُعد ثمرة أكثر من عقدين من العمل الثقافي الدؤوب، مشيرة إلى أنّ الكتاب سيضم شهادات ونصوص لعدد كبير من المبدعين والمثقفين الذين مرّوا بفضاء بشير منتوري، وأسهموا في تنشيطه وتركوا بصماتهم في مختلف مجالات الإبداع، حيث يشارك في هذا العمل كتاب وشعراء وفنانون وصحفيون ومسرحيون وتشكيليّون وسينمائيون، ينتمون إلى مشارب فنية وأدبية متعدّدة.
وأكّدت المتحدّثة أنّ هذا الإصدار لا يندرج في إطار التوثيق الزمني فقط، بل يمثل مساحة مفتوحة للتعبير، إذ سيمنح فيها المشاركون أجمل ما لديهم من إبداع وتميز، كل من موقعه وتجربته الخاصة، ليشكّل الكتاب في مجمله تقول “شهادات حية تعبّر عن مسارات فردية وجماعية تلاقت داخل فضاء واحد احتضن الجميع”.
وفي ذات السياق، أوضحت فوزية لارادي أنّ المشاركين سيكون بإمكانهم الإدلاء بشهاداتهم باللغات التي يختارونها، سواء العربية أو الفرنسية، مؤكدة أن الهدف من هذا التنوع اللغوي هو بلورة عمل مرجعي يعكس ثراء المشهد الثقافي وتعدده.
وأضافت أنّ الحديث عن الحركة الثقافية في الجزائر العاصمة لا يمكن أن يتم دون التوقف عند فضاء “بشير منتوري”، الذي ظلّ، على مدار 23 سنة، حاضرا بعطائه وفعالياته وتظاهراته المتنوعة، سواء ذات الطابع الثقافي أو التاريخي أو الديني.
وشدّدت المتحدّثة على أنّ هذا الفضاء لم يتوقف عن أداء دوره حتى في أصعب الفترات، بما فيها فترة جائحة “كورونا”، حيث تم استئناف النشاطات كلما سمحت الظروف الصحية بذلك، إيمانا بأهمية الثقافة واستمراريتها. واعتبرت أن هذا المنجز، بعد سنوات طويلة، سيكون وثيقة ومرجعا لكل من يعود إلى تاريخ الحركة الثقافية والفنية والإبداعية في الجزائر العاصمة.
وترى فوزية لارادي أنّ هذا المؤلف يشكّل خلاصة لمسار ثقافي غني تميز بتعدد الأصوات والرؤى، وبانفتاحه على مختلف الحساسيات الإبداعية، مؤكّدة أنّ قيمة الكتاب تكمن في كونه يوثّق لذاكرة جماعية صنعتها أسماء متعدّدة، وأسهمت في ترسيخ الفعل الثقافي كرافد أساسي للوعي والتنوير.
ويأتي هذا المشروع ـ بحسب المتحدّثة ـ في إطار حرصها على تثمين التجارب الثقافية الجماعية، وصون الذاكرة الإبداعية، وإبراز الدور المحوري الذي تلعبه الفضاءات الثقافية في احتضان المواهب وصناعة مسارات ثقافية مستدامة، تظل شاهدة على زمن من الحب، الشغف والعمل الثقافي المتواصل.




