يواصل المنتخب الوطني تحضيراته الجادة في الرباط، تحسّبًا لانطلاق مشواره في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، حيث أجرى أمس، حصته التدريبية الثانية وسط ظروف ممتازة وأجواء إيجابية سادت بين جميع اللاعبين، وشهدت الحصة مشاركة كل العناصر دون استثناء، في إطار الاستعداد للمواجهة الأولى في دور المجموعات أمام منتخب السودان، المقرّرة هذا الأربعاء.
يعمل الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش على رفع الجاهزية البدنية للاعبين، بالتوازي مع التركيز على الجوانب التكتيكية، من خلال تصحيح بعض التفاصيل وضبط طريقة اللّعب، وذلك لوضع الأسس الصحيحة لبداية قوية في المنافسة القارية. ويسعى الطاقم الفني إلى استغلال الأيام القليلة المتبقية من أجل وضع آخر اللّمسات قبل أول اختبار رسمي في البطولة.
وتلقى المنتخب الوطني أخبارا سارة، بعدما شهدت الحصة التدريبية الأولى اندماج اللاعب سمير شرقي في التدريبات الجماعية لأول مرة، منذ التحاقه بتربّص «الخضر»، وكان شرقي قد عانى من إصابة على مستوى الفخذ، منعته من المشاركة في آخر مباريات فريقه باريس إف سي الفرنسي، غير أنّ ذلك لم يمنع بيتكوفيتش من توجيه الدعوة له، كونه مقتنع بإمكاناته الفنية الكبيرة، ولا يزال الغموض يحيط بمشاركته في اللقاء الأول أمام السودان، إذ لم يُحسم بعد ما إذا كان المدرّب سيعتمد عليه أو يفضل إراحته كإجراء احترازي لتفادي عودة الإصابة. وعرفت الحصة التدريبية أجواء مرحة عكست الروح الإيجابية داخل المجموعة.
عبدلي: أنا جاهز وكل شيء يسير على ما يرام
من جانبه، طمأن اللاعب حيماد عبدلي الجماهير الجزائرية بشأن جاهزيته، مؤكّدًا أنه في حالة بدنية جيّدة ومستعد لتقديم الإضافة. وقال عبدلي، نجم نادي أونجيه الفرنسي، في تصريحات لقناة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم: «من المهم بالنسبة لي أن أبقى دائمًا معنيًا، كنت ضمن القائمة الموسّعة وبقيت مركّزًا وجاهزًا». وأوضح عبدلي أنه واصل العمل بجدية مع فريقه في الفترة الماضية، ما جعله يصل إلى التربّص وهو في أفضل حال، مضيفا: «كنت أتدرّب بانتظام مع فريقي، لذلك أنا في لياقة جيدة وكل شيء على ما يرام». وتؤكّد تصريحات عبدلي عزمه على استغلال هذه الفرصة لإظهار أفضل ما لديه، وإقناع المدرّب بيتكوفيتش بإمكاناته، فضلًا عن رد الجميل للجماهير الجزائرية، التي دعمت وجوده ضمن قائمة المنتخب المعنية بخوض غمار كأس أمم إفريقيا.
بدوره، وجّه أنيس حاج موسى، مهاجم فينورد روتردام الهولندي، رسالة مؤثرة للجماهير الجزائرية عبر حسابه على «إنستغرام»، أكّد فيها فخره بتمثيل المنتخب الوطني، وقال: «اللّعب للجزائر نابع من القلب. نحن لا نمثل فريقًا فقط، بل نمثل أحلام شعب بأكمله، وسننافس بقوة في كل لحظة من أجل إسعادكم بإذن الله». ومن جهة أخرى، شدّد الدولي الجزائري السابق مدحي لحسن على أهمية الدخول بقوة في البطولة منذ المباراة الأولى، معتبرًا أنّ حظوظ المنتخب في المنافسة تبقى مرتبطة بالجدية والتركيز منذ البداية. وأوضح في تصريحات صحفية أنّ نظام المنافسة لا يسمح بتدارك الأخطاء، حيث تُعد كل مباراة بمثابة نهائي.
وأكّد لحسن أنّ المجموعة التي وقع فيها المنتخب الوطني تبدو في المتناول على الورق، غير أنّ طبيعة البطولات الإفريقية تجعل أي تعثر مكلّفًا. واعتبر أنّ مواجهة السودان في الجولة الافتتاحية تمثل محطة حاسمة، وأنّ الفوز فيها ضروري لتعزيز الثقة ورفع المعنويات.
كما حذّر من الاستهانة بالمنافسين، مشيرا إلى أنّ نقص التركيز أو التهاون قد يؤدي إلى إقصاء مبكّر، حتى للمنتخبات الكبيرة. وختم تصريحاته بالتأكيد على أنّ الانضباط التكتيكي والرّوح التنافسية منذ الدقيقة الأولى هما مفتاح البداية الموفّقة والمشوار الناجح في البطولة.
بخيت خميس: مهمّتنا لن تكون سهلة
في المقابل، اعترف قائد منتخب السودان بخيت خميس بصعوبة مهمة فريقه في كأس أمم إفريقيا، مؤكّدا في الوقت نفسه أنّ منتخب بلاده سيدخل المنافسة بعزيمة كبيرة، وأوضح في تصريحاته أنهم يسعون لتعويض خيبة الأمل، التي عاشتها الجماهير السودانية في كأس العرب، وتقديم صورة مشرفة في البطولة القارية.
وأضاف: «مهمتنا لن تكون سهلة، سنواجه منتخبات قوية وعريقة تملك طموحات كبيرة، لكننا سنبذل أقصى ما لدينا ولا نخشى أي منافس».
وأكّد أنّ الهدف الأول لمنتخب السودان هو تجاوز الدور الأول، مشيرًا إلى أنّ غياب الضغوط قد يساعد اللاعبين على تقديم مستويات جيدة وتحقيق نتائج إيجابية. كما أكّد أنّ المشاركة في كأس العرب والمعسكر التحضيري، الذي تلاها كان لهما دور مهم في رفع جاهزية الفريق.
واعتبر بخيت خميس أنّ مواجهة الجزائر في الجولة الافتتاحية ستكون صعبة على الطرفين، مشيدًا بقوة «الخضر» وترشيحهم للقب، لكنه شدّد في الوقت نفسه على ثقة لاعبي السودان بأنفسهم وطموحهم لتحقيق نتيجة إيجابية، خاصة أنّ البداية الجيّدة قد تسهّل مهمّتهم في بقية المشوار، في مجموعة وصفها بالقوية والمتقاربة في المستوى.







