أزيد من 2.4 مليون متعامل اقتصادي.. أرقام تجسّد توسّــع القاعدة الإنتاجيـة
منـاخ استثمـاري محفّــز يعـــزّز حضــور الصناعـة الوطنيـة إقليميــا ودوليا
مشاركة قياسية..وإقبال معتبر للـــزوار من مختلــف الفئـات والأعمـار والمهنيـين
تتميز الطبعة الـ33 لمعرض الإنتاج الجزائري، المقامة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بقصر المعارض (الصنوبر البحري) بالعاصمة، بمشاركة مكثفة لمختلف الفروع الصناعية الوطنية، ما يعكس الحركية التي تشهدها مؤسسات القطاع في السنوات الأخيرة، بفضل مناخ استثماري محفّز.
ووسط مشاركة قياسية، يشكل المعرض، الذي يعد من أهم التظاهرات الاقتصادية الوطنية، فرصة مثلى للمؤسسات الصناعية، عمومية وخاصة، أو الجزائرية-الأجنبية، لإبراز قدراتها وكذا جودة المنتوج الجزائري مع بحث فرص الشراكة والاستثمار وتعزيز تواجدها في الأسواق الإقليمية والدولية.
وتترجم هذه الديناميكية الصناعية تأكيد رئيس الجمهورية في عديد المناسبات على وجوب تحرير المبادرة في ميدان الاستثمار، بهدف رفع حصة الصناعة في الناتج الداخلي الخام إلى ما بين 13 و14 بالمائة، مقابل 8 بالمائة حاليا.
وفي مقدمة الشعب الممثلة بقوة في أجنحة المعرض الميكانيك والحديد والصلب، علاوة على الصناعات العسكرية، والكهربائية والكهرومنزلية، بالإضافة إلى الصناعات المصنعة لا سيما الملابس والنسيج والأثاث.
ويعرف اليوم الثالث إقبالا معتبرا للزوار من مختلف الفئات والأعمار وحتى المهنيين، توافدوا على أجنحة وفضاءات قصر المعارض، للوقوف على الخطوات التي قطعتها الصناعة الوطنية من حيث تحسين النوعية وتطوير ميزاتها التنافسية، مكنت المنتوج الوطني من كسب ثقة المستهلك الجزائري وتعزيز مكانته في الأسواق الدولية.
ويعكس هذا الموعد الاقتصادي، المقام تحت شعار “الجزائر تصنع مستقبلها”، تطور النسيج الاقتصادي الوطني وتوسعه في إطار حركية استثمارية تشهدها الجزائر مدفوعة بإطار قانوني مستقر، مع رفع كافة العراقيل التي كانت تواجه حاملي المشاريع في وقت مضى، لا سيما من خلال رقمنة وتبسيط الإجراءات.
ووفق حصيلة قدمتها وزيرة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية آمال عبد اللطيف لدى إشراف رئيس الجمهورية على تدشين المعرض، بلغ إجمالي المتعاملين الاقتصاديين المقيدين بالسجل التجاري أزيد من 2، 4 مليون متعامل، منهم أزيد من 374 ألف مؤسسة إنتاجية، بزيادة تفوق 36 ألف مؤسسة مقارنة بسنة 2020.
وعقب تدشينه للمعرض، أشاد رئيس الجمهورية بالتقدم الكبير الذي تحرزه المؤسسات الصناعية الوطنية، مجددا التزام الدولة بمواصلة تقديم الدعم اللازم للمنتجين بما فيهم الشباب المبتكر، مبرزا المستوى العالي الذي بلغه القطاع الصناعي الجزائري خصوصا من حيث معدل الإدماج الوطني والاعتماد على مدخلات محلية.
وكانت لرئيس الجمهورية زيارة لعدد من أجنحة المؤسسات المشاركة منها جناح وزارة الدفاع الوطني، حيث استمع إلى شروحات وافية حول آخر ما وصلت إليه الصناعات العسكرية، لا سيما في مجال صناعة العربات القتالية ومنظومات الأسلحة والطائرات بدون طيار “درون”.
كما طاف بجناح مؤسسة البناءات الميكانيكية بخنشلة، المختصة في صناعة الأسلحة الخفيفة، حيث اطلع على آخر المنتجات والأسلحة وعلى رأسها البندقية المضخية نصف الآلية، والتي تعد فخر الصناعة العسكرية الوطنية.
ريادة قارية في الصناعة الصيدلانية
وفي الجناح المخصص للصناعة الصيدلانية، استمع رئيس الجمهورية لشروحات حول نشاط مجمع أل دي أم (LDM) لصناعة الأدوية، وعرض حول المصنع الجديد لصناعة الأدوية الهرمونية الذي يعتبر خامس مصنع من نوعه في العالم ينتج دواء لعلاج الغدة الدرقية بشراكة جزائرية-ألمانية، مبرزا ريادة الجزائر في مجال الصناعة الدوائية.
كما زار أجنحة مجمعات “جيبلي” ومجمع الصناعات الغذائية “أغروديف” و«توسيالي-الجزائر” للحديد والصلب، أين قدمت له شروحات حول المشاريع الجديدة التي أطلقها المجمع بغارا جبيلات وبشار ووهران.
وتتميز طبعة هذه السنة للمعرض بافتتاح جناح العرض الجديد (جناح فلسطين) الذي أشرف على تدشينه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وهو مرفق يندرج في إطار مشروع عصرنة قصر المعارض.
وبتصميمه المعماري المتميز ذو اللمسة العصرية، يعرف هذا الفضاء الجديد خاصة إقبالا كبيرا من جانب الزوار لاستكشاف نشاط ومنتجات مختلف المؤسسات الحاضرة بمناسبة هذا الموعد الاقتصادي المتجدد.
ومن بين القطاعات الأكثر حضورا في هذا الجناح الصناعات الكهرومنزلية والكهربائية والإلكترونية، الصناعات العسكرية، الطاقة، الكيمياء والبتروكيمياء، البناء والأشغال العمومية، الصناعة الميكانيكية والصناعات المصنعة.
ويشكل معرض الإنتاج الجزائري، الذي يتميز أيضا بحضور الشركات الناشئة والحرفيين وأصحاب الصناعات التقليدية، فضاء هاما لإبراز القدرات الإنتاجية للمؤسسات الجزائرية والتعريف بها، كونه منصة مثالية لعرض المنتجات والخدمات والتفاعل المباشر مع الزوار والمستهلكين، فضلا عن كونه فرصة لإبرام شراكات وتبادل الخبرات.
وتعد هذه التظاهرة دعامة قوية لتشجيع الإنتاج الوطني وترسيخ ثقافة الاستهلاك المحلي، إلى جانب الترويج لعلامة صنع في الجزائر” كرمز للجودة والتميز. كما تولي اهتماما خاصا بريادة الأعمال والابتكار، من خلال إبراز دور الشركات الناشئة والتكنولوجيات الحديثة.







