تشهد ولاية قالمة ديناميكية تنموية متسارعة من خلال تجسيد جملة من المشاريع الإستراتيجية الهادفة إلى دعم الابتكار، وتعزيز قدرات الإنتاج الفلاحي، وتطوير منظومة تخزين الحبوب، وتعكس هذه المشاريع توجها واضحا نحو تثمين الموارد المحلية، وتحسين الأداء الاقتصادي، وخلق بيئة محفزة للاستثمار والإبداع، بما ينسجم مع رهانات الأمن الغذائي والتنمية المستدامة على المستويين المحلي والوطني.
أبرزت المعاينة لمركز الابتكار ببلدية قالمة جاهزية مختلف أقسامه لاستقبال واحتضان مشاريع الشباب، حيث يوفر المركز فضاءات مهيّأة للعمل المشترك، إضافة إلى حاضنة لعدد من الأفكار الريادية التي يعمل مبتكرون شباب على تطويرها.
ويعد هذا المركز أحد الدعائم الأساسية لرعاية المبادرات التكنولوجية، وتوفير الظروف الملائمة لتحويل الأفكار إلى مشاريع قابلة للاستغلال الاقتصادي، بما يساهم في خلق ديناميكية محلية قائمة على الابتكار والمعرفة، كما يتيح هذا الهيكل فرصة لتعزيز قدرات الحرفيين والشباب المبدعين من خلال تقديم المرافقة والتأطير اللازمين.
وفي السياق الفلاحي، يبرز مشروع الصومعة الفولاذية ببلدية بلخير كأحد الهياكل الهامة في مجال تخزين الحبوب، حيث يجري تجهيز المنشأة بتقنيات حديثة تمنحها قدرة تشغيلية عالية، وتجعلها من بين الهياكل الأكثر تطورا على المستوى الوطني.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية لهذه الصومعة 200 ألف قنطار، ما يعزّز قدرات التخزين ويدعم استقرار السوق المحلية، كما تعززت تعاونية الحبوب والبقول الجافة بأربع حصادات جديدة، وهي تجهيزات من شأنها تحسين مردودية الإنتاج الفلاحي ورفع وتيرة العمل خلال المواسم المقبلة.
وببلدية بلخير أيضا، يبرز النشاط الفلاحي للوحدة الإنتاجية “ريشي عبد المجيد”، وهي مزرعة تتوفر على إمكانيات معتبرة من حيث المساحات المزروعة وجودة المنتجات، وتتيح هذه الوحدة آفاقا واعدة لتوسيع الإنتاج وتنويعه، مع إمكانية إدراج نشاطات إضافية تعزز حضورها في السوق وتساهم في رفع القيمة المضافة للقطاع الفلاحي بالمنطقة، خاصة بالنظر إلى موقعها وإمكاناتها الإنتاجية.
أما ببلدية بومهرة أحمد، فيسجل مشروع الصومعة الإستراتيجية الجديدة لتخزين الحبوب تقدماً ملحوظاً، بطاقة استيعابية تصل إلى مليون قنطار، ما يجعلها منشأة محورية لضمان استقرار سلسلة تخزين الحبوب على مستوى الولاية.
ويسير المشروع بوتيرة إنجاز متقدمّة، حيث تتواصل أشغال تركيب التجهيزات الأساسية واستكمال الهياكل الملحقة، مع الحرص على تذليل العراقيل التي قد تظهر خلال مختلف مراحل الإنجاز، ومن المرتقب أن يمنح هذا المشروع، بعد دخوله حيز الخدمة، قدرة تخزين إضافية تضمن تسييراً محكماً وفعالاً للموارد.





