برنامج ميداني لحماية التّلاميذ من السّموم والمؤثّرات العقلية
أطلقت مديرية الصّحة والسكان لولاية سكيكدة قافلة طبية توعوية وجّهت للوسط المدرسي بدائرة أولاد أعطية، تجسيدا للإستراتيجية الوطنية للوقاية من المخدرات وتعزيز الصحة العمومية، وترمي إلى التحسيس بخطورة المخدرات والمؤثرات العقلية والوقاية من أخطار عصابات الأحياء، في إطار مقاربة وقائية شاملة تستهدف حماية التلاميذ، وتعزيز مناعتهم الصحية والنفسية.
هذه القافلة تحت إشراف السلطات الولائية، وبمشاركة واسعة لمختلف الفاعلين، حيث شملت محطتها الأولى متوسطتين وثانوية بالبلدية ببلدية أولاد أعطية، لتكون بذلك بداية برنامج ميداني يعتمد على تقريب الخدمات الصحية والتوعوية من المؤسسات التربوية، خاصة بالمناطق الجوارية، بما يضمن وصول الرسائل الوقائية مباشرة إلى الفئة المستهدفة.
وجنّدت مديرية الصحة والسكان فرقا طبية وشبه طبية متنقّلة، مدعّمة بأخصائيين نفسانيّين، عملت على تقديم فحوصات طبية عامة، إلى جانب جلسات استشارة ونصائح صحية ركّزت على الآثار الصحية والنفسية والاجتماعية لتعاطي المخدرات، مع إبراز أهمية الوقاية والكشف المبكر، وترسيخ ثقافة الوعي الصحي لدى التلاميذ باعتبارهم عماد المجتمع ومستقبله.
وسجّلت القافلة مشاركة فعّالة لشرطة سكيكدة، في إطار العمل التكاملي بين القطاعات، من خلال تدخلات تحسيسية هدفت إلى توعية التلاميذ بمخاطر الانحراف والجريمة، وسبل الوقاية منها، إضافة إلى دور المؤسسة العمومية للصحة الجوارية التي ساهمت بخبراتها ومواردها البشرية في إنجاح هذه المبادرة.
وكان للمركز الوسيط للوقاية من المخدرات ومعالجة الإدمان التابع للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية – سكيكدة حضور بارز، حيث قدّم مختصّوه مداخلات توعوية وعلاجية، ركّزت على التعريف بمخاطر الإدمان وطرق الوقاية منه، وأهمية طلب المساعدة الطبية والنفسية في الوقت المناسب، مع التأكيد على دور الأسرة والمؤسسة التربوية في مرافقة التلاميذ وحمايتهم من مختلف الآفات الاجتماعية.
وتأتي هذه القافلة ضمن جهود الدولة الرامية إلى تعزيز المقاربة الوقائية وتقريب الخدمات الصحية من المواطن، لاسيما في الأوساط الحساسة، مع تحسين نوعية التكفل الصحي والتوعوي، وترقية التنسيق بين مختلف الشركاء والهيئات المعنية، بما ينسجم مع سياسة الصحة العمومية الهادفة إلى حماية المجتمع من الظواهر السلبية. وأكد، قطاع الصحة بولاية سكيكدة، من خلال هذه المبادرات الميدانية، التزامه الدائم بالمساهمة الفعلية في محاربة آفة المخدرات، وترسيخ ثقافة الوقاية داخل الوسط المدرسي، باعتبارها خط الدفاع الأول لبناء جيل واعٍ، سليم صحيا ونفسيا، وقادر على الإسهام الإيجابي في مسار التنمية والاستقرار.






