قام الرّئيس المدير العام لمجمّع سوناطراك، نور الدين داودي، بتدشين مشاريع ومعدات جديدة تابعة للمجمّع، وذلك خلال زيارته إلى حاسي مسعود في إطار متابعة المشاريع الاستراتيجية الرامية إلى تعزيز القدرات الوطنية في مجال الحفر وكذا تحسين الأداء العملياتي، بحسب ما أفاد الأحد، بيان لمؤسّسة سوناطراك.
وفي مستهل الزيارة، تنقّل الوفد إلى القاعدة اللّوجستية للمؤسّسة الوطنية للأشغال في الآبار، لمتابعة عرض مفصّل حول نشاطات هذه المؤسّسة.
وبعد ذلك، أشرف داودي على تدشين عدد من المشاريع الجديدة التي أنجزتها هذه المؤسّسة الفرعية التابعة لسوناطراك، والمتمثلة في مركز «عيون المؤسّسة الوطنية للأشغال في الآبار/الوقت الحقيقي» لدعم اتخاذ القرار، وهو مركز للمساعدة على اتخاذ القرار يعتمد على نظام للمراقبة عن بعد، قائم على حلّ تكنولوجي يدمج الذكاء الاصطناعي، ومدعم بمجموعة من الكاميرات ذات التكنولوجيا الحديثة المثبتة على مختلف أجهزة الحفر.
وقد تمّ تصميم هذا المركز وإنجازه في وقت قياسي بفضل كفاءات وطنية مائة بالمائة، مع الاستعانة بمؤسّسات ناشئة وسيسمح بمتابعة العمليات في الزمن الحقيقي، من جهة، وضمان متابعة الأداء من خلال المراقبة المستمرة لمؤشّرات الأداء الرّئيسية قصد تحسين استغلال الموارد، من جهة أخرى.
وبهذه المناسبة، شدّد داودي على أهمية الابتكار باعتباره أحد الركائز الأساسية لتحقيق أهداف سوناطراك.
كما عرفت هذه الزيارة، أيضا، وضع جهازي حفر جديدين حيّز الخدمة من نوع 750 حصان «سريع التنقل»، وهما الجهازان الأولان ضمن سلسلة من ثمانية أجهزة حفر بقدرات مختلفة مبرمجة في إطار المخطّط متوسّط المدى.
وبفضل هذه المقتنيات تكون المؤسّسة الوطنية للأشغال في الآبار قد حقّقت قفزة نوعية مكّنتها من تنويع وتعزيز خدماتها.
وتم كذلك تشغيل جهاز الحفر للأشغال البترولية، بقدرة 1500 حصان، ومزوّد بنظام التحكّم بمحرّكات التردّد المتغير، ليختتم بذلك برنامج تجديد خمسة أجهزة حفر، تمّ اقتناؤها في الأصل كتجهيزات مستعملة.
وفي هذا الصدد، أوضح الرّئيس المدير العام للمؤسّسة الوطنية للأشغال في الآبار، عبد الغفور غالب، أنّ هذا البرنامج مكّن من إعادة التأهيل الكلّي لخدمات هذا الفرع، بالاعتماد على كفاءات داخلية للمؤسّسة، مع توفير مبلغ مالي يفوق 150 مليون دولار أمريكي، وهو ما يعادل تكلفة اقتناء أجهزة جديدة مماثلة.
من جهته، أكّد داودي أنّ هذه التجهيزات تمثل استثمارا يتماشى مع تنفيذ إستراتيجية «سوناطراك» في آفاق 2030.
وقد شكّلت زيارة الوفد فرصة لمسؤولي المؤسّسة الوطنية للأشغال في الآبار لعرض مشروع منجز لإنشاء دوائر طين الحفر، والتي صممت كليا من قبل فريق الهندسة التابع للمؤسّسة، وتمّ تصنيعها من طرف المؤسّسة الوطنية لعتاد وتجهيزات السكة الحديدية، وذلك انسجاما مع سياسة المجمّع الرامية إلى ترقية الإدماج الوطني وتعزيز المحتوى المحلي.
وفي هذا الإطار، أسدى داودي تعليماته إلى فروع مجمّع «سوناطراك» بالاعتماد على الموارد الوطنية من أجل صنع تجهيزات جديدة، وذلك من خلال توحيد الجهود عبر تصميم منصة تسمح لفروع «سوناطراك» بتحديد احتياجاتها من قطع الغيار المتوفّرة مسبقا لترشيد التكاليف وتقليص الآجال.
كما عبّر داودي عن تهانيه لجميع إطارات ومهندسي المؤسّسة الوطنية للأشغال في الآبار، مصرّحا بـ: «أنّ تجسيد هذه الإنجازات هو ثمرة عمل دؤوب ومثابر، أنجزته فرق عمل بروح التعاون والانضباط والمسؤولية. إنّ تفانيهم يعكس القيم التي تقوم عليها قوة مجمّع سوناطراك، ويؤكّد إرادتنا الثابتة في الارتقاء إلى مستوى الثقة الموضوعة في مجمّعنا».
وشمل برنامج الزيارة، أيضا، المؤسّسة الوطنية للحفر- فرع سوناطراك، حيث تنقل الرّئيس المدير العام لمجمّع سوناطراك والوفد المرافق له إلى ساحة المؤسّسة أين قدّم إبراهيم حمودي، الرئيس المدير العام للمؤسّسة الوطنية للحفر، عرضا تقنيا مفصّلا حول اقتناء جهاز حفر تلسكوبي «إينافور62 « بقدرة 1000 حصان، من نوع سريع التحرّك، مزود بنظام التحكّم بمحركات التردّد المتغير ومركّب على مقطورات.
وسيسمح هذا الجهاز، المصمّم لتقليص مدة التفكيك والنقل والتركيب، بشكل كبير، بتحسين تنقل الأجهزة ورفع النجاعة العامة لعمليات الحفر، بما يتماشى مع المعايير التكنولوجية الحديثة وأهداف الأداء لمجمّع سوناطراك، وذلك بإشراك شركات جزائرية مائة بالمائة.
واختتمت الزيارة بحضور الوفد لقاء على مستوى قاعدة «إيرارا» التابعة لقسم الإنتاج، خصّص لعرض مختلف مشاريع منطقة حاسي مسعود ونتائج الإنتاج ومخطّطات التطوير، وكذا استعمال تقنيات تحسين الإنتاج.


