صرخات “أوقفـوا الإبادة” في فلسطـين تـتردّد بقــوة جزائريـة
في فضاء قصر “الداي حسين” بالثعالبية، تحتضن مديرية النشاطات الثقافية لولاية الجزائر معرضا تشكيليا للفنانة كاهنة عميرات، يحمل عنوان “بين الألم والأمل”، ويتواصل إلى غاية 31 ديسمبر الجاري.
يقدّم المعرض تجربة بصرية مزدوجة، تنفتح من جهة على هدوء الطبيعة الجزائرية وجمالها، ومن جهة أخرى على مأساة إنسانية كبرى تتمثل في ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من إبادة وعدوان.
يضمّ المعرض 12 عملا فنيا تنوّعت تقنياتها وموضوعاتها، حيث تمازجت الألوان المائية والأكريليك والألوان الترابية في صياغات تعبيريّة تحمل دلالات متباينة. ففي الشقّ الأول، تستحضر الفنانة الطبيعة بوصفها مساحة للأمل والسكينة، من خلال لوحات مثل “همس الغيوم”، “بين الغابة والزمان”، “موعد مع النهر” و«وشوشة الأوراق”، وهي أعمال أُنجزت بالألوان المائية على الورق، تعكس نعومة المشهد وتوازن الإحساس.
أما الشق الثاني، يحضر فيه بقوة البعد الفلسطيني، عبر أربع لوحات قوية التعبير، أبرزها “فلسطين بين الأمل والخذلان” المنجزة بتقنية الأكريليك على القماش، حيث تتقاطع خارطة فلسطين مع العلم والكوفية، في فضاء لوني يهيمن عليه الأحمر القاني وحمامات السلام. كما قدّمت لوحة “الجزائر وفلسطين عهد الدم والراية” لتأكيد عمق التضامن الجزائري مع فلسطين، إلى جانب لوحتي “أوقفوا الإبادة” و«من تحت الركام”، حيث اعتمدت الفنانة تباينا لونيا بين الحار والبارد لتكثيف الشحنة التعبيرية.
وتتحدث كاهنة عميرات، ابنة ولاية بومرداس، عن مسارها الفني الذي بدأ منذ الطفولة، حين التحقت سنة 1998 بدار الشباب “أبو بكر بلقايد” بالدار البيضاء، وتلقّت تكوينا أكاديميا على يد الأستاذ محمد بن سرحان، ومع مرور السنوات، واصلت صقل موهبتها بالممارسة المتواصلة، معتبرة الريشة رفيقا دائما يمنحها السكينة والاتزان.
كما خاضت الفنانة مؤخرا تجربة “العلاج بالفن” بدار الصناعة التقليدية ببومرداس، تحت إشراف فضيلة عليوة، مؤكدة أن هذا المسار أسهم في تطوير قدراتها المعرفية وتعزيز الثقة بالنفس والشعور بالإنجاز.
وسجّل رصيد الفنانة مشاركات عديدة في معارض فردية وجماعية، كان آخرها معرض فردي احتضنته دار الثقافة “رشيد ميموني” ببومرداس في سبتمبر 2025، استعرضت خلاله محطات من تجربتها التشكيلية، إلى جانب مشاركة جماعية بقصر الثقافة “مفدي زكريا” خصصتها لأعمال تضامنية مع الشعب الفلسطيني.
وإلى جانب شغفها بالفن التشكيلي، تبدي كاهنة عميرات ولعًا بالموسيقى الكلاسيكية الجزائرية، وهي عضو في فرقة “آمال الأندلس” ببومرداس، ما يعكس تعدد اهتماماتها وتكامل رؤيتها الفنية.






