خلف الله: “لاءات“ الجزائر ضد أي تسوية خارج إطار الشّرعية الدولية..واضحة
العماري: عهدة جزائر الأحرار في مجلس الأمن “نوفمبرية“..بامتياز
أكّد مختصّون أنّ عهدة الجزائر في مجلس الأمن الدولي، والتي تشرف على نهايتها، كانت «عهدة وفاء» للقضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الصحراوية، حيث حالت الجزائر دون إخماد صوت الصّحراويين، وأفشلت تمرير أجندة المخزن وطرحه الأحادي، وأبقت جذوة الحق مشتعلة على جدول أعمال مجلس الأمن في عديد الجلسات، مستندة في ذلك إلى القانون الدولي، ومستمدّة موقفها الراسخ بشأن قضايا التحرر من عقيدتها النوفمبرية الرافضة للظلم والاستبداد، والمرافعة عن الحرية والانعتاق من الاستعمار.
في السياق، قال المحامي وأستاذ القانون والعلاقات الدولية، الدكتور اسماعيل خلف الله، في اتصال مع «الشعب»، أمس، إنّ الجزائر منذ انتخابها عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، للفترة 2024 – 2025، أكّدت أنّ القضية الصحراوية قضية تصفية استعمار مدرجة رسميا على جدول أعمال الأمم المتحدة، وأكّدت أيضا أنّها ليست نزاعا إقليميا كما تحاول بعض الأطراف تصويره، وبالتالي – يضيف خلف الله – أكّدت الجزائر دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وأفاد أنّ الجزائر دافعت على استمرار ولاية بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية الـ «مينورسو». ما يبقي القضية الصحراوية ضمن مسار تصفية الاستعمار.
لا تسوية خارج إطار الشّرعية الدّولية
وقال خلف الله إنّه وعلى مدار هذه العهدة التي دامت سنتين، فإن الموقف الجزائري تجاه هذه القضية بقي ثابتا، ولم يتغير بتغير السياقات الدولية، وبقي الخطاب الجزائري قانونيا منسجما مع قرارات الأمم المتحدة، ورغم الضغط الذي كانت تمارسه قوى فاعلة في المنظومة الدولية، استطاعت الجزائر أن تبقي القضية الصحراوية حاضرة داخل مجلس الأمن طيلة عهدتها، كما كان رفضها واضحا وصريحا لأيّة تسوية خارج إطار الشّرعية الدولية، رغم زخم النّفوذ السياسي من جهة، والنفوذ المالي من جهة أخرى، ورغم سياسة الأظرفة والأغلفة المعروفة، حيث توجد أطراف داعمة هناك، يقول خلف الله.
عهـدة نوفمبريــة
من جهته، أوضح الرّئيس السابق للجنة الجزائرية للتضامن مع القضية الصّحراوية والمناضل في حقوق الإنسان، محرز العماري، أنّ العمل الدبلوماسي للجزائر الجديدة عرف قفزة نوعية وديناميكية وطنية كبيرة، وأنّ القناعة الشعبية قد أعرب عنها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون حيث أكّد أنّ «الجزائر ستستمر بإيمان وعزيمة في ترجمة التطلعات العميقة والمشروعة للشعوب الإفريقية والعربية في أرض الواقع، فيما يخص الحرية والكرامة وحسن الجوار والدفاع عن القيم النبيلة والعدالة والسلم، وضد كل أشكال الاحتلال والعبودية والاستعمار».
وقال العماري إنّ الجزائر خلال عهدتها في مجلس الأمن، أكّدت بقوّة على الدعم الكامل والثابت للشعبين الصحراوي والفلسطيني تماشيا مع الشرعية الدولية ووفقا لميثاق الأمم المتحدة، بحيث يعتبر هذا الموقف وفاء من الجزائر المخلصة للمبادئ الثابتة المستمدة من ثورة أول نوفمبر المجيدة، والغيورة على استقلالها الوطني والمتمسّكة بقيمها النبيلة، في الدعم الثابت وتضامنها مع الشعوب المحتلة والخاضعة للاستعمار الأجنبي إلى غاية تمكنهم من اتخاذ قرارات بكل حرية، والتعبير عن سيادة قرارهم النهائي في تقرير المصير.
واليوم – يضيف العماري – يعلو صوت الجزائر أكثر من أي وقت مضى، خاصة من مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن، من أجل الحرية والاستقلال ونصرة الشعب الفلسطيني والشعب الصحراوي، هو بمثابة صوت الشجعان والأوفياء المخلصين، مؤكّدا أن عهدة الجزائر في مجلس الأمن للأمم المتحدة هي عهدة نوفمبرية أكّدت من خلالها أنّها ستبقى مع فلسطين ظالمة أو مظلومة ومع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية حرة مستقلة.
يذكر أنّ الجزائر خلال عهدتها في مجلس الأمن، حقّقت إنجازات عديدة لصالح الصحراء الغربية، أهمها تعديل المسودة الأولى لمشروع القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي، الذي جدّدت من خلاله التأكيد على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وتمديد ولاية بعثة المينورسو لمدة سنة كاملة بدلاً من ثلاثة أشهر، كما جدّدت دعم الشعب الصحراوي في حق تقرير المصير، وأكّدت على ضرورة حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين.




