تكثّف التّشكيلة الوطنية من تحضيراتها الجدية بالرباط، قبيل مواجهة السودان الافتتاحية برسم الدور الأول من نهائيات كأس إفريقيا للامم 2025، وسط أجواء حماسية ونسق عال من العمل وأمطار غزيرة وأجواء باردة.
امتدّت التّدريبات لأزيد من ساعة ونصف، حيث ركّز خلالها الطاقم الفني بقيادة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، على الجوانب التقنية والتكتيكية، مع رفع الحمل البدني قصد وضع اللاعبين في نسق تنافسي مبكّر قبل ضربة البداية الرسمية، وشهدت التدريبات مشاركة المدافع شرقي بصفة عادية مع المجموعة بعد تعافيه من الإصابة التي أبعدته عن الحصص السابقة، حيث خاض كامل التمارين الجماعية دون انزعاج، في مؤشّر إيجابي بالنسبة للطاقم الفني الذي يعول على جاهزية جميع عناصره. وخلال اليومين الماضيين، فضّل الطاقم الفني إجراء الحصص التدريبية بعيدا عن الأضواء، وهو خيار سيستمر أيضًا إلى غاية حصة اليوم، الهدف من ذلك هو التركيز الكامل على تفاصيل الخطة، خاصة وأنّ المدرب بيتكوفيتش يريد ضبط كل صغيرة وكبيرة قبل الإعلان عن خياراته النهائية.
ورغم أنّ الخطوط العريضة لطريقة اللعب تم العمل عليها مسبقا في المركز التقني الوطني بسيدي موسى قبل التنقل إلى الرباط، إلا أن بيتكوفيتش يسعى الآن لإزالة آخر علامات الاستفهام المتعلقة بالتشكيلة والتنظيم داخل الملعب تحسّبا لمواجهة المنتخب السوداني. ورغم أن المنتخب السوداني لا يضم أسماء بارزة تنشط في البطولات الأوروبية، إلا أنه يعرف بانضباطه التكتيكي وقدرته على غلق المساحات وتعقيد مهمة المنافسين، وهو ما يجعله منتخبا صعب المراس. بيتكوفيتش، ورغم متابعته لمباريات السودان عبر التسجيلات، قرّر إرسال عناصر من طاقمه إلى قطر لمعاينة المنتخب السوداني عن قرب خلال مشاركته في كأس العرب، بهدف تحليل طريقة لعبه بدقة وعدم ترك أي مجال للمفاجآت، وقبل يوم فقط من المباراة، يسعى الناخب الوطني إلى الإحاطة بكل نقاط القوة والضعف لدى المنافس، حتى يتمكن من إيجاد التوازن المناسب داخل تشكيلته، الخطر الأكبر حسب المتتبعين لا يأتي من الخط الهجومي للمنتخب السوداني، إذ اعتاد المنتخب الوطني على التعامل الجيد مع مثل هذه المنتخبات دفاعيًا، بل التحدي الحقيقي سيكون في كيفية اختراق وسط ودفاع المنافس، وفك تكتله من خلال حسن تنظيم اللعب الهجومي، وسرعة تداول الكرة، وخلق المساحات اللازمة للوصول إلى الشباك.
وقبل السفر، كان زملاء القائد رياض محرز قد خاضوا مباراة تطبيقية في المركز التقني الوطني بسيدي موسى، كانت بمثابة اختبار أخير للوقوف على جاهزية اللاعبين، هذا اللقاء سمح لبعض العناصر الشابة، في صورة إبراهيم مازا، بتأكيد مستواهم الجيد وقدرتهم على تقديم الإضافة، كما برز كل من بن سبعيني، ماندي، بوداوي وعمورة، الذين أظهروا جاهزية كبيرة، ما يجعل مشاركتهم كأساسيين في مباراة الأربعاء أمرا منطقيا، وستكون سرعة وحيوية لاعب فولفسبورغ عاملا مهما في كسر دفاع المنافس وصناعة الفارق. وعلى المستوى التكتيكي، من المنتظر أن يعتمد بيتكوفيتش على خطة تقليدية بأربعة مدافعين، من أجل ضمان التوازن الدفاعي وتفادي أي مخاطرة غير محسوبة، على أن يؤجّل تجربة خطة 3-5-2 إلى وقت لاحق، هذا الخيار يسمح بتأمين الخط الخلفي وفي الوقت نفسه يمنح حرية أكبر للعناصر الهجومية، ومع اقتراب موعد صافرة البداية، يبدو أنّ المنتخب الوطني في وضعية جيدة، حيث حرص المدرب على توفير كل الظروف اللازمة حتى يدخل اللاعبون هذه المباراة بثقة وتركيز، وبطموح تحقيق انطلاقة قوية في المنافسة القارية.
وكشفت الحصة التدريبية الأخيرة التي أجراها أشبال بيتكوفيتش عن ملامح التشكيلة الأساسية بنسبة كبيرة التي ينوي الطاقم الفني الاعتماد عليها، حيث ضمّت الأسماء التالية في حراسة المرمى: زيدان، الدفاع: ماندي، بن سبعيني، بلغالي، آيت نوري، في وسط الميدان: زرقان، عبدلي، مازة وفي الهجوم: الثلاثي محرز، عمورة وبونجاح.
عقون يدعم طاقم بيتكوفيتش كمحلّل فيديو
إلى ذلك، انضم سعيد عقون إلى الطاقم الفني لـ “الخضر” خلال كأس أمم إفريقيا 2025 ليشغل مهمة محلّل الفيديو، مساهماً بخبرته الواسعة في قراءة المباريات وتحليل التفاصيل الدقيقة، خبرة عقون المتنوعة تشمل العمل مع نادي كريستال بالاس إلى جانب المدرب باتريك فييرا في البرميرليغ، بالإضافة إلى تجربته كمدرب رئيسي لفئات الشباب في أوكسير وباريس أف سي الفرنسيين، وعمله داخل مركز تكوين باريس سان جيرمان، ما يمنحه قدرة فنية كبيرة على متابعة اللاعبين واستغلال المعطيات الفنية، وسيساهم عقون في تجهيز المنتخب الوطني على مستوى التحضير التكتيكي، من خلال دراسة المنافسين وتحليل أسلوب اللعب بدقة، ما يعزّز قدرة الطاقم الفني بقيادة فلاديمير بيتكوفيتش على اتخاذ القرارات الاستراتيجية الصحيحة خلال البطولة لتحسين الاستغلال التكتيكي للفرص وتصحيح الأخطاء بسرعة، ما يعكس حرص بيتكوفيتش على تكوين طاقم متكامل قادر على مواجهة التحديات القارية بأعلى مستوى من الاحترافية.
أبيا: الجزائر تملك منتخبا قويّا
وتحدّث مدرب منتخب السودان، الغاني جيمس كويسي أبيا، عن منافسهم الأول في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 المنتخب الجزائري، معترفا بأنّ “الخضر” منتخب قوي.
وصرّح مدرب منتخب السودان في هذا الخصوص: “الجزائر تملك منتخبا قويا، ولها اسم كبير في إفريقيا”، كما أضاف: “منتخب السودان، هو أيضا يضم لاعبين في المستوى، وجئنا للمشاركة في كأس أمم إفريقيا لإثبات أنّنا نملك منتخبا جيدا”، وأردف: “أنا شخصيا كمدرب لا أعترف بالنجوم، بالنسبة لي الأهم هو ما يمكن لأي لاعب أن يقدمه فوق الميدان”، وتابع: “سنعمل على تقديم أفضل ما لدينا لتقديم مباراة في المستوى في مواجهة المنتخب الجزائري”.







