تشهد قرى وأرياف ولاية برج بوعريريج، خلال السنوات الأخيرة، ديناميكية تنموية متزايدة بفضل برامج الدعم المتنوعة الموجهة لهذه المناطق، تظهر في عدد الأنشطة الاقتصادية والسياحية المتزايدة والمساحات الزراعية المتنامية على المستوى المحلي، كان لها الأثر الكبير في تحسين الإطار المعيشي وتحريك عجلة التنمية.
ساهمت البرامج التنمية الفلاحية المرتبطة بتوفير الطاقة، ومنح رخص استغلال المياه الجوفية، وشقّ الطرقات، والبناء الريفي، في تحريك عجلة التنمية في مختلف القطاعات، لاقترانها بتلبية حاجيات السكان وتزويد مختلف الصناعات بالمواد الأولية، فضلا عن دورها الكبير في فكّ العزلة عن الأرياف، وتأثريها على القطاع الاقتصادي والاجتماعي.
ريادة في إنتاج زيت الزيتون
وأضحت ولاية برج بوعريريج، خلال السنتين الأخيرتين من الولايات الرائدة في إنتاج زيت الزيتون، المعروف بجودته العالية على مستوى الوطن، بفضل التوسّع الملحوظ في المساحات الزراعية المخصّصة لهذه الشعبة وانخراط العديد من الفلاحين وسكان القرى والأرياف في برامج دعم هذه الشعبة الفلاحية، بمساحة إجمالية وصلت إلى 27 ألف هكتار، بما يعادل 2.4 مليون شجرة، منها 2 مليون شجرة منتِجة، بقدرة متوسطة في الإنتاج تصل إلى حدود الـ15 لترا في القنطار، لاسيما بعد إقرار العديد من البرامج التنموية من طرف السلطات، على غرار برنامج السد الأخضر 2020 الذي سمح بغرس 460 شجرة، 90 بالمائة منها زيتون.
وتضاف إليها برنامج السنة الجارية، المسجلة في ذات الإطار، لغرس أزيد من 100 شجرة زيتون عبر 34 بلدية بالولاية، لتشمل قرى وأرياف الجهة الجنوبية التي كانت في السابق تضمّ عددا محدودا من الأشجار، فيما تعرف الجهة الشمالية عمليات إعادة تشبيب للأشجار القديمة، لضمان مرودية أفضل، وهي النتائج التي كان لها الانعكاس المباشر في تحسين المستوى المعيشي للمواطن، لما يوفره المحصول من عائدات مالية هامة لفائدة قاطني الأرياف، فضلا عن مساهمتها في خلق مناصب شغل محلية، توفرها أزيد من 63 معصرة زيتون منتشرة عبر قرى وأرياف الولاية، وهي النتائج التي كان لها أبعاد اجتماعية واقتصادية وتنموية.
دعم الأنشطة الحرفية
بالمقابل تشهد العديد من القرى والأرياف بولاية برج بوعريريج، تنامياً معتبرا في عدد المشاريع والأنشطة الحرفية، ذات الطابع المحلي، ساهمت في تعزيز فرص الاستثمار لدى شباب وساكنة هذه المناطق الريفية، على غرار تلك التي أبرمتها الوكالة الولائية للقرض المصغر ببرج بوعريريج مع مؤسسات التكوين والوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية، التي تتيح لخريجي هذه المؤسسات فرص الحصول على أراضي لإنشاء مشاريع، مع تمكّن أصحاب المشاريع من توسيع أنشطتهم بالاستفادة من القرض المصغر، في مختلف المجالات.
ويتعلّق الأمر، بمشاريع تعمل الوكالة على تجسيدها تشمل أزيد من 1000 مشروع في مجال جمع النفايات البلاستيكية، وإعادة تدويرها، في إطار دعم الاقتصاد الأخضر وحماية البيئة، إلى جانب مرافقة أصحاب المشاريع عبر خلايا التنشيط على مستوى دوائر وبلديات الولاية، بهدف نشر ثقافة المبادرة، والتعريف بخدمات الوكالة لفائدة الشباب والطلبة والنساء الماكثات في البيت.
انتعاش سياحي..
في السياق، بادرت مديرية السياحة لولاية برج بوعريريج، مؤخرا إلى اعتماد 17 مشروعا سياحيا في إطار برنامج “سياحة الأعمال، كنمط جديد يهدف إلى تعزيز القطاع السياحي بالولاية، للاستفادة من موقعها السياحي الهام، ذات الطابع الجبلي والغابي، مع اعتماد مسارات سياحية جديدة، على مستوى القرى والأرياف، خاصة في ظلّ ما تتمتّع به الولاية من إقبال سياحي متميز تجاوز 17 ألف زائر منهم ألفي زائر أجنبي خلال العام الجاري، وهو ما يظهر حجم الديناميكية التي تحظى بها الولاية من حيث حركة السياحة بكل أنواعها الجبلية، الحموية، الترفيهية وسياحة الأعمال.
وتعكس هذه الأرقام، حجم التطوّر الملحوظ في مجال الخدمات السياحية بالولاية، لاسيما على مستوى القرى والأرياف، التي توفر فضاءات سياحية متنوعة، الأمر الذي كان له الانعكاس المباشرة على الصناعات المحلية والحرف اليدوية، ساهم في تنويع المداخيل بتوفير عائدات مالية هامة لدى ساكنة هذه المناطق، على غرار انتعاش صناعة الفخار، الألبسة التقليدية، وغيرها، ما ساهم بشكل كبير في فكّ العزلة على الريف المناطق وإعطاء مفهوم أخر للمناطق الريفية ببرج بوعريريج.




