بينما يواصل الاحتلال الصّهيوني خرق اتفاق وقف إطلاق النار الهشّ في غزّة، في ظلّ أوضاع إنسانية صعبة يعيشها سكان القطاع، بعد تدمير غالبية منازلهم وتعنّت الاحتلال في إدخال المساعدات والبيوت الجاهزة، تتوالى المساعي لعقد مؤتمر دولي بشأن إعادة إعمار غزّة.
ذكرت وكالة بلومبيرغ الأمريكية، نقلاً عن مصادر، أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها يجدّدون مساعيهم لعقد مؤتمر دولي بشأن إعادة إعمار غزّة، في الوقت الذي تسعى فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لضخّ زخم جديد في اتفاق وقف إطلاق النار بعد سلسلة من النكسات.
وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إنه جرت مناقشة واشنطن مكاناً محتملاً لاستضافة المؤتمر، الذي قد يُعقد في وقت مبكّر من الشهر المقبل، وأضافت أنّ مصر من بين مواقع أخرى عدّة قيد الدرس.
ولفت المصدر إلى أنّ المؤتمر قد ينعقد فقط بعد أن يقوم المسؤولون بتشكيل مجلس السلام، الذي سيشرف على الحكومة الانتقالية، والذي جرت الإشارة إليه في اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في أكتوبر الماضي. ووفق الموقع، سيكون المؤتمر جزءاً من جهد أوسع نطاقاً، للحفاظ على تقدّم خطة السلام المكونة من 20 بنداً التي وضعها ترامب عند توقيع الاتفاق. وقُسّمت هذه الخطة إلى مرحلتَين، تمثلت الأولى في وقف القتال وتأمين إطلاق سراح الأسرى الصّهاينة الأحياء والأموات، فيما المرحلة الثانية، الأكثر تحدياً، تتعلّق بإدارة طويلة الأمد لغزّة، تشمل نزع السلاح وتشكيل قوة دولية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأفاد مصدر مطّلع على الخطة، وفق الموقع، بأنّ أكثر من ثلاثين دولة أبدت رغبتها في المساهمة في قوة الاستقرار، سواء بالأفراد، أو بطرق أخرى كالمعدّات أو التدريب.
خروقات متواصلة
ميدانيا، شنّ الاحتلال الصّهيوني، صباح أمس الثلاثاء، غارات جديدة على مناطق انتشار قواته شرقي دير البلح وسط قطاع غزة، وسط خشية حقيقية من أهالي القطاع بتهجيرهم شرقي “الخط الأصفر”، وفق ما أفاد مراسلون.
وحلّقت مروحيات صهيونية، صباح أمس، في أجواء قطاع غزة وسط عمليات تمشيط وإطلاق نار داخل الخط الأصفر.
وفي جنوبي القطاع، أفادت مصادر بأن غارات استهدفت مناطق انتشار الاحتلال شرقي مدينتي، خان يونس ورفح، جنوبي قطاع غزة، مضيفة أنّ المنطقة الشرقية من خان يونس شهدت عمليات نسف لمبانٍ نفذها الجيش الصّهيوني، فجر أمس، وأشار مراسلون إلى وجود ضحايا داخل الخط الأصفر بفعل قصف قوات الاحتلال، وإلى عدم تمكّن الأطقم الطبية من التدخّل لإجلائهم بسبب استمرار إطلاق النار، واستهداف كل من يتحرّك في المنطقة.
وأفاد مصدر في مستشفى المعمداني في قطاع غزّة، الاثنين، باستشهاد شابين فلسطينيّين بنيران جيش الاحتلال داخل مناطق الخط الأصفر في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
تأتي هذه التطورات وسط خشية حقيقية بين سكان القطاع، من قيام الاحتلال بتهجيرهم شرق الخط الأصفر.
لن ننسحب أبداً من غزّة!
من ناحية ثانية، تعهّد وزير الدفاع الصّهيوني، بأنّ الكيان الغاصب لن ينسحب مطلقا من قطاع غزّة، وسيقيم بؤرا استيطانية شمالي القطاع، وأضاف: “عندما يحين الوقت، سنقيم أنوية استيطانية في شمال غزّة بدلاً من المستوطنات التي اخليت سابقا”.
وقال: “سنفعل ذلك بالطريقة الصّحيحة وفي الوقت المناسب. هناك من يعترض، لكننا نؤيّد موقفنا”.
وفي ظل استبعاد الرّئيس ترامب فرض السّيادة على الضفة الغربية، قال الوزير الصّهيوني إنّ الحكومة الحالية حكومة استيطانية تعمل على ترسيخ الوقائع على الأرض، مؤكّداً أنه إذا أتيحت فرصة تطبيق السّيادة فسيتم ذلك، وأنّ الاحتلال يمضي حالياً في تطبيقها عملياً، مستفيدا ممّا وصفه بفرص غير مسبوقة أعقبت أحداث 7 أكتوبر.



