طالبت الحكومة الفلسطينية بتحرّك دولي عاجل لوقف الاستيطان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية، ودعت إلى عدم الاكتفاء ببيانات الإدانة.
قال رئيس الوزراء محمد مصطفى، وفق بيان لمجلس الوزراء في افتتاح الجلسة الأسبوعية، إنّ «تصاعد قرارات الاستيطان والهدم في الضفة الغربية والقدس، إلى جانب جرائم المستوطنين، يستدعي تحركًا دوليًا فاعلًا يتجاوز المواقف اللفظية.
وأشار مصطفى إلى «إقدام سلطات الاحتلال على إقرار إقامة 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة، ما يرفع عدد المستوطنات التي جرى اعتمادها خلال السنوات الثلاث الأخيرة إلى 69 مستوطنة». وأكّد أنّ هذا التصعيد «يشكّل خطرًا بالغًا يقوّض فرص السلام، ويستهدف بشكل مباشر حل الدولتين، في انتهاك واضح للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية».
وطالب مصطفى المجتمع الدولي «بعدم الاكتفاء ببيانات الإدانة، والإسراع في اتخاذ خطوات عملية لتطبيق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ووضع حد للسياسات الاستيطانية الصهيونية». والأحد، وافقت الحكومة الصهيونية على 19 مشروعا جديدا لبناء مستوطنات غير شرعية.
من جانبها اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان، أنّ قرار الاحتلال بناء 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية يمثل «إعلاناً رسمياً عن ارتكاب جريمة حرب وفق أحكام القانون الدولي، ولا سيما أحكام نظام روما الأساسي واتفاقيات جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ويستوجب المساءلة والمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب».
وأضافت أنّ قرار الحكومة الصهيونية «خطوة خطيرة تهدف إلى إحكام السيطرة الاستعمارية على الأرض الفلسطينية بأكملها، وامتداد مباشر لسياسات الأبرتايد (نظام الفصل العنصري) والاستيطان والضم، بما يقوّض حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، ويدمّر أي أفق حقيقي للاستقرار».
وحذّرت من أنّ هذا القرار «لا يمكن فصله عن السياسة الصهيونية الممنهجة التي تهدف إلى تكريس الوقائع الاستعمارية على الأرض الفلسطينية، ومنع أي إمكانية حقيقية لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية».
وتابعت الخارجية أنّ القرار «يشكّل غطاء سياسيا لتسريع نهب الأراضي الفلسطينية، وتوسيع البنية التحتية الاستيطانية، وربط المستوطنات بشبكات طرق استعمارية، بالتوازي مع تصاعد وتيرة إرهاب المستوطنين ضد أبناء شعبنا، وممتلكاتهم وأراضيهم في الضفة الغربية المحتلة».
وشدّدت على «أهمية الالتزام بالمواقف الدولية المعلنة الرافضة للاستيطان والضم، بما فيها مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته الرافضة للضم والاستعمار، «وضرورة الانتقال الفوري إلى خطوات عملية تضع حداً حقيقاً للاحتلال الصهيوني غير الشرعي، إلى جانب تسريع ترتيبات التعافي وإعادة الإعمار في قطاع غزة، باعتبار ذلك مسؤولية إنسانية وسياسية عاجلة لا تحتمل أي تأخير».
ويقيم نحو 750 ألف مستوطن صهيوني في مئات المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة، بينهم 250 ألف بالقدس الشرقية، ويرتكبون اعتداءات وجرائم يومية بحق المواطنين الفلسطينيين بهدف تهجيرهم.
ومنذ عقود تطالب السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لإنهاء الاستيطان في الأراضي المحتلة، والذي تعتبره الأمم المتحدة «غير قانوني».
ومن شأن ضم الاحتلال الضفة الغربية رسميا إليه إنهاء إمكانية تنفيذ مبدأ حل الدولتين المنصوص عليه في قرارات صدرت عن الأمم المتحدة.




