تمويل 3500 مشروع منذ إعادة هيكلة “ناسدا”
استراتيجية جديدة لإنشاء نسيج صناعي متكامل
قامت الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية “ناسدا” بتمويل ما يزيد عن 3500 مشروع منذ إعادة هيكلة هذا الجهاز في 2024، حسبما أفاد به أمس، بالجزائر العاصمة، مديرها العام، بلال عشاشة.
وأوضح عشاشة في حوار مع الإذاعة الجزائرية، أنّ هذه الحصيلة مرشّحة للارتفاع بشكل محسوس مع فتح المجال منذ جويلية الماضي لخريجي التكوين المهني، مذكّرا بأنّ الوكالة تستهدف إنشاء 10 آلاف مؤسسة مصغّرة سنويا.
وتمّت في 2024 إعادة هيكلة وكالة “ناسدا” (أنساج سابقا)، وفق مقاربة جديدة ترتكز على أسس اقتصادية محضة، في إطار الرؤية التنموية الشاملة المنتهجة.
وفي هذا الإطار، تمّ اعتماد نموذج جديد لتسيير المخاطر يقوم على النّجاعة، وذلك من خلال تكوين حاملي المشاريع والقيام بالدراسات اللازمة قبل الاستفادة من التمويل.
وفي هذا السياق، أوضح عشاشة أنّ الوكالة قامت بتكوين 30 ألف مكوّن، من بينهم 18 ألف تمّ تكوينهم على مستوى مراكز تطوير المقاولاتية.
ولدى تطرّقه إلى البرامج الأخيرة التي أطلقتها الوكالة “التوطين” و«سمول بزنس هوب”، أبرز المدير العام أهمية هذه المبادرة في تعزيز النسيج الصناعي الوطني، واستبدال الواردات بمنتجات محلية الصنع، والرفع من نسبة الادماج.
وفي حصيلة أولية لبرنامج المناولة “سمول بيزنس هوب”، الذي يهدف إلى ربط شراكات بين المؤسّسات الكبرى والمصغّرة، كشف عشاشة أنّ البرنامج سجّل منذ إطلاقه قبل أسابيع 4562 مؤسسة مصغرة مدرجة، وأزيد من 420 مؤسسة كبيرة.
ولدى تطرّقه لدور “ناسدا” في تعزيز النسيج الصناعي، لفت المدير العام إلى أنّ عدد المؤسسات المنشأة في هذا المجال لدى الوكالة بعد إعادة هيكلتها، بلغ 27 بالمائة من محفظة المشاريع الممولة، مقارنة بنسبة 8 ، 8 بالمئة خلال السنوات الأولى من إطلاق الجهاز.
وأشار عشاشة إلى أنّ الوكالة تهدف إلى إنشاء ومرافقة 10 آلاف مؤسسة مصغّرة سنويًا، وهي أحد الأهداف الأساسية المبرمجة نظرا للإقبال الكبير من أصحاب المشاريع، لا سيما فئة الشباب، موضّحا في نفس الوقت أنّ المناولة الصناعية تعد من أهم الرّوافد التي تراهن عليها الوكالة، حيث تمثّل المؤسّسات الصّناعية حاليًا 27 بالمائة من نشاط الوكالة.
وأضاف قائلا “الهدف الأساسي اليوم هو جعل الوكالة وسيطا ومحرّكًا للنمو الاقتصادي، خاصة من خلال برامج التوطين والمشاريع المهيكلة”.
”ناســـــدا” الرّقميـة
وتحدّث عشاشة عن تطوير منصّة رقمية تهدف إلى أن تكون بمثابة سوق حقيقية لتبادل ونشر المعلومات الاقتصادية بين المتعاملين، وواجهة ترويجية للمؤسّسات المصغّرة. وأوضح قائلا “تسعى الوكالة إلى تسجيل 30 أو 40 ألف مؤسّسة، على اعتبار أنّ زيادة عدد المؤسسات المسجلة من شأنه خلق فرص اقتصادية أكبر، والتأسيس لوجود علاقة مباشرة بين عدد المؤسسات والفرص المتاحة والمتعاملين الاقتصاديين”.
وضمن هذا الإطار، دعا عشاشة جميع المتعاملين الاقتصاديين إلى الانخراط في هذه المنصّة الرقمية والمساهمة في تطويرها، لما لذلك من دور في رفع قيمتها وجاذبيتها، حيث بلغ عدد المتعاملين الاقتصاديين الناشطين أوالمترددين على المنصة 462 متعاملًا، وقال إنّه يمكن لأي متعامل اقتصادي الولوج إليها، إنشاء حساب، والتواصل أو اقتراح أفكار ومشاريع.
مرافقة المشاريع المهيكلة في الجنوب
ذكر المدير العام للوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية، أنّ الوكالة يمكن أن تلعب دورًا أكبر في المشاريع المهيكلة بالجنوب، مثل مشروع غارا جبيلات ومشاريع السكك الحديدية، من خلال إنشاء نسيج صناعي من المؤسسات المصغّرة حول هذه المشاريع.
واعتبر عشاشة أنّ هذا التوجه قد يكون أنجح طريقة لدعم المؤسسات المصغرة في هذه المناطق، مع مراعاة خصوصياتها وحاجياتها، وأشار إلى أنّ نجاح المشاريع في الجنوب ممكن، لكن بشرط رفع سقف التمويل، وتعبئة إمكانيات أكبر، وقبول نسبة مخاطرة أعلى مقارنة بمناطق الشمال نظرًا لقلة الفرص، وبعد هذه المناطق عن مراكز النشاط الاقتصادي.
وضمن هذا السياق، أكّد ضيف الإذاعة أنّ هناك قناعة راسخة لدى الوكالة مفادها أنّ أفضل طريقة لنجاح المؤسسات المصغرة في الجزائر هي إنشاؤها ضمن نظام المناولة وبالشراكة مع شركات ومؤسسات كبرى، لكنه شدّد على أنّ نقص الوعاء العقاري الصناعي المخصص للمؤسسات المصغرة سيشكّل عائقا أمام توسّع وتطوّر هذه المؤسسات، كما أنّها لا تستطيع منافسة المؤسسات المتوسطة والكبيرة في هذا المجال.





