يمثل زيت الزيتون الجيجلي أحد أبرز المنتجات الفلاحية بولاية جيجل، لما يتمتع به من جودة عالية وموروث زراعي عريق مرتبط بحياة السكان واقتصادهم المحلي، في ظلّ التحولات الاقتصادية التي تهدف لتنويع مصادر الدخل خارج المحروقات، يبرز هذا المنتوج كرافد استراتيجي قادر على دعم الاقتصاد الوطني من خلال الإنتاج والتحويل والتسويق، رغم التحديات المناخية والتنظيمية.
تبلغ المساحة المزروعة بالزيتون بجيجل نحو 21 ألف هكتار موزعة على 28 بلدية، مع تركيز في دوائر تكسانة والعنصر والميلية، الأصناف التقليدية السائدة هي “الحمراء” و«الشملال”، التي تمنح الزيت مذاقه وجودته المميزة، مع إدماج أصناف جديدة مثل “الأربيكينا” و«الأربوصانا” لتحسين الإنتاجية ومواجهة التغيرات المناخية.
وساهم دعم الدولة في توسعة البساتين وتحسين ظروف الإنتاج، حيث تمّ غرس 55 ألف شجيرة زيتون من مختلف الأصناف هذا الموسم، وتمتلك الولاية واحدة من أكبر حظائر المعاصر على المستوى الوطني، بما يضمن عصر وتحويل الزيت محلياً وتقليل الخسائر، فيما يبلغ الإنتاج السنوي بين 5 و10 ملايين لتر، جزء منه للاستهلاك العائلي، والباقي يُسوق محلياً مع تسجيل صادرات محدودة نحو بعض الدول الأوروبية والخليجية.
وتظل التحديات كبيرة، من بينها الجفاف، الحرائق والتغيرات المناخية، ما يستدعي متابعة تقنية مستمرة للفلاحين وتطوير طرق الإنتاج والاستخلاص، بالمقابل، تمتلك شعبة الزيتون في جيجل كل المقومات لتكون رافداً محورياً للاقتصاد الوطني عبر تعزيز الاستثمار، تطوير سلاسل القيمة، وتحسين التسويق محليا ودوليا.



