الجوائـز والميداليات برهان ساطـع علــى جودة المنتــــج المحلـي
حقّق قطاع الزيتون بولاية الجلفة، مؤخرا، إنجازات لافتة، بحصوله على 30 ميدالية ذهبية تقديرا للجودة. وبلغ إنتاج الولاية، هذا العام، أكثر من 4.5 مليون لتر، بفضل المناخ المناسب ونوعية التربة والمياه، ما سمح بتحقيق مردودية وصلت إلى 25 كلغ للشجرة الواحدة. كما ساهم السقي بالتقطير ونوعية المياه الجيدة، إلى جانب استخدام تقنيات معينة في رفع جودة الإنتاج، في تعزيز مستوى الزيت.
أكدت مصالح مديرية الفلاحة لولاية الجلفة أن الجزائر اتجهت مؤخرا لدعم فلاحي الزيتون من خلال برامج تأهيل الأراضي، تطوير نظم الري وربطها بالكهرباء الفلاحية، استعمال الأسمدة، وتكوين الكوادر الزراعية، وقد مكّن ذلك من توسيع المساحات المزروعة لتصل حاليا إلى حوالي 10 آلاف هكتار ورفع الإنتاج من حيث الكم والنوع.
وكشفت المصادر عن جلب 90 ألف شجرة زيتون حديثا، وتمّ طلب فاق 500 ألف شجرة إضافية، كما ساهم برنامج الكهرباء الفلاحية، المنجز ضمن اتفاقية بين وزارة الطاقة ووزارة الفلاحة، في دعم 8224 مستثمر فلاحي في مختلف النشاطات، بغلاف مالي قدره 2308 مليار سنتيم، ما وفّر بنية تحتية متينة دعمت الإنتاج وفتحت آفاقا واسعة لتطوير القطاع.
وفي حديثه لـ«الشعب” أوضح مدير الفلاحة بن سالم محمد بن عبد الله، أن فلاحي الولاية استلهموا أساليب عريقة في زراعة الزيتون تعود إلى زمن الملوك والسلاطين، ليحولوا عملية عصر الزيتون من نشاط موسمي إلى جهد دقيق يضمن إنتاج زيت بكر ممتاز، يعكس خبرة الفلاح ووعيه بأسرار التميز.
ويؤكد المسؤول، أن الوقت الأمثل لقطف الزيتون وتقليص المدة بين الجني والعصر، التي تتراوح بين 40 و45 دقيقة فقط، يعد من العوامل الحاسمة للحفاظ على النكهة والخصائص الغذائية للزيت، وهو سر النجاح والتميز الذي ميز إنتاج منطقة الجلفة، خصوصا شمال الولاية. كما لعبت نوعية المياه المستعملة في السقي دورا مهما في رفع الجودة.
في المقابل برزت في الولاية المنتدبة عين وسارة علامات تجارية مثل “ذهبية” و«أرضي” كنماذج ناجحة، استطاعت فرض نفسها عالميا بفضل الجودة والالتزام، بعدما أثبتت الجوائز الدولية أن زيت الزيتون بعين وسارة أصبح علامة بارزة في الأسواق العالمية، بعد تتويجه بميداليات ذهبية في مسابقات دولية، لتصبح شعبة الزيتون عنوانا للتميز الفلاحي والعودة الواعية لتقنيات الأجداد.
ويشير أستاذ الاقتصاد بجامعة الجلفة، بن سالم أحمد عبد الرحمن، إلى أن نجاح الجزائر في هذا المجال يعكس مسارا فلاحيا واقتصاديا متكاملا، يجعل من الزيتون نشاطا ذا قيمة مضافة عالية، يبدأ من الحقول وينتهي بالتسويق. كما أسهمت الشعبة في تنمية الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل موسمية ودائمة، وتحسين دخل الأسر، والحدّ من الهجرة نحو المدن.
وأضاف الأستاذ أن الجزائر تمتلك طاقات هائلة من حيث المساحة والمناخ والخبرة المتوارثة عبر الأجيال، ما يجعلها قادرة على تعزيز موقعها بين المنتجين والمصدرين عالميا إذا استثمرت هذه الإمكانيات بشكل منظم واستراتيجي.





