نشـــاط عائلـي يكســـب مزيـــد المساحــات المغروسـة سنويـا
أصبحت شعبة الزيتون وزيت الزينون بولاية بومرداس من أهم الشعب الفلاحية المنتجة والمساهمة في الاقتصاد المحلي والوطني بفضل التطور المستمر للنشاط وتوسع المساحة المغروسة لأكثر من 8700 هكتار وأزيد من مليون شجرة منتجة لهذه المادة الحيوية وهذا بفضل عملية الدعم والمرافقة الميدانية للمصالح الفلاحية وعودة الاهتمام بشجرة الزيتون التي تحمل رمزية اجتماعية خاصة لدى العائلات التي تتوارث هذا النشاط خصوصا بالمناطق الريفية والجبلية..
انطلقت ومنذ اسابيع حملة جني الزيتون بولاية بومرداس التي تحتل مكانة هامة وطنيا من حيث الانتاج والمساحة المغروسة التي تعرف توسعا من سنة الى اخرى حسب ارقام مديرية المصالح الفلاحية وهذا بفضل سياسة الدعم والمرافقة التي استفاد منها المنتجون وأصحاب المعاصر الذين تحصلوا على قروض بنكية للاستثمار في هذه الشعبة عن طريق اجهزة الدعم، وهي العملية التي ساهمت في تحسين المردودية وعصرنة طرق الانتاج والتخلص التدريجي من الوسائل التقليدية.
وأمام ازدياد اهمية النشاط وارتفاع أسعار الزيتون وزيت الزيتون في السنوات الأخيرة وتحوّله الى مورد اقتصادي هام للعائلات المنتجة، زاد الاهتمام بهذه الشعبة سواء كمبادرات شخصية عائلية التي ساهمت في استرجاع مساحات هامة كانت شبه مهملة خصوصا في المناطق الجبلية وهذا عن طريق التلقيم وغرس اشجار جديدة بمساهمة الهيئات الفلاحية ومحافظة الغابات في اطار حملات التشجير وتعويض الفضاءات التي تعرضت لأضرار ناجمة عن الحرائق، أو كمبادرات استثمارية لمتعاملين اقتصاديين ارادوا اقتحام الشعبة وممارستها بطرق عصرية ساهمت في ترقية الانتاج ودخول عالم المنافسة بقوة.
اللافت اليوم بولاية بومرداس أن نشاط انتاج زيت الزيتون لم يعد مجرد عمل ثانوي يقتصر على العائلات التي حافظت على المهنة كتقاليد اجتماعية ضاربة في عمق التاريخ ومتجذرة تجذر هذه الشجرة المباركة، بل تحول مع الوقت الى مورد اقتصادي هام واستثمار بدأ يجلب الاهتمام حتى من قبل الشباب الذين بادروا الى استصلاح أراضي وغرس الاف الشجيرات بالمناطق الجبلية مع استغلال كل المساحات بما فيها المحيطة بالمستثمرات الفلاحية في تحول كبير في واقع الانتاج الفلاحي المحلي الذي اعاد ترتيب الشعب المنتجة بالعودة القوية لشعبة الزيتون، الخضروات والفواكه.
كما شجعت هذه التحولات الاقتصادية عديد الشباب الجامعي وحاملي الأفكار الى انشاء مؤسسات مصغرة ومعاصر زيتون عصرية تساهم اليوم في تطوير الشعبة وتقديم منتوج عالي الجودة وأصبح علامة مميزة ليست فقط محليا بل حتى على المستوى العالمي من خلال الجوائز التي تحصلت عليها
وخصوصا بالمناطق والبلديات المعروفة بإنتاج الزيتون وزيت الزيتون انطلاقا من اعالي الثنية وتيجلابين الى غاية مناطق أعفير، تاورقة مرورا بمعقل الشعبة عبر مثلث عمال، بني عمران، سوق الحدـ تيمزريت، شعبة العامر وغيرها.
مقابل هذه الطفرة الاقتصادية والانتاجية التي تعرفها الشعبة بولاية بومرداس، تطرح الكثير من التحديات والصعوبات الميدانية وانشغالات عدة يتم رفعها سنويا من قبل المنتجين في مختلف المعارض والتظاهرات التي تحتضنها الولاية منها صالون الزيتون وزيت الزيتون الذي تنظمه عادة بلدية بني عمران، حيث تمثل ظاهرة الحرائق التي تمس المناطق الجبلية والظروف المناخية المتقلبة وتذبذب مياه الأمطار ابرز هذه العقبات بسبب تأثيرها المباشر على المحصول وتذبذب نسبة الانتاج من موسم إلى آخر وصلت في مواسم سابقة إلى اقل من 60 ألف قنطار، ما أثّر سلبا على الأسعار.
وتشير أغلب المؤشرات الميدانية وتصريحات الفلاحين، أن انتاج هذه السنة عرف وفرة وتحسنا ملحوظا في المردودية بإمكانه العودة الى المعدلات السابقة خاصة خلال موسم 2023، الذي سجل أزيد من 143 ألف قنطار وحوالي 2 مليون لتر وهو ما قيساهم في تراجع سعر اللتر الواحد من زيت الزيتون الى اقل من ألف دينار.

