لوحات شاهدة على عبقرية نادرة ومسـار إبداعي متفرّد
أحيا المتحف العمومي الوطني للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة الذكرى الأربعين لرحيل الفنان التشكيلي محمد إسياخم، في لقاء فني استعاد أبرز محطات مساره الإبداعي، وسلّط الضوء على أعماله التي شكلت منعطفًا بارزًا في تاريخ الفن التشكيلي الجزائري.
شهدت التظاهرة حضور عدد من الفنانين التشكيليين والمهتمين بالفن، إلى جانب نجل الراحل، يونس إسياخم، الذي توقّف عند المحطات المفصلية في تجربة والده الفنية، متطرقًا إلى مشروع الموقع الإلكتروني الذي أطلقه سنة 2023، والمخصّص للتعريف بسيرة الفنان وأعماله.
وأوضح أن الموقع عرف مؤخرًا إطلاق خاصية الزيارة الافتراضية لرواق إسياخم، مؤكّدًا أن هذا الفضاء الرقمي يتجاوز التوثيق إلى “الدفاع عن ذاكرة الفنان” وصون إسهاماته في الذاكرة البصرية الوطنية.
ويضمّ الرواق الرقمي 110 لوحات فنية، قُدمت ضمن مسار كرونولوجي مدروس، مرفقة بشروحات توضيحية، تتيح للزائر تتبع التحولات الجمالية والتقنية التي وسمت تجربة إسياخم، ورصد تطور لغته التشكيلية عبر مراحل مختلفة من البحث والتجريب.
وبالموازاة مع ذلك، عرض المتحف مجموعة مختارة من الأعمال الأصلية للفنان، من بينها لوحات “مائل” (1982)، و«أمومة”، و«حالات حمل”، و؛أحمر”، و؛اكتئاب”، و«شارع القصبة”، و«منظر طبيعي”، و؛صورة ذاتية” وهي أعمال تعكس عمق التجربة الشعورية للراحل، حيث تحولت اللوحة لديه إلى فضاء للتأمل ومرآة لذات قلقة، تنشغل بالسؤال الإنساني بين الخط واللون والفراغ.
كما نُظمت بالمناسبة ورشة رسم لفائدة طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة، تحت إشراف الأستاذ محند أمقران، خُصصت لإعادة إنجاز بعض أعمال إسياخم، في إطار التعريف بإرثه الفني وترسيخ ذاكرته الإبداعية لدى الأجيال الجديدة.
ويُعد محمد إسياخم (1928–1985)، المولود بأزفون في ولاية تيزي وزو، من أبرز أعلام الفن التشكيلي الجزائري في القرن العشرين، إذ شقّ لنفسه مسارًا فنيًا متفردًا جعله رمزًا للالتزام الفني والإنساني، واسمًا راسخًا في تاريخ التشكيل الجزائري.






