يواجه المنتخب الوطني نظيره البوركينابي مساء اليوم، في إطار مباريات الجولة الثانية للمجموعة الخامسة لكأس إفريقيا للأمم 2025، حيث يتطلّع أشبال بيتكوفيتش إلى تحقيق الفوز من أجل ضمان التأهل إلى الدور ثمن النهائي، دون الانتظار إلى غاية الجولة الأخيرة التي سيواجه فيها رفقاء محرز منتخب غينيا الإستوائية، وهو المنافس الذي لا يمتلك «الخضر» ذكريات جيدة معه في كأس إفريقيا، في الوقت الذي ينوي الناخب الوطني خلال لقاء اليوم إجراء بعض التغييرات على التشكيلة الأساسية، من خلال إقحام ثلاثة عناصر جديدة.
يتطلّع المنتخب الوطني إلى اقتطاع تأشيرة التأهل إلى الدور المقبل من كأس أمم إفريقيا، من خلال الفوز على نظيره البوركينابي مساء اليوم، وهي المواجهة التي ستكون اختبارا حقيقيا لأشبال بيتكوفيتش، بحكم أنهم في المباراة الأولى واجهوا منتخبا أقل مستوى، والأكثر من هذا لعب الشوط الثاني بأكمله بعشرة لاعبين فقط.
تحضيرات المنتخب الوطني لهذه المباراة جرت في ظروف ممتازة، حيث وضع الناخب الوطني الخطة المناسبة التي تسمح له بتحقيق النقاط الثلاث، مع الأخذ في الحسبان نقاط قوة وضعف المنافس، إضافة إلى اختيار العناصر الملائمة التي بإمكانها تطبيق النهج التكتيكي، الذي ينوي وضعه خلال المباراة.
مدرب المنتخب تحدّث مع اللاعبين كثيرا بعد الفوز في المباراة الأولى، وأكد لهم أنّ المواجهة الثانية ستكون أصعب بكثير من الأولى، خاصة من الناحية البدنية بما أن المنافس من المنتخبات التي تعتمد كثيرا على الاندفاع البدني في طريقة لعبها، وهو الأمر الذي قد يعيق المنتخب خلال مواجهة اليوم.
العامل البدني من العوامل التي ركّز عليها الناخب الوطني كثيرا، وهو الأمر الذي جعله يقوم خلال المباراة الماضية باستنفاذ كامل التغييرات التي يحق له القيام بها، وهذا من أجل إراحة العناصر التي شاركت في التشكيلة الأساسية، تحسبا لمواجهة اليوم خاصة بعد ضمان النقاط الثلاث.
درس بيتكوفيتس نقاط قوة وضعف المنافس جيدا، وهذا خلال التنسيق مع أعضاء الجهاز الفني، حيث يقوم محلل الفيديو سمير عقون بعمل كبير من هذه الناحية، وهو الذي يمتلك تجربة كبيرة بحكم أنه عمل في عدد من الأندية الأوروبية المحترمة، والتي كان آخرها فريق كريستال بالاس الإنجليزي.
ثلاثة تغييرات على التّشكيلة الأساسية
ينوي الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش إجراء ثلاثة تغييرات على التشكيلة الأساسية خلال مواجهة بوركينافاسو، وهذا على أساس مستوى اللاعبين في المباراة الأولى مع السودان، حيث كانت الفرصة مواتية للبعض من أجل التألق، إلا أن البعض الآخر لم ينجح في كسب الرهان، وهو الأمر الذي سيجعلهم يتابعون المباراة الثانية من على دكة البدلاء.
كان الحارس لوكا زيدان من العناصر التي تألقت كثيرا خلال المواجهة الأولى، حيث منح الأمان للخط الخلفي، والأكثر من هذا كان سدّا منيعا أمام هجمات المنافس، الذي لم ينجح في الوصول إلى الشباك بالنظر إلى براعة حارس غرناطة، الذي كان في يومه وزاد من حضور والده أطوار المباراة إلى الرفع من معنوياته.
قد يرى البعض أنّ لوكا زيدان لم يختبر كثيرا خلال مواجهة السودان، إلا أن هدوءه كان العامل الإيجابي، حيث منح هذا الأمر الطمأنينة لعناصر الخط الخلفي، بما أنّه ليس من نوعية الحراس التي تفضل الصراخ في كل مرة على اللاعبين، وهذا الهدوء زاد من تركيز اللاعبين خلال المباراة ومنح المنتخب سمة إيجابية إضافية.
على مستوى خط الدفاع ينوي بيتكوفيتش إجراء تغيير واحد، من خلال إشراك حجام مكان آيت نوري، الذي لم يكن في مستوى التطلعات خلال المواجهة الأولى، إضافة إلى أنه تلقى إصابة قد تكون خفيفة، ولكن هذا الأمر زاد من قناعة الجهاز الفني بضرورة التغيير على مستوى هذا المنصب.
الفرق بين آيت نوري وحجام أن هذا الأخير يلعب بواقعية كبيرة، وإيجابية خاصة عندما يتقدم بالكرة نحو منطقة المنافس، فلا يقوم بالاحتفاظ بالكرة كثيرا عكس آيت نوري الذي يقوم بهذا الأمر، وهو ما يجعله عرضة للتدخلات الخشنة والإصابات، وهو الأمر الذي جعل الناخب الوطني يفكّر في إشراك حجام.
من ناحية أخرى، سيكون الثلاثي ماندي وبن سبعيني إضافة إلى بلغالي في التشكيلة الأساسية، ولا ينوي الناخب الوطني تغييرهم خلال مواجهة بوركينافاسو، خاصة أنه يدرك أن الاستقرار ضروري على مستوى الخط الخلفي، من أجل زيادة الإنسجام بين اللاعبين، وهو ما يجعله يفضل الإبقاء على الثلاثي المذكور في التشكيلة الأساسية.
وسط الميدان هو الخط الذي سيعرف تغييرات جوهرية، من خلال إشراك الثنائي مازة وزروقي مكان بن ناصر وشعايبي، مع الإبقاء على بوداوي في التشكيلة الأساسية. وهذا بعد أن لاحظ الناخب الوطني خلال المواجهة الأولى مستوى العناصر الثلاثة، واقتنع بضرورة التغيير خلال المواجهة الثانية.
لم يظهر بن ناصر بمستوى فني كبير، ومن الواضح أنه غير جاهز للعب دور اللاعب الأساسي في وسط الميدان خلال كأس إفريقيا الحالية، وهذا يعكس قناعة الناخب الوطني بامكانياته، إلا أنه من الواضح أنه لا يمكنه لعب هذا الدور، وهو الأمر الذي جعله يفكر في إشراك زروقي مكانه في التشكيلة الأساسية.
نفس الأمر ينطبق على شعايبي الذي وجد صعوبات خلال مواجهة السودان، وكان بعيدا عن التطلعات والدليل الإضافة الكبيرة التي قدمها مازة خلال الفترة القصيرة التي لعبها مع المنتخب، حيث كان أكثر إنتاجية من الناحية الهجومية مقارنة بشعايبي، الذي لم ينجح في تقديم الإضافة الهجومية اللازمة.
المراهنة على مازة أكثر من ضروري خلال مواجهة بوركينافاسو، خاصة أن المنتخب الوطني مطالب بصناعة اللعب، والمدرب مطالب باستغلال الحالة الفنية الجيدة التي يتواجد عليها اللاعب في الفترة الأخيرة، بما أنه من أفضل اللاعبين في فريق بايرن ليفركوزن الألماني، والدليل الإحصائيات التي سجلها.
زروقي هو الآخر يمر بفترة جيدة، ومن الضروري منحه الفرصة بما أن المنافسة مفتوحة بين كل اللاعبين، رغم أن البعض يرى ضرورة منح الفرصة لحيماد عبد اللي، وهو الأمر الذي يبدو مستبعدا بحكم أنه في المركز الأخير من حيث الخيارات على مستوى وسط الميدان الدفاعي مقارنة ببن ناصر وزروقي.
الخط الذي سيعرف استقرارا أكثر مقارنة بالمباراة الأولى هو خط الهجوم، حيث سيجدد الناخب الوطني الثقة في الثلاثي محرز وعمورة إضافة إلى بونجاح.
القائد رياض محرز يمر بفترة جيدة، ومن الواضح أنه جاهز من الناحية الذهنية خلال كأس إفريقيا الحالية من أجل لعب دوره الفني على أرضية الميدان على أكمل وجه، كواحد من أهم مفاتيح اللعب والحلول الهجومية المهمة، بدليل أنه نجح في تسجيل ثنائية خلال المواجهة الأولى أمام منتخب السودان.
عمورة هو الآخر كان من بين أفضل اللاعبين في المباراة، ونال الثناء من طرف العديد من المحللين، واعتبره الكثير منهم الأحق بجائزة أفضل لاعب، إلا أن الثنائية التي سجلها محرز شفعت له من أجل نيل هذه الجائزة، وسيكون عمورة مطالبا بالوصول الى الشباك خلال المواجهة المقبلة من أجل زيادة ثقته بامكانياته.






