لم تتوقّف الانتهاكات التي تنفّذها قوّات الاحتلال في قطاع غزة، منذ سريان وقف إطلاق النار، الأمر الذي رفع حصيلة الشهداء والجرحى، وتسبّب في تدمير مزيد من المنازل والمنشآت، خصوصا في المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الصهيونية.
أوردت مصادر محلية، أمس السبت، أنّ أصوات انفجارات عنيفة سمعت في مناطق متفرقة من قطاع غزة، ناجمة عن عمليات نسف وتدمير للمنازل داخل “الخط الأصفر” تزامنت مع إطلاق نار من رشاشات ثقيلة.
وأشارت تقارير إخبارية إلى أنّ الهجوم الصهيوني شمل غارات جوية وقصفا مدفعيا وبحريا، إذ قال شهود عيان أنّ بحرية الاحتلال أطلقت قذائفها ونيران رشاشاتها في عرض بحر مدينة غزة، على بعد عشرات الأمتار من خيام النازحين ما أثار حالة من الخوف في صفوفهم.
وأضافت أنه في وسط القطاع، قصفت المدفعية الصهيونية أنحاء مختلفة من المنطقة الشرقية ضمن مناطق سيطرة الجيش الصهيوني. كما أطلقت مروحيات صهيونية نيرانها عشوائيا صوب منازل الفلسطينيين في المنطقة ذاتها.
وجنوبي القطاع، شنّت مقاتلات الاحتلال غارات عدة على أنحاء مختلفة شرقي مدينة خان يونس.
شهيـد فـي جباليـا
واستشهد فلسطيني برصاص الاحتلال في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، ضمن المناطق التي انسحب منها بموجب الاتفاق، مساء الجمعة.ومنذ سريان الاتفاق، ارتكبت القوات الصهيونية مئات الخروقات ما أسفر عن استشهاد 410 فلسطينيين وإصابة ألف و134، وفق معطيات رسمية.
على الجانب الإنساني، حذّرت منظمات دولية من انهيار وشيك للمنظومة الصحية نتيجة القيود على إدخال الوقود والمستلزمات الطبية، ما يفاقم معاناة المدنيين ويقوّض قدرة المستشفيات على العمل.وفي السياق، أعلن مستشفى العودة في النصيرات، وسط قطاع غزة، تعليق معظم خدماته “مؤقّتاً” بسبب نقص الوقود، مع الإبقاء على الخدمات الأساسية فقط مثل قسم الطوارئ، قبل أن يعلن في وقت لاحق عن استئناف تقديم بعض خدماته بعد تسلمه كمية من الوقود، غير إنه أكد أن ما تسلمه لا يكفي إلا ليومين فقط.
خـــلاف على المرحلــة الثانية
سياسيا، وفيما يسود ترقب للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، أفادت هيئة البث الصهيونية، بوجود خلاف بين الولايات المتحدة والاحتلال الصهيوني بشأن ترتيب خطوات هذه المرحلة، بين البدء بعملية إعادة الإعمار أو الشروع أولًا في نزع السلاح. ونقلت الهيئة عن مصادر صهيونية لم تسمها قولها إن الإدارة الأمريكية “تسعى إلى الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب خلال نحو أسبوعين، وتدفع باتجاه إطلاق إعادة إعمار قطاع غزة بالتوازي مع نزع سلاحه، في حين تصر سلطات الاحتلال على تفكيك حركة حماس ونزع سلاح القطاع قبل البدء بأي خطوات تتعلق بالإعمار”.
والخميس، قالت صحافة الاحتلال إنّ لقاء رئيس الوزراء الصهيوني والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المرتقب في 29 ديسمبر الجاري، سيختتم ببيان عن التقدم المحرز نحو المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وتشمل المرحلة الثانية “تشكيل لجنة تكنوقراط مؤقتة لإدارة القطاع، وملف الإعمار، وتشكيل مجلس السلام، وإنشاء قوة دولية، وانسحاب إضافي للجيش الصهيوني من القطاع، إضافة إلى نزع سلاح حماس”.
وكشفت مصر عن “خطّين أحمرين أمام الاحتلال بشأن التطورات في قطاع غزة، أولهما الفصل بين الضفة الغربية المحتلة والقطاع، حيث إن المنطقتين تشكّلان وحدة واحدة لا تتجزأ للدولة الفلسطينية القادمة، والثاني تقسيم غزة وإعمار جزء منها دون آخر.


