يعوّل الصومال على دعم عربي وإسلامي لمواجهة اعتراف الكيان الصهيوني بما يسمى “أرض الصومال” دولةً مستقلةً، وقد استجابت جامعة الدول العربية لطلبه بعقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين، أمس.
أكَّد السفير الصومالي في القاهرة والمندوب الدائم لدى الجامعة، علي عبدي أواري، أنَّ بلاده تتحرَّك على المستويين العربي والإسلامي، لرفض ما أعلنت عنه سلطات الكيان الصهيوني، والدفاع عن السيادة الصومالية، وقال: “من بين التحركات طلب اجتماع للجامعة العربية بشكل عاجل”. وأشار إلى أنَّ “بلاده تدعو لاجتماع قمّة عربية إسلامية قريباً، ضمن تحرّكاتها الدبلوماسية”.
وحرّك الاعتراف الصهيوني بالإقليم الانفصالي “أرض الصومال”، تحذيراتٍ من السلطة الفلسطينية وحركة حماس ومقديشو، من أنَّه يحمل احتمالاً لأن يكون هذا الإقليم موطناً جديداً لاستقبال الفلسطينيين ضمن مخطط تهجير سعت إليه السلطات الصهيونية منذ بداية حرب الإبادة قبل نحو عامين.
وأشار خبراء إلى مخاوف من أنَّ الخطوة الصّهيونية ستُعيد ملف التهجير للواجهة بقوة، وسيعمل الاحتلال على زيادة الضغوط على الضفة وغزة لدفعهم قسراً لذلك، وسط غياب خطط تنفيذية للإعمار والاستقرار.
تحذير من مخطّط تهجير
هذا، وتتوالى المواقف الرّافضة لاعتراف الكيان الصهيوني بـما يسمى “أرض الصومال” والحراك الدبلوماسي المتعلق بالخطوة الصهيونية، حيث عقد أمس اجتماع عربي طارئ في حين سيعقد اليوم اجتماع على مستوى مجلس الأمن لبحث الخطوة الصهيونية الخطيرة، وذلك بناء على طلب من مقديشو.
كما دعا الاتحاد الأوروبي، إلى احترام وحدة أراضي الصومال، مؤكدا أن ذلك أمر محوري لاستقرار منطقة القرن الأفريقي.
وأكّد الاتحاد الأوروبي في بيان أصدره جهاز العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي، على أنّ ميثاق الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي ودستوره، تؤكّد على أهمية احترام وحدة وسيادة وسلامة أراضي جمهورية الصومال الفدرالية.وأشار البيان إلى أنّ الحفاظ على استقرار الصومال ووحدته يعد ركيزة أساسية للأمن في منطقة القرن الأفريقي بأكملها، محذّرا من أي خطوات قد تقوض هذا المسار.
والسبت، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تواصل الاعتراف بوحدة أراضي الصومال، بما يشمل إقليم أرض الصومال.
وكانت 21 دولة عربية وإسلامية أعلنت رفضها للخطوة الصهيونية، ووصفت في بيان مشترك الاعتراف الصهيوني بإقليم أرض الصومال بأنه سابقة خطيرة وتهديد مباشر للسلم والأمن في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر.
عدوان مباشر على السّيادة الصّومالية
وكان مكتب رئيس الوزراء الصهيوني أعلن الجمعة الاعتراف الرسمي بما يسمى جمهورية أرض الصومال دولة مستقلة ذات سيادة.وعقب الاعتراف الصّهيوني، عبّرت مقديشو عن رفضها للخطوة، وقال رئيس الوزراء الصومالي، حمزة عبدي بري إنّ إعلان نتنياهو يمثل عدوانا مباشرا على السيادة الصومالية.
وقال حمزة عبدي بري إنّ نتنياهو يسعى إلى الحصول على موطئ قدم في القرن الأفريقي والتحكم في مضيق باب المندب، مشيرا إلى ردود فعل دولية وإقليمية تساند موقف مقديشو بهذا الشأن، ومؤكدا أن الصومال سيواصل التحرك الدبلوماسي وسيستخدم كل الأساليب القانونية المتاحة لصد العدوان.
خلفيات الخطوة الصّهيونية
في السياق، كشفت وسائل إعلام صهيونية أنّ “أرض الصومال ستضم سكان غزة مقابل هذا الاعتراف”.
وقالت إنّ حكومة الاحتلال تعتزم، إلى جانب الجانبين الأمني والسياسي، توسيع التعاون مع أرض الصومال فورا في مجالات مدنية رئيسية، تشمل الزراعة والتكنولوجيا عبر نقل المعرفة الصهيونية وتطوير مشاريع مشتركة، إلى جانب تعزيز أنظمة الرعاية الصحية وتوسيع التجارة بين الطرفين.
وفي تسعينيات القرن الماضي أعلن الجزء الشمالي من الصومال الذي كان خاضعاً للاستعمار البريطاني سابقاً الاستقلال من جانب واحد، لتنشأ ما تسمى جمهورية “صوماليلاند” أو أرض الصومال، ولم تحظَ الجمهورية باعتراف أي دولة أو منظمة دولية، قبل أن تقدّم دولة الاحتلال على الاعتراف مقابل انخراط “أرض الصومال” في التطبيع.

