أحيت الأسرة الإعلامية الصّحراوية أمس الأحد، اليوم الوطني للإعلام الموافق لتأسيس الإذاعة الوطنية في 28 ديسمبر 1975، حيث أصبح هذا التاريخ يوما احتفاليا لكافة وسائط الإعلام التي تلتها في التأسيس، والتي لعبت وما زالت تلعب دورا فعّالا في مقاومة العدو، ومواجهة ترسانته الإعلامية ودعايته المغرضة.
واكب الإعلام الصحراوي بوسائطه المختلفة مسيرة الشعب الصحراوي ونضاله، إذ لعب دورا كبيرا في نشر القضية الوطنية وتعبئة الجماهير لمواصلة الكفاح من أجل التحرير، خاصة في هذا الظرف الاستثنائي الذي يتسم بالمواجهة المباشرة مع الاحتلال المغربي بعد نسفه اتفاق وقف إطلاق النار في 13 نوفمبر 2020 والعودة إلى الحرب.
وتعتبر الذكرى مناسبة للإعلاميّين لتقييم العمل الإعلامي الوطني من جوانبه المختلفة، وتكريم عطاءات بعض الصحفيين ومنتسبي الوسائط الإعلامية نظير مجهوداتهم في الارتقاء بالخطاب الإعلامي.
ويشكّل الاحتفال باليوم الوطني للإعلام تقليدا سنويا يجسد عناية الدولة الصحراوية وجبهة البوليساريو بهذا القطاع الحيوي، ويعكس تقديرهما لجهود العاملين من صحفيين ومراسلين وتقنيين وموظفين في مختلف الوسائل الإعلامية، وحتى على مستوى الإعلام الجواري.
وكان تأسيس الإذاعة الوطنية قبل نصف قرن، خطوة متقدّمة ليس فقط في الانتشار كونها إذاعة بدأت بـ 4 كيلوواط موجّهة لمواطنين ليس لهم من وسيلة اتصال بديلة عن إذاعة الاحتلال غيرها، بل أيضا لأنها أضافت عنصرا جديدا ذا طبيعة سيادية بعد تأسيس المجلس الوطني المؤقت، وحل الجماعة وانضواء غالبية الاعضاء تحت لواء جبهة البوليساريو يوم 28 نوفمبر 1975، بحسب المراقبين. فالإذاعة الوطنية الصحراوية سبقتها برامج إذاعية من دول صديقة ومنشورات إعلامية، إضافة الى صدور أول جريدة رسمية صحراوية “الصحراء الحرة” نوفمبر 1975.
وقد مرّت الإذاعة كمؤسسة إعلامية بمراحل عدة وبمشاكل متعددة وفي جوانب مختلفة، إلا أنّها بقيت الصوت المسموع في المنطقة طيلة عقود، كما كانت مدرسة مدّت مؤسسات الدولة والحركة بأطر في ميادين الاتصال والدبلوماسية.
كما كان لها دورها البارز في انتفاضة الاستقلال، وفي كسر الصمت وفضح جرائم الاحتلال، وفي تقوية وتعزيز الهمم، خاصة بالنسبة للسجناء والمعتقلين بحسب شهاداتهم الموثقة في كتاب يوثّق تجربة مجموعة 66 أسير حرب الذين أطلق سراحهم سنة 1996.


