كشف المدير المركزي للعصرنة وأنظمة الإعلام بالصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمّال الأجراء ممثل وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، رسول يحيى، عن رقمنة 27 وثيقة، ودخول خدمة رقمية جديدة نطاق التنفيذ، وذلك في إطار مسار رقمنة قطاع الضمان الاجتماعي والتخلّي عن الإدارة التقليدية، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بالانتهاء من الرّقمنة قبل نهاية السنة الجارية.
آسيا قبلي
أوضح ممثل وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، رسول يحيى، أنّ التخلّي عن الإدارة التقليدية لصالح الإدارة الإلكترونية هو توجّه استراتيجي لعصرنة المرفق العمومي ورقمنة القطاعات، من خلال تبسيط الخدمات والإجراءات، وتحويل عدد معتبر منها من الصيغة الورقية إلى الصيغة الرّقمية، ما يساهم في تقليص الآجال وتحسين الخدمات.
وكشف المتحدث، في برنامج «ضيف الصباح» للإذاعة الوطنية، أنه منذ بداية شهر ديسمبر وحده تمّت رقمنة 27 وثيقة، كان يتعين على المؤمَّن تقديمها ورقيا، وأصبحت تتمّ مبادلتها بين مختلف هيئات الوصاية، دون أن يتكلّف المواطن عناء التنقّل، مؤكّدا أنّ هذه الخدمة تسعى إلى التخلّي عن الشبابيك والقضاء على طوابير الانتظار، كما أنها تحسّن من نوعية الخدمات المقدمة.
خدمات مستحدثـــة
من جهة أخرى، قال المسؤول إنه تمّ إدخال خدمة جديدة، وهي خدمة الاقتطاع الآلي لاشتراكات الضمان الاجتماعي، بهدف تعزيز الشفافية والنجاعة وهي موجّهة لأرباب العمل.
وقال: «بينما كان يتعين على رب العمل التنقل إلى المؤسّسة المالية المنتسب إليها ومعه صكّ بقيمة الاشتراكات، أصبح بإمكانه تقديم استمارة فقط لتلك الهيئة، وبالإضافة إلى اختصار الوقت، تسمح هذه الخدمة الآنية بتفادي الغرامات والزيادات الناجمة عن التأخير في الدفع بسبب طول وتعقيد الإجراءات التقليدية المعتمدة على الورق، وهو ما ينعكس إيجابيا أيضا على صندوق الضمان الاجتماعي و»كوباك».
وأشار المتحدث – في السياق – إلى أنّ الخدمة الجديدة، وهي خدمة اختيارية لأرباب العمل، تضاف إلى 100 خدمة رقمية أخرى يقدمها القطاع موزّعة على 30 منصة، كما ستعمّم أيضا لتشمل صندوق الضمان لغير الأجراء «كاسنونس».
تعميم الخدمات الرّقميـة
أضاف رسول يحيى أنّ الرّقمنة سمحت أيضا بتعزيز تكامل المعلومات بين مختلف الهيئات تحت الوصاية، من خلال اعتماد أنظمة إعلام مترابطة تسمح بتبادل آني للمعلومات والبيانات، وهو ما يكرّس مبدأ «الإدارة في خدمة المواطن»، حيث ما تزال خدمة الرّقمنة مستمرة من أجل تعميم الخدمات عن بعد، وبالتالي القضاء على الطوابير والشبابيك وتخفيف الضغط أيضا على العاملين بالقطاع. من جهة أخرى أوضح أنه يتم تكوين المورد البشري وتأهيله وترسيخ ثقافة الإدارة الرّقمية لديه، من خلال التحسيس بأهمية استخدام الإدارة الرّقمية بما يتناسب ومتطلّبات المواطن. وهي الخطوط العريضة لاستراتيجية القطاع فيما تعلّق بالرقمنة.
آجـال صارمــة
يذكر أنّ رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أكّد في عديد المناسبات على ضرورة الانتهاء من رقمنة جميع القطاعات، حيث أوضح سبتمبر الماضي، في لقائه الإعلامي الدوري مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، على أنّ الرقمنة ليست مطروحة كخيار بل ضرورة ملحة، معربا عن رفضه لكل الأسباب التي يمكن تقديمها لتبرير التأخّر عن الاندماج في هذا المسعى.
وقال الرّئيس: «اتخذت قرارات سياسية أصفها دون مبالغة بأنها كانت شجاعة، لأنها تصبّ في فائدة المواطن»، كما أكّد أنه سيقرّ «إجراءات جذرية، في حال عدم الانتهاء من تعميم عملية الرّقمنة مع نهاية السنة الجارية»، وأكّد على أنّ «العمل متواصل وقائم لمحاربة هذه الممارسات لآخر نفس، تماما كما هو الحال بالنسبة لمحاربة العصابة وما تبقى منها».


