تتوالى المشاهد المأساوية لأطفال ونساء ورجال من قطاع غزة، وهم يواجهون البرد الشديد والأمطار التي أغرقت خيامهم الممزقة أصلا، وتتعمق معاناة الغزيين في ظل المنخفض الجوي الجديد الذي يضرب القطاع، واستمرار الاحتلال الصهيوني في منع إدخال مستلزمات الإيواء وخاصة البيوت الجاهزة.
أغرقت الأمطار خيام النازحين في مدينة غزة، وعصفت الرياح بمئات أخرى، مع استمرار المنخفض الجوي الذي يضرب المدينة، منذ السبت.
وتتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع تعرضه لمنخفض جوي شديد مصحوب بأمطار غزيرة ورياح عاتية، وسط عجز تام في سبل الحماية والإمكانات الإغاثية، ما اضطر النازحين إلى قضاء ليلتهم يوم أمس، تحت تأثير البرد القارس، في ظل نقص الإمكانات، وغياب وسائل الحماية من البرد والأمطار.
ويواجه النّازحون ظروفاً قاسية وسط برد قارس ورياح عاتية، إذ يعيش الآلاف في خيام مصنوعة من النايلون والقماش الرقيق، تفتقر إلى أدنى مقومات الحماية من الأمطار والعواصف.
ويقيم أغلب النازحين في الطرقات والملاعب والساحات العامة والمدارس، دون أي وسائل تحميهم من البرد والعواصف، حسبما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
ويفاقم غياب الوقود الأزمة، إذ تجد العائلات نفسها عاجزة عن تأمين أي وسيلة للتدفئة في ظل انخفاض درجات الحرارة ليلاً، الأمر الذي انعكس سلباً على كثير من الأطفال، حيث سجّلت وفاة عدد منهم.
يأتي ذلك في الوقت الذي يشن فيه الجيش الصهيوني غارات عنيفة على مدن في القطاع، تزامناً مع تواصل القصف وعمليات النسف في مختلف المناطق الشرقية من القطاع.
استشهاد فلسطينيّة بعد سقوط منزل
هذا، وقد استشهدت شابة فلسطينية إثر سقوط جدار منزل قصفته القوات الصهيونية خلال حرب الإبادة على خيمتها في حي الرمال غربي مدينة غزة.
وأفادت مصادر طبية، بأنّ شابة فلسطينية (30 عاما) توفيت على الفور بعد أن سقط جدار منزل على خيمتها في منطقة الميناء بحي الرمال.
وأوضح شهود عيان بأنّ جدار منزل مدمّر جزئيا جراء تعرضه لقصف صهيوني سابق خلال حرب الإبادة على القطاع سقط بفعل الرياح العاتية على خيمة للنازحين مجاورة للمنزل ما أدى لتدميرها، ووفاة الشابة الفلسطينية وإصابة عدد من أفراد أسرتها.
وفي تطور متصل، تسبّبت مياه الأمطار والرياح القوية التي تضرب قطاع غزة بتطاير وغرق آلاف من خيام النازحين الفلسطينيين بمناطق متفرقة من القطاع.
كما غرقت مئات من خيام النازحين المقامة على شاطئ مدينة خان يونس جنوبي القطاع بفعل مد أمواج البحر نتيجة المنخفض الجوي.
ومنذ بدء تأثير المنخفضات الجوية على غزة في ديسمبر الجاري، لقي 17 فلسطينيا بينهم 4 أطفال مصرعهم، فيما غرقت نحو 90 بالمائة من مراكز إيواء النازحين الذين دمرت قوات الاحتلال منازلهم، وفق بيان سابق للدفاع المدني بالقطاع.
كما أدّت المنخفضات إلى تضرر أكثر من ربع مليون نازح، من أصل نحو 1.5 مليون يعيشون في خيام ومراكز إيواء بدائية لا توفر الحد الأدنى من الحماية، وفق معطيات سابقة للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
أيضا انهار عدد من المباني السكنية المتضررة من قصف سابق خلال أشهر الإبادة، بفعل الأمطار والرياح.
ويلجأ الفلسطينيّون مضطرين إلى السكن في مبان متصدعة آيلة للسقوط نظرا لانعدام الخيارات وسط تدمير الاحتلال معظم المباني في القطاع، ومنعه إدخال بيوت متنقلة ومواد بناء وإعمار، متنصلا من التزاماته التي نص عليها اتفاق وقف النار.
ورغم انتهاء الإبادة بدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، فإنّ الأوضاع المعيشية لم تشهد تحسّنا كبيرا، بسبب تنصّل الكيان الصهيوني من الإيفاء بالتزاماته التي نص عليها الاتفاق بما فيها إدخال الكميات المتفق عليها من المواد الغذائية والإغاثية والطبية، والبيوت الجاهزة.


