تـــوفير فـــرص بالجُملــة تضمـن تعليما في أفضل الظــروف
تنافس 2944 عمـلا إبداعيا من طرف 2516 مؤسسة تعليمية
أشرف وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي، على احتفالية شهر اللغة العربية، التي خصصت لتكريم 14 تلميذا من أصل 58 مشاركا من الأوائل المتأهلين، للمسابقة العربية الإقليمية للغة العربية، التي تنظمها الجزائر مع جامعة الدول العربية بالتعاون مع المجلس الدولي للغة العربية وتهدف إلى تشجيع التلاميذ على حب اللغة العربية، وتنمية مواهبهم الإبداعية، وترسيخ روح المنافسة الإيجابية، باعتبار ذلك استثمارا في عقول الناشئة ورواد المستقبل.
أكد وزير التربية الوطنية، خلال إشرافه على الفعالية المنظمة، تحت شعار “الاستثمار في عقول الناشئة ورواد المستقبل” وبحضور عدد من أعضاء الحكومة، ومسؤولين عن الهيئات الدستورية، وممثلين عن المجالس الوطنية، إلى جانب إطارات وزارة التربية الوطنية، وشركاء اجتماعيين، وأولياء التلاميذ، أن الاهتمام بالتلميذ والاستثمار فيه يشكل جوهر كل السياسات التربوية، باعتباره رأس المال الحقيقي وفلذة الكبد التي يدور حولها كل جهد واشتغال، من أجل توفير فرص تضمن تعليما في أفضل الظروف.
وأشار سعداوي أن هذه المسابقة الوطنية تشجيع على تعلم اللغة وإتقانها، وتنمية مهاراتهم في التعبير والفهم، بما يساعدهم على بناء مستقبل أفضل، وبخصوص عدد المشاركين، أوضح سعداوي أنه بلغ 14 تلميذا قدموا أعمالا متميزة في خمسة مجالات إبداعية، هي: القصة القصيرة، المقالة، القصيدة الشعرية، الخط، والرسم، وقد لاقت هذه المبادرة إقبالا كبيرا للتلاميذ من الأطوار التعليمية الثلاث.
وسجلت-حسب الوزير- مشاركة 2944 عملا إبداعيا قُدمت من طرف 2516 مؤسسة تعليمية عبر مختلف ولايات الوطن، وأسفرت مراحل الانتقاء المتتالية عن اختيار 1108 أعمال للمشاركة في المرحلة الولائية، ليتم بعدها انتقاء 605 أعمال للمنافسة في المرحلة الوطنية، وفي الفترة الممتدة من 1 إلى 4 ديسمبر 2025، اجتمعت اللجنة الوطنية للانتقاء لتقييم وترتيب الأعمال، وأسفرت نتائجها عن اختيار 58 عملا فائزا لتمثيل الجزائر في هذه المسابقة الدولية.
وأكد مسؤول القطاع أن تكريم هؤلاء المبدعين الصغار هو في جوهره تكريم للغة العربية ذاتها، باعتبارها فضاء رحبا يحتضن الإبداع ويفتح أبوابه لكل من يحمل القلم والفكرة، مؤكدا أن المشاركة في هذه المناسبة، هو استثمار في عقول الناشئة ورواد المستقبل كما يمثل قاطرة التنمية الحقيقية ومستودع الأمل الذي لا ينضب.
وأضاف في ذات السياق، أن إجادة اللغة العربية وإتقانها، ضرورة أساسية، كما هو الشأن بالنسبة لإجادة اللغة الأمازيغية وإتقانها، باعتبارها هي الأخرى لغة رسمية، وهو أمر حيوي لا غنى عنه، وأشار إلى أهمية اللغة، باعتبارها الهواء الذي يتنفسه الإنسان، في حين تعد اللغات الأجنبية بمثابة الغذاء الذي يتقوى به ليستمر في الحياة.
وقال أيضا إن الدولة تحرص من خلال برنامجها التربوي، على تحفيز أبنائها على إتقان أفضل اللغات الأجنبية، بما يخدم مستقبلهم ومستقبل بلدهم، مؤكدا أن تعلم هذه اللغات يشكل إضافة نوعية للمتعلم الجزائري دون أن يكون ذلك على حساب لغته وهويته الوطنية.
وأبرز سعداوي أهمية اللغة العربية، باعتبارها أسمنت الهوية الثقافية للشعوب، وعنصرا جوهريا في الوعي الوطني، المستمد من المبادئ المؤسسة للأمة، مبرزا أن الشعب الجزائري، بتاريخه الحافل، جعل من لغته ركيزة أساسية للحفاظ على هويته عبر العصور، موضحا أن المشاركة في مثل هذه المسابقات لا تقتصر فقط على ترسيخ عناصر الهوية الجزائرية لدى الناشئة، بل تمكن كذلك من اكتشاف التلاميذ الموهوبين والمبدعين في مختلف المجالات الأدبية والفنية، وتشجيعهم على إبراز قدراتهم الإبداعية.
وأكد، في هذا السياق، حرص وزارة التربية الوطنية على الاستثمار في تنمية ملكات المتعلم الجزائري، مشيرا إلى إطلاق مجموعة من المسابقات، لكل واحدة منها هدفها الاستراتيجي، من بينها مسابقة ما بين الثانويات التي بلغت مراحلها الجهوية، وسيتم الاحتفاء بها في مراحلها النهائية، بهدف تحفيز التلاميذ على التنافس العلمي.
كما قال إنه تم إطلاق المسابقة الوطنية للابتكار المدرسي في نسختها السنوية، والمخصصة هذه السنة لمجال الروبوتيك، حيث يتنافس تلاميذ المؤسسات التربوية لتقديم أفضل المشاريع والأعمال في هذا المجال. وأضاف أنه تم أيضًا تنظيم مسابقات أخرى بالشراكة مع هيئات دستورية، منها مسابقة المواطنة الدستورية مع المحكمة الدستورية، ومسابقة مع البرلمان توجت بتنصيب برلمان الطفل، إلى جانب مسابقات مع وزارة البريد والبيئة وهيئات أخرى.
وشدد على أن الهدف من هذه المبادرات هو ترسيخ ثقافة متنوعة لدى التلاميذ، مع التركيز على تنمية المعارف العلمية وتعميقها، وتمكينهم من المنافسة العلمية استعدادًا للمستقبل، إلى جانب تعزيز قوة الانتماء والهوية الوطنية، وغرس حب الوطن والارتباط به، من خلال مكونات الهوية الوطنية من لغة ودين ورموز وطنية وتاريخ أصيل ممتد عبر العصور.
وأشاد الوزير سعداوي بما حققه التلاميذ من نتائج واشتغالهم الجاد باللغة العربية، وحرصهم على الارتقاء بفنونها وأدواتها، وقال إنهم أثبتوا في الشعر أن العربية بحر واسع لا تنضب معانيه، وفي القصة القصيرة أن الخيال بالعربية قادر على أن يكون جسرا نحو الآخر، وفي باقي المجالات أكدوا أن العربية قادرة على احتضان كل أشكال الإبداع المعاصر.
واختتمت الاحتفالية بتكريم التلاميذ المتحمكانة صلين على المراتب الأولى في مختلف مجالات المسابقة الخط الرسم الشعر وغيرها من المجالات، وسط أجواء احتفالية أبرزت الالتي تحظى بها اللغة العربية في المنظومة التربوية، وجسدت طموح الجزائر في بناء جيل مبدع، متقن للغته، وقادر على المساهمة في صناعة مستقبل الوطن.






