يخوض المنتخب الوطني، مساء اليوم (سا 17.00) مواجهته الثالثة والأخيرة في دور المجموعات من نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، عندما يلاقي منتخب غينيا الاستوائية، في لقاء يطمح من خلاله “محاربو الصحراء” إلى تحقيق الفوز الثالث تواليا وإنهاء الدور الأول بالعلامة الكاملة.
ويدخل رفقاء القائد رياض محرز المباراة بمعنويات مرتفعة، بعد فوزين متتاليين على منتخبي السودان وبوركينافاسو، ما سمح لهم بتصدّر المجموعة الخامسة برصيد 6 نقاط، وضمان التأهّل رسميا إلى الدور ثمن النهائي، غير أنّ الطموح لا يتوقف عند هذا الحد، إذ يسعى الخضر لمواصلة سلسلة الانتصارات.
ويطمح المنتخب الوطني إلى تحقيق فوزه الثالث في الدور الأول، وهو ما سيمنحه أفضلية معنوية وفنية قبل الدخول في الأدوار الإقصائية، إلى جانب توجيه رسالة قوية لبقية المنتخبات المنافسة، مفادها أنّ الجزائر قادمة بقوة في هذه النسخة.
ويعتمد “الخضر” على صلابة دفاعية كبيرة، حيث لم تتلق شباكهم أي هدف لحدّ الآن، بفضل تألّق الحارس لوكا زيدان، الذي بصم على مستويات مطمئنة جعلته يكسب ثقة الطاقم الفني والجماهير على حدّ سواء.
تغييرات منتظرة في التشكيلة الأساسية
من المنتظر أن يجري الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش عدة تغييرات على التشكيلة الأساسية، تمسّ مختلف الخطوط، وذلك من أجل منح الفرصة لبعض العناصر التي لم تنل حظّها في اللعب خلال المواجهتين السابقتين، خاصة بعد ضمان التأهّل، وكان بيتكوفيتش قد أكّد، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت الفوز على بوركينافاسو، عزمه إجراء تعديلات على التشكيلة، مع التشديد على أنّ المنتخب سيلعب لقاء غينيا الاستوائية بهدف الفوز.
وسيغيب جوان حجام وسمير شرقي، بسبب الإصابة التي تعرّضا لها في مواجهة بوركينافاسو وسيغيب بنسبة كبيرة المهاجم محمد الأمين عمورة، الذي يعاني على مستوى الكتف، وفي المقابل، تبقى إمكانية الاعتماد على زروقي في وسط الميدان واردة، إضافة إلى منح الفرصة للمهاجم عادل بولبينة في الخط الأمامي، قصد تقييم جاهزيّتهما ومنحهما دقائق لعب إضافية.
ويواصل بيتكوفيتش الاعتماد على لوكا زيدان في حراسة المرمى، في ظلّ الأداء المميّز الذي قدّمه، سواء من حيث الهدوء أو المساهمة في بناء اللعب من الخلف، فيما يتّجه الطاقم الفني إلى الحفاظ على ثنائي محور الدفاع رامي بن سبعيني وعيسى ماندي، نظرا للانسجام الواضح بينهما، وللإشارة، فقد أشرك الناخب الوطني إلى حدّ الآن 19 لاعبا من أصل 28 تمّ استدعاؤهم للمشاركة في البطولة.
وأكّد قائد المنتخب الوطني، رياض محرز، عقب الفوز على بوركينافاسو، أنّ التأهّل ليس سوى خطوة أولى في مشوار البطولة، مشدّدا على ضرورة مواصلة العمل والتركيز من أجل الذهاب بعيدا في المنافسة.
وقال محرز: “نحن نسير في الطريق الصحيح، والأهم كان ضمان التأهّل، تنتظرنا مباراة أخيرة ضدّ غينيا الاستوائية، وسنخوضها بكل جدية قبل التفكير في الدور ثمن النهائي”. وأضاف: “تسجيل ثلاثة أهداف حتى الآن أمر إيجابي، الفريق يعمل بشكل جيّد، ورغم ذلك ما زلنا قادرين على تقديم الأفضل”، رافضا في الوقت ذاته الخوض في هوية المنافس القادم، مؤكّدا أنّ جميع المباريات المقبلة ستكون صعبة وتتطلّب انضباطا وتركيزا كبيرين.
غينيا الاستوائية في وضعية صعبة
يعيش منتخب غينيا الاستوائية وضعية معقّدة، حيث يتذيّل ترتيب المجموعة الخامسة بدون رصيد، بعد تلقيه خسارتين متتاليتين، وسيبحث عن تحقيق نتيجة إيجابية أمام المنتخب الجزائري، والتمسّك بآمال ضئيلة جدّا في التأهّل كأحد أفضل المنتخبات التي تحتل المركز الثالث، في حال فوزه وانتظار نتائج باقي المجموعات.
تصريحــــات اللاعبــــين
بقرار: لا يهـم مـن يشارك وروح المجموعة حاضرة
تحدّث مهاجم المنتخب الوطني منصف بقرار، في تصريحات له، أمس، بالمنطقة المختلطة عن الأجواء داخل المنتخب الوطني، حيث قال: “الأجواء عائلية ونحن فرحون بالتأهّل إلى الدور المقبل قبل جولة عن ختام دور المجموعات، حيث تحرّرنا من الناحية النفسية وسندخل المواجهة الأخيرة أمام غينيا الاستوائية دون حسابات، بما أننا ضمنّا التأهّل في الصدارة ورغم هذا إلا أننا عازمون على مواصلة سلسلة الانتصارات، من خلال تحقيق الفوز الثالث على التوالي في دور المجموعات، وتأكيد أحقيّتنا بالتأهّل إلى الدور المقبل”.
اللّعب في المنتخب الوطني شرف لأي لاعب، بحسب بقرار الذي قال: “أكيد، أنا فخور بالدفاع عن الألوان الوطنية وهو شرف لي ولعائلتي، وأطمح لتقديم الإضافة حين أنال الفرصة، أحترم كثيرا قرارات المدرب وذلك بتواجد المنافسة في المنتخب، وهو أمر إيجابي لنا كلاعبين حيث سأركّز كثيرا خلال التدريبات للحفاظ على مستواي الفني، على أمل نيل الفرصة وحينها يتوجّب علي إستغلالها بأفضل طريقة ممكنة، وبخصوص المعنويات فهي مرتفعة رغم بعض الضغط، وهو الأمر الذي يبدو طبيعيا بحكم أننا في خضم المنافسة، والضغط يساعدنا على الرفع من مستوى التركيز”.
وأبدى بقرار تأسّفه على الحالة الصحية للثنائي حجام وشرقي، فقال: “الإصابات جزء من اللعبة إلا أننا كلاعبين متضامنون معهما، حيث تجاوزا الحالة النفسية السيئة التي تأتي بعد الإصابة، والآن هما في حالة أفضل وأتمنى لهما من كل قلبي الشفاء العاجل، والعودة من جديد معنا للعمل كمجموعة واحدة”.
في الأخير لم يخف بقرار طموحاته كلاعب، رغم صعوبة المسار في كأس إفريقيا، حيث قال: “بغضّ النظر عن المنافس في الدور المقبل، أعتقد أن الأمور لن تكون سهلة بالنسبة لنا، وحتى خلال دور المجموعات الأمور لم تكن سهلة، وبحكم أننا حضّرنا جيّدا وكنا حاضرين في المباريات من الناحية الفنية والذهنية والبدنية، الأمور سارت كما يلزم وهذا الأمر يُنتظر أن يتكرّر خلال الدور المقبل، حيث ندرك جيّدا أننا سنواجه العديد من الصعوبات، ولكن نحن جاهزون وسنعمل على إسعاد الشعب الجزائري”.
بن بوط: أعمل بجدّ وتفانٍ وأنتظر الفرصة
تحدّث الحارس أسامة بن بوط عن الأجواء في التدريبات بين حراس المرمى، وقال: “نعمل كعائلة واحدة وكل واحد يساعد الآخر، صحيح أنّ المنافسة موجودة إلا أنّ المدرب هو من يقرّر من يشارك وعلينا إحترام قراره، والأكيد أنّ الحارس زيدان قدّم مباريات مميّزة وهو ما سيساعده على تقديم الأفضل خلال المستقبل، ومن جهتي كما قلت لكم أعمل بجدّ مع مدرّب حراس المرمى رفقة زملائي ماندريا وزيدان، وأنتظر الفرصة وفي حال نيلي إياها سأعمل على إستغلالها بأفضل طريقة ممكنة، وهذا من خلال تقديم الإضافة اللازمة للمنتخب في الوقت الذي يحتاجني فيه”.ولم يفوّت بن بوط الفرصة ليتمنى الشفاء للثنائي حجام وشرقي، وقال: “الإصابة لم تأت في وقتها بالنسبة لهما، وهو الأمر الذي أثر علينا جميعا من الناحية النفسية إلا أننا تجاوزنا هذا الأمر، حيث ينتظران التقرير الطبي من أجل تحديد فترة غيابهما، وأتمنى أن يكونا حاضرَين معنا في الأدوار المقبلة إن شاء الله، حيث سيكون وجودهما معنا إضافة كبيرة للمجموعة بحكم مستواهما الفني الكبير”.
في سياق آخر، تحدّث بن بوط عن المباراة المقبلة، والأدوار الاقصائية، حيث قال: “نحن جاهزون من الناحية الفنية والتقنية دون نسيان البدنية للتحديات المقبلة، نعلم جيّدا ما ينتظرنا ومهما كان اسم المنافس علينا إحترامه أولا، وبعدها البحث عن الانتصار من أجل مواصلة المسيرة بنجاح وهدفنا هو بلوغ أدوار متقدمة من المنافسة”.
دورفال: أُحسن اللعب على الجهتين اليمنى واليسرى للدفاع
كشف مهدي دورفال عن قدرته على اللّعب في أكثر من منصب، وقال: “صحيح أنني أشارك كظهير أيسر في باري، إلا أنني أُحسن جيّدا اللعب على الجهتين اليمنى أو اليسرى بكل سهولة، لأنّ قدراتي كبيرة على اللعب بالقدمين دون أي مشكل، وفي أي منصب يريدني المدرّب أنا جاهز سواء كظهير أيسر أو أيمن، والمهم هو تقديم الإضافة اللازمة للمنتخب الوطني.
ولم يفوّت دورفال الفرصة للحديث عن طموحات المنتخب، حيث قال: “صحيح أننا ضمنّا التأهل إلى الدور المقبل لكن هذا الأمر لم يكن سهلا، حيث جاء بعد صعوبات وتضحيات كبيرة، وكما رأيتم خلال المباراة الماضية فقدنا لاعبين أساسيّين، وهي الأمور التي لم تكن في الحسبان وحاليا نحن مركّزون على المواجهة المقبلة أمام غينيا الإستوائية، وبعدها سنفكّر في مباراة ثمن النهائي.
عمار حميسي
