شهدت الساحة الثقافية والفنية والإعلامية الوطنية خلال سنة 2025 رحيل عدد من الأسماء التي شكلت، جزءا من الذاكرة الجماعية ومن ملامح الهوية الإبداعية للجزائر.. أسماء رحلت في صمت، لكنها تركت أثرا لا يُمحى في الأدب والإعلام، ومختلف الفنون..
في العاشر من جانفي 2025، ودعت الجزائر الأديبة حمامة العماري ربيعي، التي عُرفت بكتابتها القصصية ذات النفس الشعري، حتى لقبت بـ«ّحمامة السرد الشاعري الجزائري”. تركت الراحلة نصوصا لافتة، من بينها قصة “الانتماء”.
وبعد عشرة أيام فقط، رحلت الناشرة سامية زنادي، مديرة دار “أبيك” للنشر، التي ظلت على الدّوام فاعلة ثقافية آمنت بدور الكتاب في التنوير.. دعمت الأصوات الجديدة، وانفتحت على الأدب الإفريقي، مؤكدة أن النشر مسؤولية فكرية قبل أن يكون نشاطا تجاريا.
في 20 مارس، غيّب الموت الإعلامية فاطمة ولد خصال، بعد مسيرة حافلة في الإذاعة الوطنية، تخصّصت خلالها في الثقافة والتراث الشعبي، عُرفت بأسلوب مهني راق وبحواراتها مع كبار الفنانين ودعمها للطاقات الشابة.
وفي 28 مارس، رحل الشاعر والصحفي يوسف مراحي، أحد الأقلام الحداثية الملتزمة، الذي جمع بين الشعر والرواية والتحليل الصحفي. كتب عن الهوية والحرية والذاكرة، وترك أعمالا أدبية وفكرية شكلت مرجعا لجيل كامل.
وفي اليوم ذاته، ودعت الجزائر الممثل القدير حمزة فيغولي، المعروف بشخصية “ماما مسعودة”، أحد رموز الكوميديا الهادفة، وصوت تربوي زرع القيم والابتسامة في ذاكرة الطفولة الجزائرية.
أما في 14 ماي، رحلت الكاتبة فاطمة مرابط.. الذاكرة النقدية التي آمنت بالحرية والكرامة، وجعلت من الكتابة موقفا، وفي 5 جوان، فقد المشهد الثقافي المعلمة والكاتبة والشاعرة جوهر أمحيص التي أثرت الأدب الجزائري بإصداراتها بالأمازيغية والفرنسية.
وعرف شهر جويلية رحيل الممثل مدني نعمون، الملقب بـ«عمي برهان”، أحد الوجوه المحبوبة في التلفزيون والمسرح. كما فقدت الجزائر جمال الدين مرداسي، الصحفي والروائي والناقد السينمائي الذي عمل في كبرى الجرائد الوطنية، وكتب عن السينما بعمق واحتراف. وفي 28 جويلية، ودعت الساحة الشعرية عبد المجيد كاوة، صاحب أكثر من 20 ديوانا شعريا.
أما في سبتمبر، فقد سجّل رحيل الروائي والصحفي حبيب أيوب، والباحث في التصوّف علي حكمت صاري، ثم الممثل الكوميدي صايشي فوزي (رميمز)، الذي طوى برحيله صفحة من ذاكرة الكوميديا الجزائرية.
وغيّب الموت في أكتوبر، الصحفي المخضرم بوبكر حميدشي، أحد رواد الصحافة منذ الاستقلال، ثم الكاتب والروائي إسماعيل غموقات، الذي ترك رصيدا روائيا ومسرحيا معتبرا، وفي نوفمبر المنصرم، رحلت الفنانة القديرة عودة صدوقي (وردة آمال)، إحدى زهرات السينما الجزائرية.
واختُتمت سنة 202َ5 برحيل أسماء بارزة، على غرار سيدة الكوميديا الجزائرية الفنانة باية بوزار المعروفة لدى الجمهور الجزائري بـ«بيونة”، الفنان التشكيلي يوسف صاري، الرسام الكاريكاتيري طيب عراب، كما ودعت الساحة الفنية إحدى قامات المالوف أحمد عوابدية وأحد أعمدة الموسيقى العربية الأندلسية محمد خزناجي، وبعدها الموسيقار الكبير نوبلي فاضل، والمخرج عبد المجيد سلامنة، الذي كرّس أعماله لتوثيق الذاكرة الوطنية.. أسماء رحلت جسدا، لكن أعمالها ستظل شاهدة على زمن الإبداع، لتؤكد أن الشموع وإن انطفأت، فإن نورها لا يزول.





