تعتبر مواقف وممارسات التطوع والعمل الجمعوي من ملامح التطور في الدول، وهي من آليات تحقيق المواطنة والنهوض بمعاني المدينة العصرية.
وتعد الكشافة من المؤسسات والمنظمات الهامة التي تنجز الأعمال التطوعية وتسعى لربط الانسان الجزائري بهويته وموروثه الثقافي والهوياتي، لذلك يحتاج الرجال القائمين على هذا الفضاء المدني كل التشجيع و الدعم عبر الولايات.
نذكر هنا المنجز التطوعي الكبير الذي يقوم به فوج أهل العزم للكشافة بعزابة سكيكدة، وبفضل تضحيات الشبان صالح حجاج واحمد بوعديلة ومن معهما من قادة الفوج، تمكن الشباب في المنطقة من كشف مواهبهم الرياضية والفنية.
تحولت معالم النشاط الشباني الصيفي المدينة نحو الأحسن بإمكانيات قليلة وبدعم المحسنين فقط، حيث نجد دورة كروية كبرى في كرة القدم فيها الطاقة الشبانية والعمل التطوعي المشترك واليومي،بحضور جماهيري كبير أبعد النشء الجزائري عن الآفات الاجتماعية والأخلاقية.
وهنا تنفتح ممارسات المواطنة في المدينة الجزائرية، فلا يمكن انتظار مؤسسات الدولة فقط، بل يجب أن تتحرك الإرادات والقوى الوطنية المخلصة، لكن هذا لا يعني غياب غير مبرر لكل مساعدة ودعم من البلديات والهيئات المعنية بالثقافة و الشباب والرياضة.
وعند تواصلنا مع قادة الفوج وجدنا الإرادة الوطنية الكبيرة في القيام بالأعمال التطوعية التي تهم المجتمع عامة والشباب خاصة، حيث هناك البرامج لتربوية الخاصة بالأطفال والشبيبة، في مجالات متعددة تشمل الثقافة والترفيه والأخلاق وغيرها لجانب العمل الخيري في سياق نشر ثقافة المواطنة وروح المبادرة وخدمة المجتمع، رغم النقائص والظروف الصعبة وعدم وجود مقر للفوج، وهنا نطلب من رئيس البلدية منح هذا الفوج الكشفي المقر المحترم سريعا لمواصلة نشاطه، كي لا تندم المنطقة في حال توقف النشاط الكشفي.
باختصار إن الوطن بحاجة لكل الطاقات النوفمبرية الباديسية لكي ينهض ويتقدم، والمواطنة هي تجسيد فعلي لحب الوطن، بعيدا عن الشعارات الجوفاء والقصائد العاطفية التي تتحرك في القلب دون النزول للميدان، وعلينا أن نساعد شباب الكشافة عبر الوطن لتحقيق النجاح التربوي والاجتماعي المأمول ونجدد الشكر لفوج أهل العزم للكشافة بعزابة ولاية سكيكدة.
