أكد المدير العام لمجمع الطاقة الخضراء بوخالفة يايسي، أنّ الإستراتيجية التي تعتمد عليها الحكومة، حاليا، تحمل رؤية جديدة مغايرة عن تلك التي كانت متبعة من قبل وتهدف إلى الحد من التبعية للنفط والغاز الطبيعي وتنويع مصادر الدخل، من خلال اللجوء إلى الانتقال الطاقوي الذي أصبح ضرورة حتمية.
أفاد المدير العام لمجمع الطاقة الخضراء من منبر « الشعب»، أنّ الجزائر تملك الإمكانيات لتطوير الإدماج في إنتاج الطاقات المتجددة، بالإضافة إلى وجود الإرادة السياسية لاعتماد هذا الخيار الاستراتيجي وتطويره، من خلال توسيع استخدام الطاقات المتجدّدة في توليد الكهرباء والتقليل من الاعتماد على الغاز الطبيعي كمصدر مهيمن في توليد الطاقة الكهربائية وفقا لمخطط جديد ونظرة استشرافية وإستراتيجية فعالة لتفعيل مشاريع الطاقة البديلة.
وقال إنّنا أمام حتمية الانتقال الطاقوي وضرورة العمل على تذليل كل العقبات التي أدت إلى تأخير تجسيد هذا المسعى، مشيرا إلى بعض الصعوبات التي واجهت الاستغلال الأمثل للطاقة الشمسية في بلادنا لسنوات والمتمثلة في الاعتماد على مؤهلات البترول والغاز وأسعار إنتاج الكهرباء المرتفعة مقارنة بتسعيرة الكهرباء المنخفضة جدا، بالإضافة إلى نقص الشبكات الكهربائية التي تساعد على التحول نحو الطاقة الخضراء وتعد شرطا أساسيا للتقدم في هذا المشروع.
وأشار بوخالفة يايسي إلى أنّ استغلال الطاقات المتجدّدة بصفة ناجعة يتطلب بناء شبكة كهربائية وتوفير مولدات الطاقة في العديد من المناطق، موضحا أنه لا يمكن النجاح في تجسيد مشروع الطاقة الشمسية في ولايات الجنوب دون توفير الشبكات الكهربائية والمحطات الشمسية بغض النظر عن امتلاكها أكبر حقل شمسي من حيث عدد ساعات سطوع الشمس في السنة.
وبخصوص إنتاج الجزائر للهيدروجين الأخضر، أكد المدير العام لمجمع الطاقة الخضراء أنّ الحكومة وضعت خريطة طريق وطنية لتطوير هذا المجال، من خلال بلورة إستراتيجية فعالة لتمكين العديد من القطاعات والمؤسسات من تبني هذا الاتجاه في الأسابيع المقبلة، مبرزا أهمية الاستثمار في هذه الطاقة النظيفة باستغلال المقومات الكبيرة التي تمتلكها الجزائر من الطاقة الشمسية والموارد المتوفرة من الغاز الطبيعي.
وتابع يايسي بأنّ جميع المؤشرات توحي بأنّ الهيدروجين الأخضر سيأخذ قريبا مكان الهيدروجين الأزرق بالنظر إلى التطور المسجل في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر وزيادة الاستهلاك، بالإضافة إلى توفر العديد من الخصائص والمزايا التي تمكن الجزائر الاعتماد على هذه الموارد الهامة في ضمان التحول الطاقوي وتحقيق شراكة مع المؤسسات الأجنبية وإنجاح إستراتيجيتها لتطوير هذه الطاقة التي تعد من بين المشروعات المستقبلية التي تعول عليها الدولة.
وبحسبه فإنّ الاهتمام الكبير الذي توليه السلطات العمومية بإنتاج الهيدروجين الأخضر وجعله مصدرا واعدا للطاقة يتجسد في إطار السعي لاستغلال الإمكانيات الهائلة من الطاقة الشمسية على نطاق واسع واستعمال الهيدروجين الأخضر كناقل للطاقة النظيفة، مشيرا إلى أنّ الجزائر مستعدة للتوجه نحو تصدير الهيدروجين الأخضر عبر أنابيب الغاز إلى الدول الأوروبية من خلال المؤسسات، خاصة وأنها تتوفر على التكنولوجيا المعتمدة في تحويل الغاز إلى سائل وجميع شروط إنتاج هذه الطاقة الحيوية.
