سقط المنتخب الوطني مساء أمس، بمونغومو أمام نظيره الغاني في المباراة الثانية لكأس إفريقيا للأمم 2015 بغينيا الاستوائية، حيث انهزم “الخضر” بنتيجة 1 – 0 من توقيع قلب الهجوم الغاني جيان أساموا في الوقت بدل الضائع، بعدما خادع الحارس مبولحي بقذفة في الزاوية، متجاوزا المدافع مجاني الذي لم يتمكن من حراسته.

كان السيناريو غير منتظر لزملاء بوقرة الذين بالرغم من أنهم لم يجروا مباراة كبيرة، إلا أنهم كانوا قادرين على كسب نقطة التعادل تجعلهم في موقع قوة في السباق نحو التأهل إلى الدور الثاني في مباراة صعبة لعبت من الناحية التكتيكية من كلا الجانبين وحسمت النتيجة بلقطة فردية، التي أخلطت حسابات زملاء تايدار في هذه المجموعة، أين عليهم حسم الأمور في المباراة الثالثة أمام المنتخب السنغالي.
أداء متواضع.. وغياب الانسجام؟
ففي مباراة أمس، لم يقدم الفريق الوطني المستوى الذي انتظرناه، وكان اللعب الهجومي غائبا في معظم الأحيان ولم يهاجم بأعداد كبيرة، مما سمح للفريق الغاني في الشوط الثاني خاصة من أخذ ثقة أكبر في منطقة ممثلينا.
وبما أن المقابلات التكتيكية أي خطأ فيها غير مسموح، وهو ما حدث لزملاء مبولحي الذين تلقوا هدفا من غياب التركيز في اللحظات الأخيرة، أين بدت عناصر المنتخب الوطني متأثرة بدنيا من جراء الظروف المناخية وأرضية الميدان.
ولم تقدم التغييرات التي أجراها غوركوف في الشوط الثاني أكلتها بدخول كل من سليماني، محرز وقادير بسبب غياب الانسجام في وسط الميدان، أين ضاعت العديد من الكرات الحاسمة التي استفاد منها الفريق الغاني.. هذا الأخير الذي بفضل هذه النتيجة عاد في المنافسة ضمن هذه المجموعة الصعبة.
وبالرغم من التغييرات التي قام بها غوركوف باقحامه لكل من بوقرة، تايدار وبلفوضيل إلا أن الرسم التكتيكي بقي نفسه بخطة 4 – 4 -2، أين لعب الثنائي براهيمي وبلفوضيل في مقدمة الهجوم من أجل الاستفادة من الكرات على مستوى منطقة العمليات.
ولم تعرف الدقائق الأولى أية خطورة من جانب الفريقين، اتسم اللعب بتمريرات قصيرة دون الحرص على نقل الخطر إلى منطقة المنافس، نظرا لأهمية المباراة ورفض كلاهما المغامرة تحت حرارة كبيرة وصلت إلى 35 درجة والتي أثرت بشكل كبير على أداء اللاعبين .
وأخطر فرصة للمنتخب الوطني حدثت في الدقيقة الـ19 عندما توغل ماندي على الناحية اليمنى وقدم كرة ذكية في منطقة الخطر إلى بن طالب الذي لم يركز بشكل جيد وقذفته كانت خارج الاطار.. ولكنها أعطت أسبقية معنوية لـ«الخضر” الذين حاولوا نقل الخطر أكثر إلى مرمى المنتخب الغاني.
كما عرفت اللحظات الأخيرة من المرحلة الأولى تدخلات خشنة من طرف زملاء اللاعب أندري أيو الذين حاولوا الحد من خطورة لاعبي الفريق الجزائري.
مباراة تكتيكية بدرجة كبيرة
ويمكن القول أن الجانب التكتيكي طبع اللعب طيلة الـ45 دقيقة الأولى من المباراة التي لم تكن فيها محاولات هجومية عديدة.
واحتفظ غوركوف على نفس التشكيلة في بداية المرحلة الثانية، وإن بدا بعض اللاعبين متأثرين من الناحية البدنية من جراء الحرارة المرتفعة وأرضية الميدان الصعبة.
وأخطر فرصة أتيحت للفريق الغاني في الدقيقة الـ51 عندما ضيع المهاجم جيان أساموا وجها لوجه مع الحارس مبولحي أين خرجت كرته خارج الاطار.. أين لاحظنا أن عناصر الدفاع الجزائري لم يكونوا في أماكنهم في تلك اللقطة.
وأول تغيير أحدثه غوركوف كان في الدقيقة الـ54 حين عوّض سليماني زميله بلفوضيل الذي تعب كثيرا كونه تحرك كثيرا في الهجوم.
وضيع المنتخب الوطني هدفا محققا عن طريق بن طالب الذي لم يتمكن من تحويل الكرة إلى الشباك في الدقيقة 63 في هجوم معاكس جماعي لـ«الخضر”.. وانتعشت المباراة بعد ذلك بمحاولات متكررة من الفريقين، بلعب مفتوح من التشكيلتين.
وحاول الطاقم الفني اعطاء أكثر فعالية للهجوم بادخال محرز مكان لحسن في الدقيقة الـ70.. إلى جانب الاعتماد على قادير في الدقائق الأخيرة، بخروج براهيمي الذي كان متعبا.
وأتيحت بعض الفرص لـ«الخضر” من خلال تحرك فغولي في نهاية المباراة، لكن التغطية لم تكن جيدة في الوسط والدفاع، أين باغث الفريق الغاني منتخبنا الوطني عندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة بهدف من أساموا الذي استغل سرعته أمام مجاني وأسكن الكرة شباك مبولحي الذي لا يتحمل مسؤولية الهدف الذي يجعل الفريق الوطني في وضعية صعبة بهذا الانهزام.
وللاشارة، نقدم تحية تقدير للناخب الوطني كريستيان غوركوف الذي فضّل البقاء مع المنتخب الوطني في غينيا الاستوائية وأبقى التركيز في المجموعة، بالرغم من وفاة والدته مساء يوم الخميس.. وبهذه المناسبة الأليمة يتقدم أعضاء أسرة جريدة «الشعب» بتعازيها الخالصة للمدرب الوطني.