يحتاج الصّائم لشرب كميات كبيرة من المياه، تفاديا للجفاف المتسبّب في كثير من المشاكل لصحته، وبالحرص على عدم الإصابة بالجفاف يمكنه من الحفاظ على اللّياقة البدنية بالدرجة الأولى، حتى يستطيع الشخص إكمال صيام أيام رمضان في أفضل حال. نعرض في هذا الموضوع أهمية شرب الماء قبل الإحساس بالعطش.
جزء كبير من مصدر المياه اليومي في الجسم يأتي من التغذية، ويبقى شرب حوالي لتر ونصف من الماء للتكملة، مع تأكيد المختصين على شرب الماء قبل الإحساس بالعطش، لعلمكم أن الماء يأتي في ثاني مرتبة بعد الأكسجين في جسم الإنسان، ويطرح الجسم كمية من الماء خارجه عن طريق التعرّق حتى ولو لم نتحرّك. ولاسترجاع ما يفقده الجسم في عمليتي التعرّق والتنفّس وغيرهما، يتوّجب شرب حوالي لترين من الماء يوميا، هذه الكمية من الماء تسمح للجسم بـ:
– طرح بقايا المواد السامة خارجه.
– تعديل درجة حرارة الجسم.
– إمداد الجسم بالأملاح المعدنية الأساسية، وتسهيل عملية نقلها لكل أعضاء الجسم.
– السماح بترطيب جيّد للجلد وخصوصا في فترات الصيام.
لكن ما لا نعرفه جيدا أنه في حالة عدم شرب الماء بكميات كافية وبطريقة صحيحة، فإن جسمنا يعمل ببطء، وهذا ما يضعف من إمكاناته، ممّا يسبّب جفاف الجلد والأغشية المخاطية، بالإضافة للشعور بآلام في الرأس مع تعب مزمن، فالحرص على تناول الماء بوفرة في شهر الصيام يعزّز طاقة الجسم ويعمل على توازنها. ومن المهم الانتباه لما يمكن أن يحدث لجسمك عندما لا تشرب المياه ناهيك عن ما يمكن أن تؤدي إليه هذه الحالات الأوّلية من تعقيدات صحية إن لم يتم الإسراع في علاجها. وإليكم أهمها:
1- الإمساك: في حالة حدوث الجفاف في الجسم يحوّل المخزون المائي المتواجد في القولون إلى باقي الأعضاء، مما يبطئ عمل الأمعاء وينتج عنه الإمساك، وأوّل حل ينصح به الأطباء في مثل هذه الحالات هو شرب الكمية الكافية من الماء.
2- مشاكل في الجهاز البولي: في حالة نقص شرب الماء تتراكم مواد سامة في الجهاز البولي والكليتين، ممّا يوّفر بيئة مناسبة لتطور البكتيريا وإمكانية الإصابة بالتهابات في المسالك البولية تتراوح درجة خطورتها لتصل إلى حد الإصابة الكلوية، وكذلك هنا أيضا، سيذكرك الطبيب بشرب الماء بكميات كبيرة.
3- ارتفاع ضغط الدم: يتكون دم الإنسان من 92 بالمائة من الماء، في حالة جفاف الجسم يصبح الدم أكثر كثافة مما يؤدي لارتفاع الضغط الشرياني، وينصح الأطباء البيولوجيين بشرب الماء عند ملاحظة ذلك في نوعية الدم مع أخذ عينة منها في مخابر التحاليل، وينصح هنا أيضا بشرب الماء وممارسة الرياضة.
4- الإحساس بالحكّة الجلدية: كلّما يفقد الجسم الماء، كلما يرتفع معدل الهيستامين في الجلد، وهو عامل مسؤول عن الشعور بالحكّة، حيث نجد كثير من الأشخاص يعانون من الحساسية المفرطة دون ربط ذلك بنقص شرب المياه حتى في هذه الحالة، لذلك  يجب شرب الماء بكثرة.
5- آلام المفاصل: الغضروف الذي يحيط بالمفاصل مكوّن أساسا من الماء، في حالة الإصابة بالجفاف، لا يمكن له أن يتجدّد مما ينجم عنه الإصابة بالتهاب المفاصل المزمن، لذلك كلنا معنيون بشرب الماء بالمقدار الكافي خصوصا في أيام الصيام، لاسيما الكبار أو الصغار من أجل  تجنب مثل هذه الإصابات، دون أن يكررها على مسامعنا أهل الاختصاص.